تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكذا بيت عمرو، تقديره: إن رُدِّيتَ بُردًا على مِئزَرٍ، فليس الجمال ذلك) انتهى

وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنَّ الجملة الشرطية، في قوله تعالى، في الأعراف: {فَمَثلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَليْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} الآية 176.

واقعة حالاً.

قاله العكبريُّ، في " تبيانه ": (قوله تعالى {إن تَحْمِلْ عَليهِ يَلهَثْ أوْ تَتركْهُ يَلهَث) الكلام كله حال من الكلب، تقديره يشبه الكلب لاهثًا في كل حال)

وقاله القرطبي، في تفسيره: ({إن تَحْمِلْ عَليْهِ يَلْهَثْ} شرط وجوابه، وهو في موضع الحال)

والزمخشريُّ، في " كشافه ": (فإن قلت: ما محل الجملة الشرطية؟ قلت: النصب على الحال، كأنه قيل: كمثل الكلب ذليلاً دائم الذلة لاهثًا في الحالتين)

وأبو حيَّان، في " بحره ": (وهذه الجملة الشرطية في موضع الحال أي لاهثاً في الحالتين)

والسمين، في " دُرِّه ": (قوله: {إنْ تَحْمِلْ عَليهِ يَلْهَثْ}، هذه الجملة الشرطية في محل نصب على الحال، أي: لاهِثًا في الحالتين)

والنحاس، في " إعراب القرآن ": ({إن تَحمِلْ عَليهِ يَلهَثْ) شرط وجوابه، وهو في موضع الحال، أي فمثله كمثل الكلب لاهثًا)

والبيضاوي، في " أنوار التنزيل ": ({إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}، والشرطية في موضع الحال، والمعنى: لاهثًا في الحالتين)

والرازي، في " مفاتيح الغيب ": (فإن قيل: ما محل قوله: {إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}، قلنا: النصب على الحال، كأنه قيل كمثل الكلب ذليلاً لاهثًا في الأحوال كلها)

والنسفيُّ، في " مدارك التنزيل ": (ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال كأنه قيل: كمثل الكلب ذليلاً دائم الذلة لاهثًا في الحالين)

والشوكانيُّ، في " فتح القدير ": (وجملة {إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} في محل نصب على الحال: أي مثله كمثل الكلب حال كونه متصفًا بهذه الصفة)

وابن آجروم، في " مشكله ": (وجملة الشرط حال من الكلب)

وهو ما جاء في " التحرير والتنوير ": (وجملة: {إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} في موضع الحال من الكلب)

وفي " الجلالين ": (وجملتا الشرط حال، أي: لاهثًا ذليلاً بكل حال)

وقاله الدرويش، في " إعراب القرآن الكريم ": (الجملة الشرطية في محل نصب على الحال، أي: لاهِثًا في الحالتين)

وبهجت عبد الواحد، في " الإعراب المفصَّل ": (ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال، بتقدير: كمثل الكلب ذليلاً لاهثًا في الحالتين)

وفي الكتاب العزيز، شواهد كثيرة، على وقوع الشرطية حالاً.

وخلاصة الكلام: تقع الجملة الشرطية حالاً، وفق الضوابط المعتبرة.

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 12:43 ص]ـ

لله درك أيها الحازم صانك الله وأعانك ..

ها هو ذا حازم إن رام مسألة ***** في النحو كللها بالنجح سباقا

الجملة الشرطية في البيت السابق حال من حازم وفقه الله

كنت كتبت شيئا يسيرا في هذه المسألة للأخ الأستاذ أبي أيمن في موضوع آخر في هذا المنتدى أنقله من هناك وأثبته هنا إتماما للفائدة:

قال العلامة محيي الدين

يشترط في الجملة التي تقع حالا أربعة شروط، ........ والشرط الرابع: ألا تكون مصدرة بعلم استقبال، وذلك نحو "سوف" و"لن" وأدوات الشرط، فلا يصح أن تقول جاء محمد إن يسأل يعط، فإن أردت تصحيح ذلك فقل: جاء زيد وهو إن يسأل يعط، فتكون الحال جملة اسمية خبرية.

وأقول: مع تقديري العميق للأستاذ محيي الدين وجهوده في خدمة النحو، لكنه رجل يجمع من الحواشي المتأخرة كثيرا ولا يحقق ما ينقل أعني لا يعرض الأدلة العقلية والنقلية.

كلام الشيخ يوحي بأن الجملة الشرطية ليست خبرية عندما قال: فتكون الحال جملة اسمية خبرية، والحق أن الجملة الشرطية جملة خبرية وليست إنشائية لأنها تحتمل الصدق والكذب وهو الحد الفارق بين الإنشاء والخبر.

أخي الفاضل:

إن من ذهب إلى منع وقوع الجملة الشرطية حالا أسسوا مذهبهم على أن الشرط يفيد الاستقبال والاستقبال ينافي الحال لأن الحال يبين هيئة صاحبها أثناء وقوع الفعل ولا يمكن أن نبين هذه الهيئة بفعل مستقبل لم يقع بعد، لذلك منعوا دخول علامة الاستقبال على المضارع الواقع حالا.

لكن الحق أن الجملة الشرطية قد يراد بها الاستقبال وقد يراد بها الزمن المطلق فمما يراد به الاستقبال مثلا أن تقول: إن تسافر غدا أسافر معك، فمثل هذا لا يمكن أن يقع حالا.

ومما يراد به الزمن المطلق قول شاعرنا:

أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم ***** أخو حدث يوما فلن يتهضما

فليس المراد به الاستقبال ولكن الشاعر يقول إن قومه يمنعون جارهم دائما فهم كانوا كذلك في الماضي وهم في الحاضر كذلك وهم في المستقبل سيكونون كذلك، فمثل هذا يمكن أن يقع حالا.

وقد يراد بالجملة الشرطية المضي وتقع حالا لأنها تقيد حالة معينة مثل أن تقول:

رأيت الأمير ومن سأله أعطاه. فهذا حديث عن شيء قد مضى، وحكاية عن حال ماضية، ووجه الحالية في الجملة واضح بين بإذن الله.

هذا والله أعلم.

وأرجو أن يهيئ الله لي الوقت ويعينني على بحث هذه المسألة ووضع ضوابط لها إنه أكرم مرجو وخير مسؤول.

أخوكم الأغر


¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير