تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا تَحْسَبِ التَّجْوِيدَ مَدًّا مُفْرِطًا * أوْ مَدَّ ما لا مَدَّ فيهِ لِوانِ

أوْ أنْ تُشَدِّدَ بَعدَ مَدٍّ هَمْزةً * أوْ أنْ تَلُوكَ الحَرفَ كالسَّكْرانِ

أوْ أنْ تَفُوهَ بِهَمْزةٍ مُتَهَوِّعًا * فَيَفِرَّ سامِعُها مِنَ الغَثَيانِ

لِلْحَرْفِ مِيزانٌ فَلا تَكَ طاغِيًا * فيهِ ولا تَكُ مُخْسِرَ المِيزانِ

الفاضل الحبيب / " أبو حمزة "

بدايةً، أسأل الله الكريم، أن يجزيك عنِّي خيرَ الجزاء، فقد شملتَني بكَرَم دَعَواتِك، وفَيضِ كلماتك، أحْسَنَ اللهُ إليك، ومَتَّعك بنعيم الدنيا والآخرة.

كما سرَّني حرصُك على تحصيل أحكام النحو، التي لها علاقة بضبط الأبيات، وهذا ما يَنبغي أن يفعلَه طالبُ العلم، في مرحلة الطَّلب، زادك الله علمًا ونورًا.

قولك: (ما هو نزع الخافض؟)

الفعل إما أن يكون متعدِّيًا، فينصب مفعولا بنفسه مباشرة، نحو:

" شربَ زيدٌ الماءَ ".

وإما أن يكون لازمًا " قاصرًا "، فلا ينصب المفعول بنفسه، لكن يُعدَّى بحرف جرٍّ مناسب، نحو: " فَرِح ": تقول:

" فَرِح زيدٌ بالنجاحِ ".

فإذا حُذِف حرفُ الجرِّ من الفعل اللازم، فإنَّ المجرورَ يُنصب.

نحو: " مَررتُ بِزيدٍ "، تقول فيه: " مَررتُ زيدًا ".

ومنه قول الشاعر، " من الوفر ":

تَمُرُّونَ الدِّيارَ ولم تَعُوجُوا * كَلامُكُمُ عليَّ إذًا حَرامُ

والأصل: تَمُرُّونَ بالدِّيارِ

لكنَّه حَذفَ حَرفَ الجرِّ ونَصب ما بعدَه.

يقول ابن مالكٍ – رحمه الله -، في " الخلاصة ":

وعَدِّ لازِمًا بِحَرْفِ جَرِّ * وإنْ حُذِفْ فالنَّصْبُ لِلْمُنْجَرِّ

لكن، هل هو قياسي؟

يعني: هل يجوزُ لكلِّ واحدٍ أن يَحذفَ حَرفَ الجرِّ ممَّا تعلَّق به الفعل اللازم؟

يحتاج الأمر إلى تفصيل، ولا أرَى الحاجة إليه الآن، والله أعلم.

وقولك: (أين هو حرف العطف؟ هل هو محذوف؟ وهل هذا حذف يكون خاصا بالشعر، أو قد يحصل في النثر؟)

القول الراجح في هذه المسألة، أنه يجوز حذف الواو العاطفة، خلافًا لِمن منع ذلك، مثل ابن جنِّي، في " خصائصه " وغيره.

قال ابن مالكٍ – رحمه الله – في " التسهيل وشرحه ":

(قد تُحذَفُ الواوُ مع معطوفها ودونه.

ومِن حَذفِ الواوِ وبقاء ما عطفت، قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – " تصدَّق رجلٌ من دينارِه، من درهمِه، من صاعِ بُرِّه، من صاعِ تَمرِه "

أيْ: من ديناره إن كان ذا دينار، ومن درهمه إن كان ذا درهم، ومن صاع بره إن كان ذا بر، ومن صاع تمره إن كان ذا تمر.

ومنه سماع أبي زيد: " أكلتُ خبزًا لحمًا تمرًا "

أراد: خبزًا ولحمًا وتمرًا.

ومنه قول الشاعر، " من الخفيف ":

كَيفَ أصْبَحْتَ كَيفَ أمْسَيْتَ ممَّا * يَغْرِسُ الوُدَّ في فُؤادِ الكَريمِ

أراد: كَيفَ أصْبَحْتَ وكَيفَ أمْسَيْتَ) انتهى

وقال الشنقيطيُّ، في " أضواء البيان ":

(والعطف بالحرف المحذوف، أجازه ابن مالك وجماعة من علماء العربية.

والتحقيق جوازه، وأنه ليس مختصًا بضرورة الشعر، كما زعمه بعض علماء العربية، والدليل على جوازه وقوعه في القرآن، وفي كلام العرب.

فمن أمثلته في القرآن قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمةٌ}، فإنه معطوف بلا شك على قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعةٌ}، بالحرف المحذوف الذي هو الواو، ويدل له إثبات الواو في نظيره في قوله تعالى في سورة القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرةٌ إلَى رَبِّها ناظِرةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرةٌ}، وقوله تعالى في عبس: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرةٌ ضاحِكةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرة ٌ}) انتهى

ويكثر الحذف في الشِّعر، وهو ما نصَّ عليه ابنُ هشامٍ – رحمه الله – في " مغنيه ".

قلتُ: وخاصَّة في منظومات علم التجويد والقراءات، من أجل إقامة الوزن.

قال الإمام الشاطبيُّ:

وصَفًّا وزَجْرًا ذِكْرًا ادْغَمَ حَمْزةٌ * وَذَرْوًا بِلا رَوْمٍ بِها التَّا فَثَقَّلا

أيْ: " وذِكْرًا "، فحذف حرف العطف.

وقول ابن الجزري، في " المقدِّمة ":

خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا. في ما اقْطَعا: * أُوحِي، أفَضْتُمُ، اشْتَهَتْ، يَبْلُو معا

أيْ: أُوحِي وأفَضْتُم واشْتَهَتْ ويَبْلُو في موضعيها، على حذف حرف العطف.

وقولك: (" في الظعن الظل "، يجوز فيه وجهان أحدها الجر علي العطف)

ليس في كلمة " الظَّعْنِ " إلاَّ وجه واحد فقط، وهو الجرُّ بحرف الجرِّ " في ".

أما " الظلّ " فيجوز فيها الوجهان، بالإضافة إلى بعض الكلمات التي وردت في النَّظم.

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 06:42 م]ـ

بارك الله في أستاذي الحبيب حازم وفي علمه

تحية إجلال وتقدير

تلميذكم المحب

أبو أيمن

ـ[ابوحمزة]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 01:08 ص]ـ

آميين

بارك الله فيه وجزاه الله خيرا

جزاكم الله خيرا

وأحسن الله اليكم

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 12:05 ص]ـ

فوائد يُرْحلُ إليها

جزاكم الله خيرا، ونفع بعلمكم

مع خالص الشكر والتقدير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير