قل للذّين قد ادّعوا * سبق الشهاب أبي محمد
وتصدّروا لقراعه * في حومة النظم المنضّد
هل أنتم إلاَّ الفرا * ش رأى الشهاب وقد توقّد
فدنى فأحرق نفسه * ولو اهتدى رشداً لأبعد
قلت حفظك الله:
وبادرت الشيء مبادرةً وبداراً، أي عاجلته.
والمبادرة: طلب العجلة، والمسابقة.
أقول هذا كلام سليم ونتفق عليه تماما.
ثم قلت:
وأيا كان فـ " بادروا" في الحديث معناه سارعوا وسابقوا وربما كان بمعنى عاجلوا.
أقول:
لماذا هذا التحكم في المعنى؟. فأنت أثبت المعنى الصحيح لبادروا ثم أعطيتها معنى آخر في الحديث ولا حاجة لهذا المعنى الجديد فالمعنى الأول سليم تماما
لا أرى في هذا تحكما – أستاذي الكريم – فقد أثبت الوجهين معا والمعنيان معا ما يزالان مكتوبين إلى هذا الحد، فإن كان الإشكال في "ربما" فليكن مكانها "أو"
ما الضير في أن نقول: عاجلوا الفتن بالأعمال الصالحة؟. كما قال صردر:
لذاك بدأتُ بالهجران هِندا * كما عاجلتُ بالسلوان جُمْلا
ومثله قول أبي نواس:
لَقَد عاجَلَت قَلبي جِنانُ بِهَجرِها * وَقَد كانَ يَكفيني بِذاكَ وَعيدُ
الضير في ذلك كون العجلة طلب الشيءِ وتحرّيه قبل أوانه، وهي من دواعي الهوى!
قول كعب ابن زهير:
وَنارٍ قُبَيلَ الصُبحِ بادَرتُ قَدحَها * حَيا النارِ قَد أَوقَدتُها لِمُسافِرِ
أما هذا فالحجة لي فيه إن شاء الله،
ويتضح ذلك بزيادة حرف الباء في " قَدحَها " فيصبح: " وَنارٍ بادَرتُ بقَدحِها قُبَيلَ الصُبحِ" فهل هناك فرق بين "بادر" في الحديث وبادر في البيت، ولا ضير في إعراب "قدحها" مفعول به
قول الفرزدق:
أُبادِرُ كَفَّيكَ اللَتَينِ نَداهُما * عَلى مَن بِنَجدٍ أَو تِهامَةَ ماطِرُه
وكذلك الشأن في قول الفرزدق، "أفعل المبادرة بكفيك"، وعليه ف "كفيك" مفعول به.
قول عنترة:
إِذ لا أُبادِرُ في المَضيقِ فَوارِسي * وَلا أُوَكِّلُ بِالرَعيلِ الأَوَّلِ
شأن هذا شأن الذي قبله،
"إِذ لا أُبادِرُ بِفَوارِسي في المَضيقِ" وليس هناك فرق بين "بادر" في الحديث وبادر في البيت، ويكون إعراب "فَوارِسي" مفعولا به
والله أعلم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 02:17 م]ـ
اسمحوا لي وأنا أقلكم بضاعة أن أدلو بدلوي:
أرى أن فتنا مفعول به، والعامل في نصبها إلم يكن الفعل بادروا، فهو فعل محذوف للتحذير.
وكلا الأمرين جيد، وعلى فرض أن بادر فعل لازم إلا أن هناك بابا واسعا يتوسع خلاله بمعنى الفعل فينقل من اللزوم إلى التعدي، فيحمل الفعل اللازم معنى فعل متعد فيعمل عمله.
أما وجه التحذير فهو مقصد الحديث، وعلة طلب المبادرة بالأعمال الصالحة.
والله أعلم.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 03:34 م]ـ
أضم صوتي إلى أصوات الأخوة الذين أعربوها مفعولا به، ومن قواعد النحو العربي أن ما لا يحتاج إلى تقدير أولى مما يحتاج إليه، كما أن كل شيء جائز مع التقدير كما قال الأخ أبو محمد، وعندها سنرى عجبا، كما أن التقدير في النحو العربي يكون بقدر بسيط لا يستقيم التركيب إلا به، وعندها نلجأ إلى التقدير من أجل استقامة التركيب، ويمكن أن أصنع مثالا مشابها وأقول: بادرت بالسيف رجلا عظيما، أي عاجلته به وأسرعت إليه.
وهناك شيء اّخر في الحديث حول تقديم شبه الجملة (بالأعمال) وتأخير المفعول (فتنا) عدولا عن الأصل وجوبا، من أجل أن يتصل الموصوف (فتنا) مع صفته (كقطع الليل المظلم)،وإن لم يحصل التقديم والتأخير حصل اللبس.
والله أعلم
ـ[د. حقي إسماعيل]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 04:57 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف نوجه او نعرب كلمة وردت في حديث للنبي صلى الله عليه و سلم و هو حديث صحيح. قال عليه السلام: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ... ) الحديث.
ما إعراب كلمة فتنا
و لكم جزيل الشكر.
هل من الممكن ضبط النص نحويا مع وضع مواضع التضعيف، وستأتي الإجابة بإذن الله تعالى وتبارك.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 05:47 م]ـ
أخي الأستاذ " د. حقي إسماعيل
هذا هو نص الحديث كما في صحيح مسلم:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ قَالَ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا