تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 07:00 م]ـ

للرفع بارك الله فيك ..

وأضيف سؤالا أيضًا: هل تؤيد ما قاله الخضري بأن اللقب هو مَا أَشْعَرَ بِمَدْحٍ أو ذم أي باعتبار مفهومه الأصلي؟ والذي دعاني إلى هذا السؤال هو أن الشخص قد يسمى في أول الأمر بـ (زين العابدين) مثلا, فإذا اعتبرنا المفهوم الأصلي لزين العابدين صار هذا الاسم لقبا, لأن المفهوم الأصلي لهذا الاسم هو المدح حيث يُفهم ويشعر بأنه أحسن العابدين وأفضلهم, وعلى هذا ألا يكون ما قاله الخضري عن اللقب خطأ؟

وأقول أيضًا: (المصري واليمني) هل تعد ألقابا أم أم ماذا فهي لاتشعر بمدح ولا ذم ولم تُصدر؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 10:18 م]ـ

أولا:

باعتبار مفهومه الأصلي فإن ذلك قد يقصد تبعا

الذي فهمته أن اللقب ما كان فيه إفهام بالإشعار بالمدح أو الذم باعتبار الأصل لا باعتبار القصد, لأن قصد المتكلم بالمدح أو الذم قد يكون تابعا فقط للفظ ولا يقصده المتكلم وإنما المقصود ذات الملقب فقط, فهل ما فهمته صحيح؟ نعم.

ثانيا:

أن الاسم يقصد به الذات فقط واللقب يقصد به الذات مع الوصف، ولذا يختار عند التعظيم أو الإهانة

الذي فهمته أن هذا قول يختلف عن القول السابق وهو أن الاسم وإن أشعر بمدح أو ذم فلا يكون لقبا إلا إن قصد المتكلم الذات مع الوصف, وإن قصد الذات فقط فهو اسم فقط, فلو قلت (الأخطل) مثلا, إن قصدت ذاته فقط فهو اسم, وإن قصدت الذات مع هذه الصفة المذمومة فو لقب, ولذلك إذا قلت مثلا: جاء الأخطل, وأنت تريد الصفة المذمومة يُختار اللقب, فهل هذا صحيح؟

هذا يصح على الرأي الذي لا يفرق بين الاسم واللقب والكنية إلا بالحيثية، وقد سبق بيان هذا الرأي، أما على الرأي المشهور فالموضوع ابتداء هو اسم أشعر أم لم يشعر، وكذا أقصدت المدح أو الذم أم لم تقصد، وعلى هذا الرأي المشهور يكون الأخطل لقبا لأنه وضع في زمن متأخر عن وضع اسم الشاعر الأساس.

ثالثا:

وعليهما يظهر ما حكاه ابن عرفة فيمن اعترض عليه أمير أفريقية في تكنيته بأبي القاسم مع قوله صلى الله عليه وسلّم: «تَسَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي» فأجاب بأنه اسمه لا كنيته أي لأنه يعتبر تأخر وضع الكنية عن الاسم

الذي تسمى بـ (أبي القاسم) هو ابن عرفة, والذي اعترض عليه أمير أفريقية, وسبب الاعتراض لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَسَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي» فأجاب ابن عرفه: هذا اسم النبي وليس كنيته, بناء على أن ابن عرفة يرى أن الكنية يجب أن تتأخر عن الاسم, هل هذا صحيح؟

لا يا أخي الكريم، إنما أراد ابن عرفة أنه لم يتكن بأبي القاسم وإنما سمي بأبي القاسم أي أن (أبو القاسم) اسم لابن عرفة قد وضع له ابتداء وليس كنية له جاءت متأخرة زمنا، وعلى هذا لم يخالف ابن عرفة الحديث لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التكني بكنيته، أي نهى عن التكني بأبي القاسم وأبو القاسم اسم لابن عرفة وليس كنية له على اعتبار أن الموضوع أولا هو اسم لا كنية.

رابعًا:

ما معنى قوله: ومقتضاه أن إشعاره مقصود في وضعه العلمي من جهة أن له مفهوماً آخر يلاحظ تبعاً، ويلتفت إليه، وإن كان المقصود منه بالأصالة مجرد الذات

أي أن إشعار اللقب بالمدح أو الذم فائدة ثانوية قد تكون مقصودة وقد لا تكون مقصودة عندي وعندك، وإنما المقصود الأساس هو الذات، فإذا قلت لك (الفاروق هو الخليفة الثاني) فأنا أقصد في الأساس ذات عمر رضي الله عنه أما مدحه فقد أقصده وقد لا أقصده، وإنما كان المدح مقصودا عندما وضع اللقب لعمر، أما بعد ذلك فقد يقصد وقد لا يقصد.

وقوله: لمباينة الاسم، والكنية عليهما

سبق شرحها في سياقها ولعلك تعود إليه.

وهل قال أحد بأن المصدر بـ (ابن, وبنت, أو خالة أو عمة) داخل في الكنية, أم الكنية فقط تكون مصدرة بـ (أب, وأم)

يقول المناوي في التعاريف (الكنية علم صدر بأب أو أم أو ابن أو بنت وأكثرها طاريء على مسمياتها لم توضع لها ابتداء).

وأضيف سؤالا أيضًا: هل تؤيد ما قاله الخضري بأن اللقب هو مَا أَشْعَرَ بِمَدْحٍ أو ذم أي باعتبار مفهومه الأصلي؟ والذي دعاني إلى هذا السؤال هو أن الشخص قد يسمى في أول الأمر بـ (زين العابدين) مثلا, فإذا اعتبرنا المفهوم الأصلي لزين العابدين صار هذا الاسم لقبا, لأن المفهوم الأصلي لهذا الاسم هو المدح حيث يُفهم ويشعر بأنه أحسن العابدين وأفضلهم, وعلى هذا ألا يكون ما قاله الخضري عن اللقب خطأ؟

أخي، كلام الخضري صحيح ولو قرأت كلامه كاملا لفهمت أن اللقب عنده هو ما وضع بعد الاسم وأشعر بمدح أو ذم، حيث يقول الخضري (واعلم أن المفهوم من كلام الأقدمين كما في الروداني أن الاسم ما وضع للذات ابتداء كائناً ما كان) أي أن الموضوع ابتداء هو اسم أشعر أم لم يشعر، صدر أم لم يصدر.

وأقول أيضًا: (المصري واليمني) هل تعد ألقابا أم أم ماذا فهي لاتشعر بمدح ولا ذم ولم تُصدر؟ إذا اشتهر شخص اسمه زيد مثلا بنحو (المصري) فهو لقب إذا اعتبرت انتسابه لهذا البلد بمنزلة المدح، ويمكن أن يعد اسما ثانيا له، وفي الأمر سعة.

تحياتي ومودتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير