تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالصواب القول الثاني0 وهو أن قوله: (من الجنة والناس) بيان للذي يوسوس، وأنهما نوعان: إنس، وجن0 فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضا يوسوس إلى الإنسي0 فالموسوس نوعان: إنس، وجن0 فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب0 وهذا مشترك بين الجن، والإنس، وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته؛ إنما هي بواسطة الأذن0 والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة؛ لأنه يدخل في ابن آدم، ويجري منه مجرى الدم0 على أن الجني قد يتمثل له، ويوسوس إليه في أذنه، كالإنسي- كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي أنه قال:" إن الملائكة تحدث في العنان0 والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن، كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة من عند أنفسهم "0 رواه البخاري والترمذي0 فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن0 ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني0 قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا الأنعام 112) 0

فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله0 فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني، ويشتركان في الوسوسة0 وعلى هذا فتزول تلك الإشكالات والتعسفات التي ارتكبها أصحاب القول الأول0 وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين: شياطين الإنس، والجن0 وعلى القول الأول؛ إنما تكون الاستعاذة من شر شياطين الجن فقط0 فتأمله فإنه بديع جدا!!

فهذا ما من الله به من الكلام على بعض أسرار هاتين السورتين0 وله الحمد والمنة، وعسى الله أن يساعد بتفسير على هذا النمط، فما ذلك على الله بعزيز0 والحمد لله رب العالمين!

من كتاب (بدائع الفوائد)

للشيخ: ابن قيِّم الجوزيَّة- رحمه الله تعالى بتصرف!

ــــــــــــــــــــــ

كاتب الرسالة الأصلية: أبو عاتكة

((فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى: (يوسوس في صدور الناس)، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154) 0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر،))

اخي الفاضل لم أفهم الفرق بين ذكر القلب والصدر من كلام ابن القيم رحمه الله فهلا أفدتمونا بارك الله فيكم ونفع بكم

ـــــــــــــــــــــــ

كاتب الرسالة الأصلية: عبد القادر يثرب

لعلك تجد جواب سؤالك في قول الدكتور فاضل السامرائي من لمسات بيانية في سورة الناس، وهو:

(ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب).

أو يجيبك عليه من عنده شيء من علم البيان، فأنا لست منهم، وإنما أنا أنقل ما قاله ابن القيم0 وبارك الله فيك0

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 01:02 ص]ـ

أخي في الله أحمد

أشكر لك ذلك

وهذا ظننا فيك وفي البيت الذي خرجت منه

لا تحيز لعالم ضد عالم، بل نقبل من هذا ومن هذا، ولا نقلل من قيمة أحد أو علمه

فبارك الله فيك يا عبدالقادر ويا خالد وأيا ما أحببت من اسم وإن كنا نرجوك أن تعود لتشاركنا باسمك الأول وتطرح ما لديك بهدوء وبدون إساءة لأحد

واعذرنا على أي تقصير في حقك

ـ[ ahmad] ــــــــ[31 - 05 - 2004, 02:19 م]ـ

والله إنك إنسانة تثيرين أعصابي وإني أرى أن كل دار وما يدور في هذا المنتدى من جدل يضر ولا ينفع سببه هو أنت 0 ولست أحب أن أدخل معك في جدل لا ينفع 0 وليتك اعتبرت بما قالته لك الأخت هدى0 وبدلاً من أن تعملي عقلك لتستفيدي مما يطرح من المسائل المهمة تلجئين إلى هذا الأسلوب الاستفزازي 0 لتجعلي من لا شيء شيئًا مهمًا، وبذلك تصرفين الناس عن صلب الموضوع0 لماذا لا تناقشين المسائل المطروحة نقاشًا علميًا بريئًا من هوى النفس الأمارة بالسوء0 بغض النظر عمن يطرحها0 ألا ترين أنك لا تفرقين بين إنسان أخطأ (سهوًا، أو جهلاً) وبين إنسان يغير على أقوال القدماء، ويمسخ ما قالوه مسخًا، ثم ينسبه لنفسه0 ثم يقول مظهرًا تواضعه: إن هذا اجتهاد منه، وأنه لا يدعي أنه الصواب0 هل هذه هي أخلاق العلماء؟

أنصحك لوجه الله ألا تخاطبيني بهذا الأسلوب، وأن تكوني أكثر عقلانية في ردودك، حتى لا تملئي النفوس غيظًا عليك وعلى من تدافعين عنه0 ويجب أن تعلمي أنني لا أسيء لا إليك ولا إلى غيرك0 فأنا أطرح مسألة علمية للنقاش الجاد وليس للهزل أو اللعب0 فمن لم يستطع أن يقول فيها خيرًا، فالأجدر به أن يصمت0

وأستعيذ بما استعاذ به المتعوذون في هاتين السورتين الجليلتين من الشرور كلها ومن الآثام كلها والحمد لله رب العالمين0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير