لأنهما سبب لشغل الإنسان عن ذكر ربه:
قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) " المنافقون
وما أصاب الناس من خير وشر فتنة:
قال الله تعالى:"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) " الأنبياء
وبيان ذلك في قول الله تعالى:
"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) " الحج
وفي قول الله تعالى من سورة الزمر:
فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49)
والفتنة للمؤمن بلاء لصدقه وزيادة في أجره،
قال الله تعالى: "الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " العنكبوت
والفتن كائنة بعد وفاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، بما أخبر به الصادق المصدوق،
البخاري، قال حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به
وفي صحيح مسلم
حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني كان يقول قال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة
فالفتنة في الحديث "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم" تحتمل كل هذه المعاني، كما تحتمل أن يراد بها معنى خاصا دون غيره:
وبوب الترمذي في سننه فقال:
باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم
حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا
فاتضح أن المقصود بالفتن ما يظهر منها في المستقبل، وظهر رجحان قول أئمتنا الكرام في تقدير محذوف وقع فيه الفعل لا عليه
تحفة الأحوذي: (بادروا) أي سابقوا وسارعوا (بالأعمال) أي بالاشتغال بالأعمال الصّالحة (فتنًا) أي وقوع فتنٍ (كقطع اللّيل المظلم)
تحفة الأحوذي: (بادروا بالأعمال سبعًا) أي سابقوا وقوع الفتن بالاشتغال بالأعمال الصّالحة واهتمّوا بها قبل حلولها
عون المعبود: (بادروا الصّبح بالوتر): قال عليٌّ القاريّ: أي أسرعوا بأداء الوتر قبل الصّبح
وفي شرح سنن ابن ماجة للسندي:
(بادروا بالأعمال ستًّا) أي اعملوا الصّالحات واشتغلوا بها قبل مجيء هذه السّتّ الّتي هي تشغلكم عنها
والله أعلم
مع التحية الطيبة لكل من شارك
ـ[الكاتب1]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 06:03 م]ـ
نعم أخي وأستاذي الفاضل " أبو مصعب فكما قال الأستاذ أبو محمد: "
أما ما تفضلت بذكره من شروحات الحديث فأقول: إن شرح الكلام يختلف عن التقدير والذي نقدره من أجزاء الجملة يكون لازما للمعنى أو للصناعة أما شرح الكلام فلا ضابط له سوى موافقته للمراد من المعنى ويمكن لعدة أشخاص أن يشرحوا بيتا من الشعر بألفاظ تختلف من واحد للآخر والمعنى واحد فهل يجعل اختلاف ألفاظهم الإعراب مختلفا؟
والله أعلم.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 11:07 ص]ـ
¥