تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن بري: قول الجوهري ولو كانتا عوضا الخ هذا رد على أبي علي الفارسي لأنه كان يجعل الألف واللام في اسم الباري سبحانه عوضا من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلاه لان اسم الله لا يجوز فيه الإلاه ولا يكون إلا محذوف الهمزة تفرد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى ولهذا جاز أن ينادى اسم الله وفيه لام التعريف وتقطع همزته فيقال يا الله ولا يجوز يا الإلاه على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة. انتهى

2 – إن الألف واللام عوض منها [7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn7) ( و هو مذهب الزمخشري و ابن سيده و قول محكي عن الخليل)

قال ابن سيده: الأصل في قولك الله الإله حذفت الهمزة وجعلت الألف واللام عوضا لازما وصار الاسم بذلك كالعلم.

و قال الزمخشري: فحذفت الهمزة وعوّض منها حرف التعريف، ولذلك قيل في النداء: يا الله بالقطع، كما يقال: يا إله

و استدلوا:

أ - استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك قولهم أفالله لتفعلن ويا ألله اغفر لي ألا ترى أنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم.

ب – أنه لا يجوز أيضا أن يكون للزوم الحرف لأن ذلك يوجب أن تقطع همزة الذي والتي، و قالوا هناك فارق بين "ال" في لفظ الجلالة و بينها في الذي و التي فالأخيرة لا يجوز دخول النداء عليها و ما ورد من أشعار فيه ذلك فقد أجاب عليه الزجاجي.

ج – أنه لا يجوز أيضا أن يكون لأنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايم الله وايمن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة.

د - أنه لا يجوز أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأن ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا في غير هذا مما يكثر استعمالهم له.

هـ - جواز دخول النداء على لفظ الجلالة رغم أن المعرف ب "ال" لا يدخل عليه حرف النداء فلا يقال:"يا الرجل أقبل" و ذلك لأن النداء تعريف بالإشارة و الخطاب و الألف و اللم يعرفان الاسم فلا يجتمع على اسم تعريفان مختلفان.

قالوا: فعلمنا أن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أولى بذلك المعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذي هو الفاء.

و أجاب المخالفون لهذا القول فقالوا:

أ - لو كانت الألف و اللام بدلا من الهمزة ما حذفت في قولهم "لاه أبوك" و "لهي أبوك" فكيف يحذف الأصل و البدل.

ب - لو كانت الألف و اللام عوضا منها لما اجتمعت مع المعوض منه في قولهم الإلاه.

و أجيب عن الأخير بما ذكره ابن بري و عن الأول بما أسلفناه في أول البحث في أدلة من رد قول ابن مالك بعدم اشتقاق لفظ الجلالة.

3 – قال الفيروزآبادي: وقال شيخى سراج الدّين رحِمه الله فى الكَشْف: حُذِفت الهمزة من الإِلاه حَذْفاً ابتدائِيّاً من غير قياس والدّليل عليه لزوم الإِدغام، وقولُهم: لاهِ أَبوك.

... وقال ابن سيده: و قالوا: يا الله فقطعوا، حكاه سيبويه، وهذا نادر، وحكى ثعلب أنهم يقولون: يالله، فيصلون قال: وهما لغتان، يعني القطع والوصل.

... و اختلفوا في "ا ل" في لفظ الجلالة على أقوال:

1. أنها للغلبة و قد قال بذلك من قال أن "إله" معناه المعبود بحق أو باطل و الله مختص بالمعبود بحق.

قال الزجاجي: و لإخراج هذا المعنى من إله و فرق ما بينه و بين غيره قيل:"الله" فأدخلت الألف و اللام عليه و حذفت الهمزة، و فخم اللفظ به، و الزم هذا البناء ليدل على أنه الإله المستحق للألوهية دون من سواه، ألا ترى أنه قد استعمل إله في غيره عز و جل حكاية و مجازا، فلم يستعمل "الله" في غيره كقول السامري:"هذا إلهكم و إله موسى" و لم يقل " هذا الله " و مثل قولهم:"أآلهتنا خير أم هو" و مثل قوله:"قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" و مثل قوله:"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" و قد ادعى فرعون أنه رب و إله فقال:"أنا ربكم الأعلى" و قال:"ما علمت لكم من إله غيري" و لم يدع مع ذلك أنه الله جل جلاله عما يقول الظالمون و تعالى علوا كبيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير