تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[غاية المنى]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 05:33 م]ـ

مرحبا أختي الكريمة

أما الصفة فلا تصح هنا ألبتة، لأن من جعلها نعتا فإنما نعت بها منعوتين أحدهما معرفة مجرور والآخر نكرة مرفوع وهذا محال، وأما الحال فإنما هي للاثنين معا كما تقدم.

نعم إذا وقعت (سوى) صلة فإنها لا تكون إلا ظرفا، والدليل على ذلك أنك تقولين (استغنيت بالقرآن عما سواه) ولا يصح (استغنيت بالقرآن عما غيره) إلا أن تقولي ( ... عما هو غيره) فلما كانت (غير) ليست ظرفا لم يصح الوصل بها وحدها وإنما وجب ذكر المبتدأ قبلها، ولما كانت (سوى) ظرفا صح حذف متعلقها الكون العام كما تقولين ( ... مما أمامك، ... مما في الدار) فظهر بذلك أن (سواه) شبه جملة تامة بدليل صلاحيتها للصلة، وشبه الجملة إنما هو الظرف.

وأما معنى سوى على الظرفية فهو في الأصل بمعنى (مكان، بدل) ولما كان بدل الشيء أو الذي يحل في مكانه هو غيره التقت غير وسوى في هذا الجزء من المعنى (المغايرة) إلا أن سوى بقيت محتفظة بأحكامها الظرفية على أصلها، ولم يكن ذلك لغير لأنها ليست ظرفا في الأصل.

هنا وجهان صحيحان، أحدهما أن يكون جواب القسم محذوفا دل عليه خبر المبتدأ (ما بابي بذي غلق)، والآخر أن تكون الجملة جوابا للقسم والخبر محذوف دل عليه جواب القسم، وبعضهم يجعل القسم وجوابه خبرا عن المبتدأ.

بلى هو (إليك عني) ولكنه قدم (عني)، ومعلوم أن اسم الفعل في (إليك عني) على هذا الترتيب إنما هو (إليك) وأما (عني) فهو جار ومجرور متعلق باسم الفعل لتقييد معناه وليس اسم فعل قائما بنفسه رافعا لفاعل، بدليل أن معنى (إليك عني، إليك الكتابَ) هو (تنح عني، خذ الكتاب) فجاء تنح وخذ مكان إليك في المثالين وظل عني والكتاب كما هما، فدل ذلك على أنهما ليسا داخلين في تركيب اسم الفعل.

وعلى ذلك لا أرى القول بأن (عني إليك) اسما فعل ركبا معا للدلالة على معنى واحد، وإنما اسم الفعل إليك وعني جار ومجرور على أصلهما، ثم بعد هذا نأتي إلى تقدم (عني) على اسم الفعل فنقول إن تقدمه إما أن يكون على رأي الكوفيين الذين يجوِّزون تقدم معمول اسم الفعل، وإما أن يكون تقدمه لكونه جارا ومجرورا، والعرب تتصرف في الظروف كثيرا فتُقدِّمها أحيانا في مواضع لا يجوز فيها تقديم المعمولات الأخرى غير الظروف، وأمثلة ذلك كثيرة معروفة.

تحياتي ومودتي.

بارك الله فيك أخي الأستاذ الفاضل أبا عبد الكريم، فقد كنت مضطربة جدا عندما قرأت إعراب (إليك عني) فكيف كان الفاعل في عني هو (أنا) والفاعل في إليك هو أنت وكلاهما فعل أمر؟!! فلم تطمئن نفسي حتى بينت الصواب مشكورا لكن هل يصح إعرابها كلها ككلمة واحدة كما قرأت في أحد كتب المعاصرين؟ فقال: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى تنح والفاعل أنت. هل يصح هذا؟.

