تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ووجُه الحُجَّة أن"إياهُمْ" معمولُ عَوَّد، وعوَّد خبرُ كان، فقد وَلِي "كانَ" مَعمُول خَبَرها ولَيسَ ظرفاً ولا جَارَّاً ولا مَجرُوراً و "هدَّاجون" من الهَدَجَان وهي مِشيةُ الشَّيخ و "عطِيَّة" أبو جَرير، وخُرِّجَ هذا البيت عن زيادة "كَانَ" أو أنَّ اسمَها ضميِرُ الشَّأن، و "عطِيَّةُ" مُبتَدأ و "عوَّد" الجملةُ خَبَر)، فلا تقول: "كانَ إيَّاكَ علي مكرماً" ولا"كان إيَّاكَ مُكرِماً عليُّ" وتقولُ باتفاق النحاة"كان عندك عليٌّ جالساً" وكانَ في البيت أخوك نائماً".

-10 زِيادَةُ الباءِ في الخبر: تُزادُ الباءُ بكَثرة في خَبَرِ"لَيسَ" نحو: {أَلَيسَ اللُه بكافٍ عَبدَهُ} (الآية "36" من سورة الزمر "39"). وقد تُزادُ بقِلَّةٍ بخبر كلّ ناسخٍ مَنفِيٍّ كقول الشَّنفَرى:

وَإن مُدَّتِ الأَيدِي إلى الزَّادِ لم أ كُن * بأعجَلِهم إذ أجشَعُ القَومِ أَعجلُ

-11 استِعمَالُ هذِه الأفعالُ تامَّة:

قَدْ تُستَعمَلُ هذه الأفعالُ النَّاقصةُ تَامَّةً، فَتَكتَفِي بمَرفُوعِها (اكتفاء "كان وأخواتها" بمرفوعها جعلها تامة، وعدم اكتفائها بمرفوعها جعلها ناقصة، هذا هورأي ابن مالك، وتبعه ابن هشام في توضيحه، أما مذهب سيبويه وأكثر البصريين فإن معنى تمامها دلالتها على الحدث والزمان، ومعنى نقصانها: عدم دلالتها على الحدث، وتجردها للدلالة على الزمان) عن مَنصُوبِها، نحو {وَإن كَانَ ذُو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيسَرَةٍ} (الآية "280" من سورة البقرة "2") أي وإن وُجد أو إن حَصَلَ ذُو عُسرَةٍ ومثلها أخواتها. (=في حروفها).

-12 كان قد تُفيدُ الاستمرار:

ذكرَ أبو حيَّان أنَّ"كانَ" قد تُفيدُ الاستمرار وذلك في آياتٍ كثيرةٍ منها قولُه تعالى: {كُنتُم خَيرَ أمةٍ أُخرِجت لِلنَّاس} (الآية "110" سورة آل عمران "3")، {إنَّ اللَه كانَ عليكُم رَقِيباً} (الآية "1" سورة النساء "4") {إنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعِيفاً}، (الآية "76" سورة النساء "4")، {وكانُوا بآيَاتِنَا يَجحِدُون} (الآية "15" سورة فُصلت "41").

-13 زيادة "كانَ":

لـ "كانَ" أُمُورٌ تختَصُّ بها، مِنها جَوازُ زِيادَتِها بشَرطَينِ:

(أحدُهما) كونُها بِلَفظِ المَاضِي وشَذَّ قَولُ أُمِّ عَقِيل بنِ أبي وهي تُرقِصُهُ:

أنتَ تكُونٌ مَاجِدٌ نَبِيلُ * إذا تَهُبُّ شَمأَلٌ بَلِيلُ

("أنت" مبتدأ، و "ماجد" خبره، و "تكون" زائدة بين المبتدأ والخبر).

(الثاني) كَونُها بَينَ شَيئَينِ مُتَلازِمَينِ، لَيسا جارّاًومجرُوراً (ليس المراد بزيادة "كان" أنها لا تَدُل على معنى ألبتة، بل إنها لم يِؤت بها للإِسناد، وإلا فهي دَالَّة على المعنى، ولذلك كثُر زيادَتُها بين"مَا" التَّعَجبية وفعل التعجب لكونه سُلِبَ للدّلالة على المُضيّ)، نحو "ما كانَ أحسَنَ زيداً"، فزاد"كان" بَينَ "مَا" التَّعَجُّبيَّة وفِعلِها، لِتأكِيدِ التَّعَجُّبِ وقول

بعضهم "لَمْ يُوجَدْ كانَ مِثلُهم" فَزَاد"كانَ" بَينَ الفِعلِ ونائِبِ الفَاعِلِ تأكيداً للمضي، وشذَّ زيادتُها بَينَ الجارِّ والمجرور في قولِ الشاعر:

جِيَادُ بني أبي بَكرٍ تَسَامى * على كانَ المسوَّمَةِ العِرابِ

(أنشده الفراء فزاد "كان" بين الجار والمجرور وهما كالشيء الواحد).

وليس مِن زَيادتِها قَول الفرزدق يَمدَحُ هِشامَ بنَ عبد الملك:

فَكَيفَ إذا مَرَرتَ بدارِ قَومٍ * وجيرانٍ لنا كانوا كِرامِ

("كانوا" هنا ليست زائدة بل هي ناقصة والواو اسمها، و "لنا" خبرها، والجملة في موضع الصفة لجيران، و "كرام" صفة بعد صفة).

لرفعها الضمير وهو الواو، والزَّائد لا يعملُ شيئاً، خلافاً لمن ذهبَ

(وهما سيبويه والخليل). إلى زيادتها في البيت.

[14] إذا كان الخبرُ مَاضِياً بـ "كانَ وأخَواتها من الأفعَال":

إذا كان خبر كان وأخَوَاتِها مَاضِياً لا بُدَّ أن يَقتَرنَ بـ "قَد"، ولكنَّ شَواهدَ عِدَّة - كما يقول الرَّضِي - أَتَت من غيرِ "قَد" منها قول زهير بن أبي سُلمى:

وكَانَ طَوَى كَشحاً على مُستَكنَّة * فلا هو أبدَاها ولم تتقدَّمِ ويَعودُ الضميرُ بـ "كانَ" و "طَوَى" على حُصَين بن ضَمضَم ٍ.

ومثله في "أضحى" وقولُ النابِغة الذُّبياني:

أضحت خَلاَءً، وأضحَى أهلها احتَملُوا * أخنى عَلَيها الذي أَخنى على لُبَدِ

-15 - حَذفُ "كان":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير