تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- وكلمة يُصب في قوله تعالى {يصب من فوق روؤسهم الحميم

- وكلمة يدس من قوله تعالى {وإذا بشر أحدهم بالاثنى ظل وجهه مسودا وهو كظم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}

- وكلمة قاصرات من قوله تعالى {وعندهم قاصرات الطرف عين} وكلمة مستسلمون} في قوله تعالى {مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون}

- ومتشا كسون في قوله تعالى {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل} ويطول القول اذا مضينا في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك وتلمسه بيدك ولا اريد أن أمضي في تفسير الكلمات التي استشهدت بها لأنها من وضوح الدلالة بمكان

- ولهذا الميل القرآني إلى ناحيه التصوير نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات مما افرد له البيانيون علما خاصا به دعوه علم البيان ...

- وحسبي الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس

- ذلك أن تصوير الأمر المعنوي في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس وتأثيرا فيها ويكفى أن تقرا قوله تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة}

- وقوله تعالى {افرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه} لترى قدرة كلمة ختم في تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس.

- وقوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} لترى قيمة كلمتي الظلمات والنور في إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل

- وقوله تعالى {صمٌ بكمٌ عمى فهم لا يرجعون} لترى قيمة هذه الصفات التي تكاد تخرجهم عن دائرة البشر

- وقوله سبحانه {ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل}

- فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس ..

- وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم سوف نعرض له في حينه وفي القران كثير من الألفاظ تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا فتشعر به شعورا عميقا وتحس الفكرة إحساسا قويا خذ مثلا قوله تعالى {والليل إذا عسس والصبح إذا تنفس} فتأمل ماتوحى به كلمة تنفس من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هداة الليل فكأنما كانت الطبيعة هاجمة هادئة لا تحس فيها حركة ولا حياة وكأنما الأنفاس قد خفقت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر فلما اقبل الصبح صحا الكون ودبت الحياة في أرجائه ...

- وخذ قوله تعالى {لقد تاب الله على النبي والهاجرين والأنصار} {0000 وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا أن الله هو التواب الرحيم} وقف عند كلمة ضاق في ضاقت عليهم أنفسهم فإنها توحي إليك بما ألّم بهؤلاء الثلاثة من ألم والندم حتى شعورا بان نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء فاصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا يلتمسون فيه الراحة والهدوء فاصبح القلق يؤرق جفونهم والحيرة تستبد بهم وكأنهم اصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم ...

- و اقرا قوله تعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تتجافى من هذه الرغبة الملحة التي تملك على المتقين نفوسهم فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة ..

- وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها وتنبو عنها

- وقف كذلك عند كلمة يعمهون في قوله سبحانه {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} فان اشترك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس بما فيه هؤلاء القول من حيرة واضطراب نفسي لا يكادون به يستقرون على حال من القلق ..

- واقرا الآية الكريمة {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} أفلا تجد في كلمة زحزح ما يوحي إليك بهذا القلق الذي يملا صدور الناس في ذلك اليوم لشدة اقترابهم من جهنم، كأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير