ـ[حازم]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 12:22 ص]ـ
أستاذي الحبيب الجهبذ / " أبو أيمن " أعزَّه الله
قد تبيَّن لي ذكاؤك، وعرفتُ نبوغك، " ما شاء الله "، وذلك في كلِّ مشاركة تعطِّرها بمرورك.
وقد رزقك الله، فهمًا ثاقبا، ورأيا صائبا، وحسًّا نحويًّا عاليا، وهذا من فضله – سبحانه وتعالى -.
وما أراك إلاَّ سليقيًّا، تقول فتعرب.
وقد أعجبني مثالك الذي استشهدتَ به على صحة الأسلوب العربي، والحمد لله، على توفيق الله.
وأحببتُ أن أطمئنك على مثالك الذي أوردتَه،– أيها المبارك -، وأنقل لك ما ذكره علماؤنا المباركون.
قال أبو حيَّان، في " بحره ":
(ويدلُّ على التغاير إعادة {آيات ربِّك}، إذ لو كانت هذه تلك لكان التركيب: يومَ يأتي بعضها، أي بعض آيات ربِّك) انتهى
وقال السيوطيُّ، في " الدرِّ المنثور ":
({فإنْ خِفتُم ألاَّ يُقيما حُدودَ اللهِ فلا جُناحَ عليهما فيما افْتَدتْ بهِ} البقرة 229، قال: فنسخت هذه تلك) انتهى
وجاء في " شرح العقيدة الطحاوية ":
(فمن رأى شجرةً وهي صغيرة، ثم رآها كبيرة، قال: هذه تلك) انتهى
وفي " الفروع " لأبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي:
(ولم أرَ أحدًا من الأصحاب ذكرهما مسألتين سوى المصنف، وإنما ذكروا المسألة الأولى، فدلَّ أنَّ هذه تلك داخلة في كلامهم، والله أعلم) انتهى
وقد ذكرتُ لك هذه الأمثلة إعجابًا بنظرتك الصادقة للحكم على صحة الأسلوب.
بارك الله في علمك الشامخ، ونفعنا به.
مع خالص تحياتي واحترامي
ـ[حازم]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 12:25 ص]ـ
كلَّ يَومٍ لكَ ازدهارٌ جَديدٌ * ومَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ
وإذا كانتِ النفوسُ كِبارًا * تَعِبَتْ في مُرادِها الأجسامُ
أستاذي الحبيب الجهبذ / " المهندس " أدام الله عزَّه
قد أثبتت كلماتُك الموزونة، وفهمُك الموفَّق، رسوخَ قدمك في العلم، وعلوَّ كعبك.
وكم حاولتَ أن تُخفي عنَّا علوَّ قدرك، إلاَّ أنَّ الشمس لا يمكن أن يختفي نورها.
ووالله، قد فرحتُ كثيرًا بقراءة أسلوبك الرَّصين، وأفكارك المرتَّبة، وكلماتك العميقة.
وأجمل شيءٍ في هذه الصفحة، هي ردودك المتَّزنة، السَّهلة الممتنعة، حار في معانيها القرَّاء، وخضع لصولتها أهل الأهواء،" ما شاء الله، لا قوَّة إلاَّ بالله "، {يُؤتِ الحِكمةَ مَن يشاءُ، ومَن يُؤتَ الحِكمةَ فقدْ أوتِيَ خيرًا كثيرًا}.
وقد قيل: العلم له جناحان، الحفظ والفهم
أما الحفظ، فلا أعلم عنك فيه شيئًا، وإن كانت الدلائل الصادقة تشير إلى ذلك.
وأما الفَهم، فقد بهرني، " ما شاء الله "، حفظك الله، وبارك فيك وفي فهمك، وزادك علمًا ونورًا.
وقد مررتُ بصفحتك المشرقة، في القسم الآخر، وسأتشرَّف بزيارتها مرة أخرى لاحقًا، إن شاء الله.
أستاذي الحبيب: لا أرَى أنَّ أهل الشبهات والأهواء، الذين أضلَّ الله فهمَهم، يستقيم لهم حال، أو تنفعهم الأدلَّة.
ويعلم الله، أني قد عزمتُ أن أستجيب لنصيحتك، وحذفت ردًّا قمت بإعداده.
ولكن يبدو أنَّ مَن أعمى اللهُ بصيرتَه عن قَبول الحقِّ، لن يهتدي إلى الصواب، {ولو جاءَتْهُم كلُّ ءَايةٍ}.
لذلك عزمتُ أن أمضي في سبيلي، ولا بدَّ من كشف أقوالهم السَّقيمة، وآرائهم العقيمة، والله المستعان، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ به.
ختامًا، أرجو أن يكون لك شأن عظيم
مع خالص تحياتي وفائق تقديري
ـ[حازم]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 12:32 ص]ـ
ومِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَنْ لا يَرْعَوي * عَنْ غَيِّهِ وخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
أرَى أنَّ الشبهات ما تزال تطلُّ براسِها، وتلفظ من كريه أنفاسِها
ولكنها – بفضل الله – ضعيفة الباس، مضطربة الأساس
وقد احتوى ردُّ مَن يدَّعي الفَهم والعلم، على عدَّة مغالطات وافتراءات، تضليلاً منه وتدليسا، ومحاولة تغيير الحقائق، إغواءً منه وتلبيسا.
ولا أقصد من ردِّي هذا محاولة الأخذ بيده إلى الصواب، فمثله لا ينفعه نصح الناصحين، ولا تقدِّمه شفاعة الشَّافعين، ولا حولَ ولا قوَّة إلاَّ بالله.
إنما ردِّي لبيان افتراءاته، وكشف قصور إجاباته، وتوضيح ضعف تصوراته وتخيلاته، بعد أن ظنَّ أنه بلغ مرتبة من العلم، ولا يمكن أن يصيبه الخطأ، أو يعتريه النقص.
ولو كانتِ المسألة خلافية، لهان الأمر.
¥