تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 11:25 م]ـ

لكن الغريب أخي الفاضل أن من أعرب المصدر المؤول من ما الزمانية وما بعدها مضافا إليه هو أحد العلماء المعاصرين المبرزين!!.أختي الكريمة، ذكرتُ لك أنه مضاف إليه في الأصل في الموضعين أي الآية والبيت، ولكنه مُقام في الإعراب مقام الظرف المضاف المحذوف عند جل النحاة، فإذا كان العالم الذي أشرت إليه قد جعله مضافا إليه في أحد الموضعين فإنه سيعربه الإعراب نفسه في الموضع الثاني لأنهما سواء، مع ملاحظة أن إعرابه هذا خلاف المشهور إذ إن بقاء المضاف إليه مجرورا بالإضافة بعد حذف المضاف قليلٌ قياسا إلى إقامة المضاف إليه مقام المضاف المحذوف.

أما تعليقك الظرف في الآية باسم المصدر الصلاة فلم أجد أحدا علق باسم المصدر من المعاصرين وإنما يعلقون بأوصاني حتى الخراط في مشكل إعراب القرآن يعلقها بأوصاني فما وجه تعليقك بالصلاة؟ إذا قلت لك (أوصاني أبي بالصلاة خلف الإمام، أوصاني أبي بالصلاة ليلاً) فهل يكون (خلف، ليلا) ظرفين لحدث الوصية أو لحدث الصلاة؟ فإذا قلت هما ظرفان للصلاة قلتُ لك كذلك في الآية يكون الأرجح أن مدة دوام حياته عليه السلام ليست ظرفا لحدث الوصية لأن الوصية حدثت في زمن ماض سابق على زمن التكلم، وإنما هي ظرف للصلاة والزكاة الموصى بهما، والمعنى أن الله عز وجل أوصاه بأن يصلي ويزكي طوال حياته.

ولماذا إذا ثبت أن الفعل يتعدى بنفسه لا يجوز إعرابه منصوبا بنزع الخافض؟!! ألا يجوز إعرابه منصوبا بنزع الخافض على اعتبار أن الفعل يأتي متعديا بالباء؟ بل إن المسموع الغالب على الفعل أن يأتي متعديا بالباء، والتقدير المتبادر للذهن ابتداء في البيت: وأحفل بمن دارت عليه الدوائر!!

فما رأيك؟ لأن المفهوم الصحيح للنصب بنزع الخافض إنما هو تجوُّز واستثناء يُعَدَّى فيه ما لا يتعدى إلا بالحرف إلى المفعول بغير حرف، فيكون هذا من إعمال العامل على خلاف أصله، فإذا كان العامل مما يتعدى إلى مفعوله بنفسه ـ وإن كثر تعديه بالجار ــ فلا يقال في معموله إنه منصوب بنزع الخافض لأنه منصوب بالفعل بالأصالة، والقول بنزع الخافض يخرجه من دائرة الأصالة إلى دائرة الاستثناء والتجوز على النحو الذي تقدم.

أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ

هل يجوز في إعراب (من) هنا: نكرة موصوفة؟

وألا تعلق (بغير) هنا بحال من فاعل ساع؟ نعم يجوز، ويجوز أيضا أن تكون موصولية.

وأما (بغير) فيصح تعليقه بالحال المحذوفة كما تفضلت، ويصح تعليقه بصفة محذوفة من ساع نفسها.

وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح

هل الفاء في (فاعلم) زائدة؟ والجملة اعتراضية؟

وأليست الواو في الشطر الأول والثاني استئنافية؟ نعم الفاء زائدة اعتراضية، والجملة معترضة، والواو كما تفضلت.

وَما طالبُ الحاجات إِلّا معذياً وَما نال شيئاً طالب لنجاح

أليست (ما) هنا غير عاملة؟ وهل (معذبا): مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره يعذب، وجملة (يعذب) في محل رفع خبر؟

لنجاح: أليست اللام زائدة ونجاح مفعول به؟

الواو في الشطرين استئنافية أليس كذلك؟ بلى هي غير عاملة على الأصح، ويجوز في (معذبا) ما تفضلت به، ويجوز إعرابه مفعولا به لفعل محذوف تقديره (يشبه)، واللام زائدة للتقوية، والواو استئنافية كما تفضلت.

لحا اللَه من باع الصديق بغيره وما كل بيع بعته برباح

بغيره: ألا تعلق بباع؟ والواو: استئنافية؟ بلى.

كمفسد أَدناه ومصلح غيره وَلَم يأَتمر في ذاك غير صلاح

كمفسد: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف تقديره: بائع الصديق كائن كمفسد.

أدناه: مضاف إليه والهاء مضاف إليه.

الواو في الشطر الثاني استئنافية.

غير: مفعول به أليس الإعراب صحيحا؟ بلى هو صحيح، إلا أن الواو في (ولم يأتمر ... ) يصح كونها حالية كما أرى، ثم إني لأجد المعنى مضطربا بنصب (غير) على المفعولية إلا أن يكون المعنى المراد هو (ولم يرد في ذاك غير صلاح)، ولعل الرواية الصحيحة (ولم يأتمر في ذاك أمرَ صلاح).

تحياتي ومودتي.

ـ[غاية المنى]ــــــــ[04 - 12 - 2010, 06:21 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير