[ادوات الاستفهام]
ـ[ياسمين الشعر]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
ارجو مساعدتي في تميز (كيف) الواردة في الاية القرأنية الاتية هل هي اداة استفهام بمعنى الاستفهام ام خرج الاستفهام لاغراض بلاغية اخرى ارجو الرد بسرعة مع الاعراب.
قال تعالى ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل))
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 01:14 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
هي "حال" من "فعل"، تقدمت عليه وجوبا، خلاف الأصل في الحال إذ لا تتقدم على عاملها، وذلك لأن لـ "كيف" وبقية أدوات الاستفهام، الصدارة فلا يعمل فيها ما قبلها، وإنما يعمل فيها ما بعدها.
وفي التنزيل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ)، فـ "كيف" حال تقدمت على عاملها "مد"، ولا يقال بأن "تر" عمل فيها.
و: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)، فـ "كيف" حال تقدمت على عاملها "خلقت"، ولا يقال بأن "ينظرون" عمل فيها
والإعراب:
ألم: الهمزة استفهامية، ولم: أداة جزم وقلب، ودخول الاستفهام عليها هنا أفاد التقرير، فقد رأى صلى الله عليه وسلم ما فعل ربه بأصحاب الفيل.
تر: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت".
كيف: حال، وسبق الكلام عنها.
فعل: فعل ماض.
ربك: فاعل، وهو مضاف، وكاف المخاطب: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
بأصحاب: جار ومجرور، والمجرور "أصحاب": مضاف.
الفيل: مضاف إليه.
وإن قدرت الرؤية بصرية، فجملة: "كيف فعل ربك بأصحاب الفيل" حلت محل مفعول "تر".
وإن قدرت الرؤية قلبية علمية، فجملة: "كيف فعل ربك بأصحاب الفيل" حلت محل مفعولي "تر"، لأن "رأى" القلبية تنصب مفعولين.
وكلا المعنيين صحيح، فالرؤية القلبية حاصلة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل ولكل من جاء بعده ممن آمن بهذا الكتاب، والرؤية البصرية حاصلة له، إما على سبيل المبالغة في تصديق الخبر حتى كأنه رأي عين، أو لأنه كان قريب عهد بالحادثة فشهد بعض آثارها.
وقد رجح أبو السعود، رحمه الله، كون الرؤية "علمية"، مع القول بأن "كيف" قد علقت عمل "تر" في لفظ جملة: "كيف فعل ربك بأصحاب الفيل"، دون محلها، فقال:
والهمزةُ لتقريرِ رؤيتِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ بإنكارِ عَدَمِها وكيفَ معلقةٌ لفعلِ الرؤيةِ، (تعليق لفظ لا محل)، منصوبةٌ بما بعدَهَا، (على أنها حال لأن لها الصدارة دوما فلا يعمل فيها إلا متأخر عنها كما سبق)، والرؤيةُ عِلْميةٌ أيْ ألمْ تعلْم علماً رصيناً متاخماً للمشاهدةِ والعَيَانِ باستماعِ الأخبارِ المتواترةِ ومعاينةِ الآثارِ الظَّاهرةِ وَتعليقُ الرؤيةِ بكيفيةِ فعلِه عَزَّ وَجَلَّ لاَ بنفسِه بأَنْ يقالَ ألْم ترَ ما فعلَ ربُّكَ الخ لتهويلِ الحادثةِ والإيذانِ بوقوعِها عَلَى كيفيةٍ هائلةٍ وهيئةٍ عجيبةٍ دالةٍ عَلَى عظمِ قُدرةِ الله تعالَى وكمالِ علمهِ وحكمتِه وعزةِ بيتِه وشرفِ رسولِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ فإنَّ ذلكَ منَ الإرهاصاتِ لما رُوي أنَّ القصةَ وقعتْ في السنةِ التي ولدَ فيها النبيُّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. اهـ
والله أعلى وأعلم.