بقي لدي استفسار صغير يتعلق بالبيت السابق: ماذا علي وإن كنتم ذوي رحم ... ألا أحبكم إذ لم تحبوني

هل يجوز في إعراب الواو هنا الحالية والاعتراضية؟ وهل إذ حرف للتعليل فقط غير دال على الظرفية؟

ولدي استفسار آخر يتعلق بهذا البيت: عف يؤوس إذا ما خفت من بلد ... هونا فلست بوقاف على الهون

هل يجوز أن نعلق إذا هنا بالفعل الناقص (لست) وهو الجواب؟

وجزيت خيرا

ـ[علي المعشي]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 09:22 م]ـ

لكن هل يصح إعرابها كلها ككلمة واحدة كما قرأت في أحد كتب المعاصرين؟ فقال: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى تنح والفاعل أنت. هل يصح هذا؟.

لا أعلم أحدا من النحاة قال بأن الكلمتين هنا اسم فعل مركب، ولا أرى صحة إعرابهما معا اسم فعل، وإنما اسم الفعل (إليك) وعني متعلق به كما قدمت.

بقي لدي استفسار صغير يتعلق بالبيت السابق: ماذا علي وإن كنتم ذوي رحم ... ألا أحبكم إذ لم تحبوني

هل يجوز في إعراب الواو هنا الحالية والاعتراضية؟ وهل إذ حرف للتعليل فقط غير دال على الظرفية؟

نعم كلا الوجهين مقول به فيما يخص الواو وجملتها في مثل هذا الموضع، وأما (إذ) في هذا الموضع فبعض النحاة يراها حرف تعليل ليس غير، وبعضهم يراها ظرفية على أصلها والتعليل مستفاد ضمنا، ولعل هذا الرأي أحسن في مثل هذا الموضع.

ولدي استفسار آخر يتعلق بهذا البيت: عف يؤوس إذا ما خفت من بلد ... هونا فلست بوقاف على الهون

هل يجوز أن نعلق إذا هنا بالفعل الناقص (لست) وهو الجواب؟

الفعل (ليس) لا يقع جوابا للشرط، لذلك اقترنت الفاء بالجواب، وعندئذ يكون الجواب هو الجملة كلها لا الفعل الناقص، وعلى هذا تتعلق (إذا) بما في جملة الجواب من فعل أو شبهه، ولدينا في جملة الجواب فعل هو (ليس) ووصف هو (وقاف) فبأيهما نعلق إذا؟ لا يصح تعليقها بليس لأنه لا يدل على حدث، ولا يجوز التعليق به حتى عند من يجوز تعليق الظرف بالأفعال الناقصة الأخرى، وبهذا تكون (إذا) متعلقة بالوصف (وقاف).

تحياتي ومودتي.

ـ[غاية المنى]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 09:41 م]ـ

لا أعلم أحدا من النحاة قال بأن الكلمتين هنا اسم فعل مركب، ولا أرى صحة إعرابهما معا اسم فعل، وإنما اسم الفعل (إليك) وعني متعلق به كما قدمت.

نعم كلا الوجهين مقول به فيما يخص الواو وجملتها في مثل هذا الموضع، وأما (إذ) في هذا الموضع فبعض النحاة يراها حرف تعليل ليس غير، وبعضهم يراها ظرفية على أصلها والتعليل مستفاد ضمنا، ولعل هذا الرأي أحسن في مثل هذا الموضع.

الفعل (ليس) لا يقع جوابا للشرط، لذلك اقترنت الفاء بالجواب، وعندئذ يكون الجواب هو الجملة كلها لا الفعل الناقص، وعلى هذا تتعلق (إذا) بما في جملة الجواب من فعل أو شبهه، ولدينا في جملة الجواب فعل هو (ليس) ووصف هو (وقاف) فبأيهما نعلق إذا؟ لا يصح تعليقها بليس لأنه لا يدل على حدث، ولا يجوز التعليق به حتى عند من يجوز تعليق الظرف بالأفعال الناقصة الأخرى، وبهذا تكون (إذا) متعلقة بالوصف (وقاف).

تحياتي ومودتي.

إذن أرى شيخنا الكريم أن تتعلق (إذا) كما تفضلت ابتداء بجملة الجواب كلها: فلست بوقاف ... لأن الأصل أن تتعلق إذا المستقبلية بالجواب والجواب لا يصح لو حذفنا لست، فما رأيك بارك الله فيك؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير