ختامًا، لا أرغب في تفنيد باقي أقواله، فالهدف الحقيقي من هذه الردود، كان حول إعراب الزجَّاج، ولستُ بصدد النظر في ما وراء ذلك، والله أعلم.
والحمد لله أولاًّ وآخرًا، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك، على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه، ومَنِ اقتفَى أثرَهم، وعنَّا معهم برحمته وفضله.
إنه هو البرُّ الرَّحيم
ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 05:29 م]ـ
====
ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 05:47 م]ـ
أستاذي الحبيب/ حازم
قرأت رد ك أعزك الله، ونفعني والمسلمين بك وسدد خطاك،
فتملكني شعور يستعصي على الوصف، ويعجز عن إدراكه كلِم أو حرف،
فكاد قلبي يقفز فرحا وهو يخفق، واجفا خائفا وإنه على نفسه مشفق،
فلقد جئت ببضاعة مزجاة، تفننت في إخفاء عيوبها وإظهار محاسنها،
وما تراه من تمر فقد يكون تحته حشف ومن تحت الحشف قش،
ولكنني ولله الحمد لم يختل ميزاني الذي أزن به أقوال الناس،
فأعرف غثها من سمينها، وزائفها من أصيلها،
حتى لقد وطنت نفسي منذ زمن، أن ما يبلغني من علم غير مصحوب بالدليل،
أعده كأن لم أسمع به وأبقى على البراءة الأصلية غير مشوش الفكر،
حتى يبلغني بدليل أطمئن إليه فيصير مذهبي،
لن أستطيع الاسترسال في الكلام عن نفسي،
لأنني سأكون بين نارين، إما زكيت نفسي وإما كشف سترها وفضحت عيوبها.
انعقد لساني فلم أستطع الرد، ثم ذهبت لإخواني الذين يتابعون صفحتي،
التي تشهد بدايات شعري، فحكيت لهم عما حدث،
وكشفت لهم أني انتهزتها فرصة ودسست عنوان صفحتي في طي مشاركتي،
وكشفت لهم عن أمر فعله أحد الكتاب،
ولكن أخا له على فضل قرأ ما كتبت ولامني عليه،
فحذفته لخاطره وأعدت كتابته،
وذهبت أدرجه، فوجدت اسمك قد زان موضوعي،
ورأيت كلماتك العاطرة يخجل شعري من الوقوف إلى جانبها،
فتراه يتصبب عرقا بعد أن احمر ثم اصفر،
وما عندي إلا أبياتي التي كتبتها هناك أهديها إليك هنا.
تدرون من قابلت حين تركتكم؟ = من بحّ صوتي قبلُ يا إخواني
ورجوتكم متوسلا معروفكم = ومناديًا "دِلّوه أين مكاني"
أقحمت نفسي في طريق مسِيرهِ = متصدرًا كي ما يمرُ يراني
ما إن رأى حتى تهلل وجههُ = أثنى عليَّ بمنطق وبيانِ
والحق أني لست أهلَ ثنائهِ = هذا حديث الصدق لا البهتان
وعجزت عن ردِّ الثناء وكلّما = عاينتهُ أحسست بالخجلانِ
قد ظن بيْ خيرا وقدْري ناقصٌ = عمَّا بدا للناس من إتقان
ونِدِاهُ "أسْتاذي" لفرْطِ تواضعٍ = مَنَّ الإلهُ عليْهِ بالإحسانِ
أكرم به من ناصحٍ أحببْتُهُ = ثبْتُ الجذورِ ووارفُ الأفنانِِ
بثنائه حُمِّلت أن أسعى إلى = تعويض ما أهدرت من أزمان
فالطُفْ بعبْدك يا إلهي إنني = بك أحتمي وأعوذ من خِذلان
**
وعلى النقيض فقد لقيتُ مجازفًا = فكشفت سقطتهُ بخير بيان
كان الخليل متابعًا فإذا بهِ = يُثني عليه، وعن هِجَا ينهاني
فأطعتُ أستاذي الخليل لفضلهِ = لا يجحدنَّ الفضلَ ذو إيمان
ومحوتُ ما قد قلتهُ ومُكرِّمًا = خِلا عزيزا سابق الإحسان
**