تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا أريد أن أطيل في منزلة الطبري بين المفسرين ومنزلة التفسير من القرآن ومنزلة القرآن من الإسلام، لأنني أردت أن أعرف وأفحص الدليل الذي يستند إليه الأغر، ليكون من خالفه مقلدا لا يُعِمل عقله.

قال الأغر يوجه سؤال ولومه لعمدة المفسرين:

(ألم يبلغك قول حسان أو ابنه في الأنصار وهو منهم في وسطهم:

أولئك القوم أنصار النبي وهم * قومي أصير إليهم حين أتصل؟)

فبدأ كلامه بالشك (حسان أو ابنه)، ثم زاد كلاما من عنده قال:

(وهو منهم في وسطهم)

فكيف لا تعرف إن كان الشعر لحسان أو لابنه رضي الله عنهما، ولكن تعرف أين كان واقفا وأنه في وسط قومه؟

أهو التلبيس والتدليس؟ أهو الانتصار للرأي ولو بتزييف الحقائق.

ولكن الصورة التي وصفها الأغر ليثبت القرب قد نغص عليه قوله الشاعر:

(أصير إليهم حين أتصل)

يصير إليهم؟ أليس هو في وسطهم كما قال الأغر؟

لقد كذب الأغر إذن، فكيف يصير إليهم إلا إذا كان بعيدا عنهم!

ومتى سيصير إليهم؟ متى سيتصل؟

طبعا من البديهيات إذا أشكل على الإنسان فهم نص، أن يقرأ ما قبله أو ما بعده فربما وجد ما يعينه على فهم المعنى.

لن أطيل وسآتي بالبيت الذي بعده:

أولئِكَ القَوم أنصارُ النَّبيّ وَهم * قومي أصير إليهم حين أتَّصِل

مَاتُوا كِراماً وَلم تنكث عهودهُم * وقتلهم في سبيلِ اللهِ إذْ قتلُوا

لقد وضح الأمر وجلا، إنه يشير إلى من ماتوا في سبيل الله من قومه.

فهل يمكن أن نتنزل مع الأغر ونفترض أنه كان واقفا في وسط المقابر؟

والله حتى هذه لا يمكن.

فقد دفنوا رضي الله عنهم في مواطن القتال المتفرقة التي ذكرها في الأبيات السابقة على هذا البيت ما بين خيبر وحنين وتبوك وغيرها فهم متفرقون في الأرض.

إنه بيت العنكبوت أيها الأغر

هل هو انتصار للنفس أن تصف المتبع المسترشد بالدليل بأنه مقلد؟ لا ليس مقلدا.

لقد وقعت أنت في التقليد فقلدت ابن مالك رحمه الله دون نظر في دليله الذي بينت وهاءه.

ولكن هل ابن مالك قال بقولك في تفسير الآية؟

أم فسرت برأيك ووقعت في المحظور الذي توعد الرسول فاعله بالنار، وجعل وعيده مثل وعيد من كذب عليه متعمدا.

أخي الأغر

ابتغ طريق السلامة والزم غرس السابقين فتلك هي النجاة

لا تغتر بعقلك، وأنا مهندس وأعلم كم كان كانت عبقرية أينشتاين مثلا كانت شيئا لا يصدقه عقل، فقد كان أذكى مني ومنك قطعا، ولكنه لم يرزق الهداية ومات على يهوديته فلم تفده عبقريته شيئا.

ولا تغتر بما أوذيت به، فهي ليست دليلا على سلامة المنهج، ولا تعطينا صك براءة، فالعبرة بالخواتيم.

لقد قابلت من أوذي في الله ولو أنصفوه من سجنوه لاتخذوه وزيرا أو إماما ليضل الناس، مثلا

رجل حفظ القرآن والصحيحين والسنن الأربعة ثم تحول إلى مكذب بالحديث يقول لا آخذ إلا بالقرآن، لأن عقله لم يقبل حديث "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم" وعقله لم يقبل حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما فتر الوحي هم بأن "يتردى من رؤوس شواهق الجبال"، وأربعة أحاديث أخرى لا أذكرها، وأنها مادامت هذه الأحاديث صحيحة عند البخاري أصح الكتب فيجب في رأيه إهدار المنهج نفسه وبالتالي إهدار جميع الأحاديث، فلما سألته السؤال المعتاد وكيف عرفت أركان الصلاة؟ قال لا أعرفها، الصلاة في اللغة هي الدعاء يكفيني أن أدعو على أية هيئة.

أنا لا أشبهك بهذا الكافر، ولكن أعرفك كيف يذهب العقل بالإنسان حين يصير عابدا لعقله.

أرجو ألا تقول ما يزيد شقة الخلاف، وأن تتريث وتراجع نفسك.

والله الهادي سواء السبيل.

ـ[المهندس]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 08:38 م]ـ

الأخت / مهرة القوافي

تقولين إنك لست من أهل النحو

وأنا كذلك

ولكني لم أعرف بأبي موسى سليمان الحامض إلا منك

وبالتالي لم أفهم معنى (ولكن .. !)

فهل توضحين لنا المعنى؟

وكذلك لا أعرف بما اتهم به سيبويه، فبم اتهم؟

أليس عجيبا ألا تكوني من أهل النحو، وتعرفي كل هذا؟

وأنا مثلك صاحب عقل، فأرجو أن تقرأي تعليقي السابق وتُعمِلي عقلك فيه.

بالإضافة إلى ذلك فأنا خبير في تمييز الخطوط والأساليب

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 08:48 م]ـ

أخي المهندس العزيز

أشكرك على نصائحك القيمة ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم أن تدع النحو لأهله المتخصصين، ولم أطلب منك إلا أن تبين حرمة الله التي انتهكتْ بردي على رأي الطبري الشخصي، لأنه لم يسند المعنى الذي ذكره إلى تابعي أو صحابي، أعني كون الإشارة إلى الجنة الموعودة، هذا المعنى من اجتهاده الشخصي، فهل ستجعل شيخ المفسرين ممن يقولون في القرآن برأيهم؟

قاتل الله التقليد وقاتل من قبله الهوى والحسد وليس لي إلا أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل.

ـ[مُهرة القوافي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 10:21 م]ـ

بسم الله ..

الأخ / مهندس .. عدم العلم بالشيء لا يعني عدم وجوده ..

ولا أدري إلامَ ترمي بقولك

((فأنا خبير في تمييز الخطوط والأساليب))

أما عن كلامك الذي تطلبني إعمال عقلي فيه .. فلا أجده مناسبا بعد تحليلك الأدبي!!!

أما والله إني لأستحيي منك وأنت تكبرني وتفسر الأبيات كما فعلتَ ..

وأستحيي أكثر باستفسارك عما رمي به سيبويه .. وقد أراك تتدخل بين الأغر وحازم في مسألة نحوية دقيقة!!

مهرة القوافي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير