تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[غاية المنى]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 07:34 م]ـ

من العوامل في الحال ما يتضمن معنى الفعل دون لفظه نحو الإشارة في مثل (هذا زيد قائما) لأن (هذا) يتضمن معنى الفعل (أشير)، ومنه الاستفهام نحو (ما بالك حزينا؟) لأنه يتضمن معنى (أستفهمُ)، ومثله ما قيل في البيت الذي معنا، ومن ذلك الهاء التي للتنبيه، والتشبيه، والنداء؛ لأنها تتضمن أنبه وأشبه وأنادي.

نعم هي في محل نصب حال، ولكن مع ملاحظة أن صاحبها ليس (ابن) وحده، وإنما الحال مشتركة بين المتكلم وابن عمه، وهذا من التشريك بين المعرفة والنكرة في الحال، وقريب من هذا في الحال المفردة قولك (صافحتُ صديقا مبتسمَين، انقضَّ الصقر على عصفورٍ محلقَين)

نعم هي تفسيرية بيانية، وذلك على اعتبار ما قبلها تعجبا.

أراها عاطفة للجمل، وأرى العطف متعينا هنا إذ يقتضيه التشريك بين الجملتين في النفي، ويعضد هذا أن دخول (لا) على الماضي (أفضلت) هنا لم يرد منه الدعاء، ودخولها على الماضي في غير الدعاء والقسم لا يجوز إلا إذا كررت (لا) فدل تكرارها في ( ... ولا أنت دياني) على إرادة العطف.

يصح عند المجوزين تعدد الخبر، وعند المانعين تعد مستأنفة.

نعم يجوز أن يكون متعلقا بالكون العام المحذوف الذي هو خبر المبتدأ المحذوف على تقدير (وما هو كائنٌ سواه ... )، ويجوز أن يتعلق بفعل الصلة المحذوف نفسه على تقدير (وما ثبت سواه ... )، ويجوز أن يتعلق بحال محذوفة من الضمير الذي في فعل الصلة المحذوف على تقدير (وما ثبت كائنا سواه ... ).

لا أرى (ما) هنا نكرة موصوفة، وإنما أراها موصولية، ويقوي هذا اقتران الفاء بخبرها (فإن الله يكفيني) وإنما اقترنت الفاء بالخبر لمشابهة المبتدأ (ما) لاسم الشرط،، ومعلوم أن (ما) الموصولية هي التي تشبه اسم الشرط دون أنواع ما الأخرى، وعليه تكون (سوى) جزءا من صلة الموصول، وعليه تتعين ظرفيتها هنا على أصح الأقوال.

تحياتي ومودتي.

جزيت خيرا أخي الأستاذ الفاضل على هذا التوضيح، وقد سألتك لأني وجدت الأعاجيب في أعاريب هذه الأبيات، فقالوا مثلا في إعراب جملة (مختلفان) أنها صفة ابن ومنهم من قال إنها حال من ابن لأنها أضيفت إلى النكرة!!.

لكن بالنسبة إلى إعراب (سواه) هل تعرب دائما (ظرف مكان) إذا وقعت بعد الاسم الموصول؟ وما معنى سوى في البيت على معنى الظرفية؟

بقي لدي استفسار بسيط يتعلق بهذين البيتين لو تكرمت:

إني لعمرك ما بابي بذي غلق ... على الصديق ولا خيري بمنون

عني إليك فما أمي براعية ... ترعى المخاض ولا رأيي بمغبون

في البيت الأول: أين جواب القسم؟

في البيت الثاني: أليس أصل التركيب: (إليك عني)؟ وهل معناه (تنح) مركبا؟ وكيف يعرب هذا التركيب بالتفصيل لو تكرمت؟

أنا قرأت الإعراب التالي لهذا التركيب فهل هو صحيح؟:

عني: اسم فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

إليك: اسم فعل أمر مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

والتركيب كله بمعنى: (تنح) فما رأيك؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 12:04 ص]ـ

فقالوا مثلا في إعراب جملة (مختلفان) أنها صفة ابن ومنهم من قال إنها حال من ابن لأنها أضيفت إلى النكرة!!.

مرحبا أختي الكريمة

أما الصفة فلا تصح هنا ألبتة، لأن من جعلها نعتا فإنما نعت بها منعوتين أحدهما معرفة مجرور والآخر نكرة مرفوع وهذا محال، وأما الحال فإنما هي للاثنين معا كما تقدم.

لكن بالنسبة إلى إعراب (سواه) هل تعرب دائما (ظرف مكان) إذا وقعت بعد الاسم الموصول؟ وما معنى سوى في البيت على معنى الظرفية؟

نعم إذا وقعت (سوى) صلة فإنها لا تكون إلا ظرفا، والدليل على ذلك أنك تقولين (استغنيت بالقرآن عما سواه) ولا يصح (استغنيت بالقرآن عما غيره) إلا أن تقولي ( ... عما هو غيره) فلما كانت (غير) ليست ظرفا لم يصح الوصل بها وحدها وإنما وجب ذكر المبتدأ قبلها، ولما كانت (سوى) ظرفا صح حذف متعلقها الكون العام كما تقولين ( ... مما أمامك، ... مما في الدار) فظهر بذلك أن (سواه) شبه جملة تامة بدليل صلاحيتها للصلة، وشبه الجملة إنما هو الظرف.

وأما معنى سوى على الظرفية فهو في الأصل بمعنى (مكان، بدل) ولما كان بدل الشيء أو الذي يحل في مكانه هو غيره التقت غير وسوى في هذا الجزء من المعنى (المغايرة) إلا أن سوى بقيت محتفظة بأحكامها الظرفية على أصلها، ولم يكن ذلك لغير لأنها ليست ظرفا في الأصل.

في البيت الأول: أين جواب القسم؟

هنا وجهان صحيحان، أحدهما أن يكون جواب القسم محذوفا دل عليه خبر المبتدأ (ما بابي بذي غلق)، والآخر أن تكون الجملة جوابا للقسم والخبر محذوف دل عليه جواب القسم، وبعضهم يجعل القسم وجوابه خبرا عن المبتدأ.

في البيت الثاني: أليس أصل التركيب: (إليك عني)؟ وهل معناه (تنح) مركبا؟ وكيف يعرب هذا التركيب بالتفصيل لو تكرمت؟

أنا قرأت الإعراب التالي لهذا التركيب فهل هو صحيح؟:

عني: اسم فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

إليك: اسم فعل أمر مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

والتركيب كله بمعنى: (تنح) فما رأيك؟

بلى هو (إليك عني) ولكنه قدم (عني)، ومعلوم أن اسم الفعل في (إليك عني) على هذا الترتيب إنما هو (إليك) وأما (عني) فهو جار ومجرور متعلق باسم الفعل لتقييد معناه وليس اسم فعل قائما بنفسه رافعا لفاعل، بدليل أن معنى (إليك عني، إليك الكتابَ) هو (تنح عني، خذ الكتاب) فجاء تنح وخذ مكان إليك في المثالين وظل عني والكتاب كما هما، فدل ذلك على أنهما ليسا داخلين في تركيب اسم الفعل.

وعلى ذلك لا أرى القول بأن (عني إليك) اسما فعل ركبا معا للدلالة على معنى واحد، وإنما اسم الفعل إليك وعني جار ومجرور على أصلهما، ثم بعد هذا نأتي إلى تقدم (عني) على اسم الفعل فنقول إن تقدمه إما أن يكون على رأي الكوفيين الذين يجوِّزون تقدم معمول اسم الفعل، وإما أن يكون تقدمه لكونه جارا ومجرورا، والعرب تتصرف في الظروف كثيرا فتُقدِّمها أحيانا في مواضع لا يجوز فيها تقديم المعمولات الأخرى غير الظروف، وأمثلة ذلك كثيرة معروفة.

تحياتي ومودتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير