تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال سيبويه في كتابه:

وتقول: لا تدنُ منه يكنْ خيراً لك. فإن قلت: "لا تدن من الأسد يأكلك" فهو قبيح إن جزمتَ

وليس وجه كلام الناس؛ لأنَّك لا تريد أن تجعل تباعده من الأسد سبباً لأكله. وإن رفعتَ فالكلام حسن، كأنك

قلت: لا تدن منه فإنَّه يأكلُك. وإن أدخلتَ الفاء فهو حسن، وذلك قولك: لا تدنُ منه فيأكلَك

وليس كلُّ موضع تدخل فيه الفاء يحسن فيه الجزاء.

وقال المبرد في المقتضب:

و لو قلت: لا تعص الله يدخلك النار كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله.

وقولك: أطع الله يدخلك النار محال.

و كذلك: لا تدنُ من الأسد يأكلْك لا يجوز؛ لأنك إذا قلت: لا تدنُ فإنما تريد: تباعدْ

كنت قد تكلمتُ عن تسليط النفي أحيانا على ما قبل وما بعد الفاء معا

وأحيانا أخرى على أحدهما فقط وذكرت في الاقتباس أن تفصيل ذلك موجود

في كتب النحو، وما دمتُ جاهلا بالنحو والإعراب فقد اضطررت للنقل الحرفي

مع بعض الحذف من كتاب النحو الوافي للدكتور حسن عباس رحمه الله ..

الأمر معقد بعض الشيء لكن لا ضرر من نقله ولا يخلو من فائدة ..

يقول صاحب النحو الواضح:

تطبيقا على ما سبق من تسلط النفي على ما قبل الفاء وما بعدها معا، أو على أحدهما وحده

يتعين تسليطه عليهما معا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}.

ولا يصح تسليطه على القيد وحده دون المقيد وهو الجملة الأولى لاستحالة أن يقضي الله عليهم

بالموت فلا يموتوا؛ فلا بد أن تكون الأولى منفية كذلك، والفاء للسببية.

ويصح: "لا يقضى عليهم فيموتون" فتكون الفاء للعطف المجرد، والمضارع بعدها مرفوع "إذ ليست للسببية"

فالفعل الثاني معطوف على الأول، تابع له في إعرابه وفي نفيه -كما قدمنا أول البحث-

فالتقدير: لا يقضى عليهم؛ فلا يموتون والمعنى في الحالتين واحد. مع ملاحظة ما أشرنا إليه من

الفرق بين فاء السببية والفاء المتجردة للعطف المحض.

ومثل الآية قولهم: "ما يليق بالله الظلم فيظلمنا" فيصح اعتبار "الفاء" للسببية

ينصبُّ النفي على ما قبلها، وما بعدها معا؛ والمضارع منصوب. أو: للعطف الخالص بدون سببية؛

فيرفع المضارع، والنفي عام أيضا ينصَبُّ على ما قبلها وما بعدها معا.

بخلاف نحو: "ما يحكم الله بحكم فيجورَ" حيث يتعين أن يكون النفي منصبا على الثاني وحده،

باعتباره قيدا للأول، أي: ما يكون منه حكم يترتب عليه جور. ولا يصح نفي الأول لما يترتب

عليه من أن يكون معناه: ما يحكم الله بحكم وهذا فاسد؛ لأن الله يحكم في كل وقت ...

ومن الأمثلة لنفي الفعلين معا: "لا يحبُّ الريفي الأسفار؛ فيشاهدَ عجائب البلاد الأجنبية"

"ما ينظمُ فلان الشعرالبليغ، فينتفعَ به الأديب"

والضابط الذي يدل في الأمثلة السالفة -وأشباهها- على أن النفي منصب على

الفعلين معا هو إعادة حرف النفي بعد فاء السببية، وتكراره بينها وبين المضارع فلا يفسد المعنى المراد.

يجري مع أداة النهي ما جرى مع أداة النفي من ناحية عطف الفعل على الفعل،

وعطف الجملة على الجملة وتسلط النهي على ما قبل الفاء وما بعدها معا

أو على أحدهما فقط مع ملاحظة أن "لا" الناهية تجزم المضارع حتما، أما حروف النفي فلا تجزمه.

وعلى هذا يمكن تقدير جملتك في الشرط هكذا:

إنْ لا تختلفوا لا تختلف قلوبكم

وكذلك يمكن تقدير الآية الشريفة هكذا:

إن لا تطغوا لا يحلل عليكم غضبي

شكرا جزيلا

ـ[الباز]ــــــــ[07 - 12 - 2010, 03:45 ص]ـ

أما في شأن طريقتك أخي الباز , فلعل تحويل الجملة إلى شرطية يتم بدخول "إن" و حذف " لاء الناهية " مع "الفاء"

فتكون الجملة: إن تهمل تنجح

و هذا المعنى غير مستقيم , و بذلك لا تكون الفاء سببية [/ COLOR]

( لعلي أظفر بفضل انصياع أخينا المتيم للطريقة البازية:)!!)

[/ COLOR]

بل تضاف إن الشرطية قبل الجملة فتتحول لا الناهية أوتوماتيكيا إلى لا النافية: p

ردا على سخريتك من طريقتي الفذة سأحتفظ

بحقوق البث فيها لنفسي ولمن يرغب في استخدامها ( ops

وقد جاء في شرح قطر الندى وبل الصدى:

واعلم أنه لا يجوز الجزم في جواب النهي إلا بشرط أن يصح تقدير شرط في موضعه مقرون بلا النافية، مع صحة المعنى، وذلك نحو قولك (لا تكفر تدخلِ الجنة) و (لا تدن من الأسد تسلمْ) فإنه لو

قيل في موضعهما (إن لا تكفرْ تدخلِ الجنة) و (إن لا تدنُ من الأسد تسلمْ) صحَّ، بخلاف (لا تكفر تدخل النار) و (لا تدن من الأسد يأكلك)

ـ[الحطيئة]ــــــــ[07 - 12 - 2010, 11:44 ص]ـ

أخي الباز:

لم أسخر من طريقتك و لكنني قبلتها بعد أن قومتُ - فيما أزعم - اعوجاجها!!:)

دع عنك ذا , و لاحظ أنك قد عددت الجملة: لا تهمل فتنجحَ , جملةً مستقيمة

و في اقتباسك من سيبويه: وإن أدخلتَ الفاء فهو حسن، وذلك قولك: لا تدنُ منه فيأكلَك - هكذا شكلتَها -

ففي جملتك , جعلتَ ما بعد لاء الناهية سببا لضد ما بعد فاء السببية

و في جملة سيبويه: جعل ما بعد لاء الناهية سببا لما بعد الفاء

فكأن سيبويه يقول: إن الصواب في جملة السائل أن تكون: لا تهمل؛ فتخسرَ؟!

و من الشواهد على أن ما بعد لاء الناهية سبب لما بعد فاء السببية , قول الحطيئة!!:

لا تُغضِبنَّ أيا بازُ الحطيئةَ فيْ = ردّ صّوابِ الذي بان فيهجوَكا

فالإغضاب سبب الهجاء!! (مفاكهة): p

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير