تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 04 - 2003, 02:05 ص]ـ

الأستاذ الفاضل المعتز

لست ثقيلا بالسؤال ولا السؤال ثقيل علي

السؤال دوما طريق للعلم للسائل والمسؤول

ولكني أعتذر منك وبشدة لتأخري في الرد

فقد قرأت سؤالك ولكني نسيت أن أرد عليه

إلى أن رأيته مرة أخرى البارحة

فأرجو المعذرة

لا شك يا أخي الكريم أن هذا التقديم والتأخير ذو هدف يناسب الجوالعام للسورة والسياق الذي انتظمت فيه آياتها ومعانيها

وسأبدا معك بسورة الحج لأن سياقها أكثر وضوحا

قلنا إن الترتيب في سورة الحج هو ترتيب الأزمنة أي حسب ظهور هذه الفئات

وسورة الحج تبدأ بالحديث عن يوم القيامة ومواقفه

وتستمر في التذكير به

أي تتحدث عن زمن معين في قادم الأيام تحذرنا نحن أهل الزمن الحالي لنستعد له

والسورة تحيل المواقف إلى الحكم الفصل في يوم القيامة وهو يوم مرتبط بزمن قادم لا نعلمه ولكن لنا الزمن الذي نحن فيه

وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ

الحج:55

اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

ونجد فيها أيضا مراعاة للناحية الزمنية في أماكن أخرى كالآية

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ

وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

فنجد الزمن فيها في مراحل خلق الإنسان وهو جنين ثم في مراحل حياته في هذه الدنيا

مثلها أيضا الآية

وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَكَفُورٌ

في سورة المائدة ترتيب بالأزمنة مع نية الترتيب بالكتب

وفي هذه السورة نجد ذكر الكتب التوراة والإنجيل عدة مرات

بينما لا نجد ذكرا للتوراة والإنجيل في سورة البقرة

ولكن جاء فيها ذكر الأنبياء الذين ذكرت أقوامهم

(إبراهيم، موسى، عيسى) عليهم السلام

فنلاحظ أن الفرق بينها وبين البقرة قد يكون هو أن البقرة تقصد الترتيب بالكتب وذلك حسب مجيء الأنبياء

وآية المائدة تقصد الزمن ولكنها تؤخر بنية الترتيب علىالكتب الأن الكتب تذكر صراحة وتكرارا في سياقها العام

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير