تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 10:25 م]ـ

مرحبا أستاذي د. الأغر

توجد ثلاث روايات تنتهي إلى الشاعر نفسه أولاها عن طريق عبد العزيز الجرجاني وهي أن (ما) هي النافية مع (إلا) للحصر، إذ باستعمال (ما) يتوصل إلى حصرالمشبه في المشبه به، كقولنا: ما هو إلا الأسد، وفيه مبالغة أشد مما لو قيل: هو الأسد، والثانية عن طريق ابن جني، وهي أن (ما) هي الاستفهامية، كقولنا: ما شأنه، فيكون الجواب: هو كالأسد .. فـ (ما) سبب للوصول للتشبيه، والثالثة عن طريق الربعي، وهي أن (ما) تعجبية، في قولهم: ما أشبهه بكذا، وعلى كل هذه الوجوه، فالباء للاستعانة، أي: لا تشبهني بالاستعانة بما وبكأنه، فلا يحتاج الأمر لتقدير قول محذوف. فإذا صح أن هذا تأويل المتنبي نفسه لم يكن ثم ما يدعو للاجتهاد في بيان المراد ..

كما ترى أستاذي أن ثلاثة الرواة يزعمون أن قولهم إنما هو منتهٍ إلى الشاعر نفسه، ولو اتفقت رواياتهم في المضمون وتعددت الطرق لكان ذلك أدعى للإقناع، أما وقد جاءت كل رواية مخالفة لأختيها فذلك ما يدعو للشك في دقتها، إذ يمكن تفسير ذلك التناقض بأحد ثلاثة أمور:

أولها: أن يكون المتنبي غير متيقن مما يقول فهو تارة يقول للحصر وأخرى للتعجب وثالثة للاستفهام، وهذا مستبعد لأنك تعلم الفرق بين كل من المعاني الثلاثة والمتنبي يعلم ذلك أيضا.

والثاني: أن يكون المتنبي يجيبهم على سبيل التهكم بهم ـ وهذا لا يستبعد نظرا لشخصية الشاعر النرجسية ـ فيجيب كل سائل بجواب مختلف عن الآخر، وهنا لا يمكن الاعتماد على الإجابات لأنها حينئذ تفتقر إلى الجدية.

والثالث: أن يكون الرواة ـ أو بعضهم ـ واهمين أو أنهم أوَّلوا إجابة المتنبي على ما يراه كل منهم فاختلفت تأويلاتهم باختلاف قناعاتهم.

وبناء على تناقض الروايات الثلاث مهما كان سبب التناقض لا أجد فيها ما يشفع لها بالأخذ، على الأقل فيما يخصني أنا.

فإن كان ثم مجال للاجتهاد فأقول: يمكن أن تكون (ما) هي الموصولة التي صلتها (كأنه) كأن تقول: رأيت ما كأنه البحر، فيكون المعنى: دع عنك تشبيهي بالشيء الذي يمكن أن يُشبَّه بشيء آخر، والباء الداخلة على (ما) هي المعدية للمصدر لا للاستعانة، أي: لا تشبهني بالذي يصحبه (كأنه) فالواو للمعية، والمراد: لا تشبهني بالذي كأنه كذا، أي بالذي يمكن أن يشبه بشيء آخر، فكأنه فوق مستوى التشبيه بين البشر. والعطف بكأنه على ما ليس من قبيل إعادة إدخال العامل على المعطوف، فكأنه قال: لا تشبهني بالشيء مصحوبا بكأنه .. والله أعلم.

لستُ مجاملا ورب العرش، أمّا هذا الرأي فإني أجده ـ بحسب رأيي ـ أحسن مما ذكر لدى الشراح، وما أجدره بأن يكون في صدر الآراء التي تصدت لشرح البيت!

ـــــــــــــــــــــــــــ

وأما اجتهادي الخاص فألخصه فيما يلي:

بالنظر إلى الفعل (أمط) نجده أمرا بفعل شيء وليس نهيا عن فعل شيء، فهو لا ينهى المخاطب عن تشبيهه وإنما يأمره بإزالة أو نقض تشبيهه، فكأن المخاطب قد شبه المتنبي تشبيها معينا من قبل، وهو الآن يأمره أن ينقض ذلك التشبيه فاستعمل فعل الأمر (أمطْ).

ولما كان الشاعر يؤكد في الشطر الثاني أنه لا أحد فوقه ولا مثله أحد فإن ذلك يعني أنه يريد من المخاطب أن ينقض تشبيهه إياه من قبل نقضا عاما، أي يريد منه أن يقول قولا يُفهم منه أنه لا يشبه أحدا ألبتة.

لذلك طلب من المخاطب أن ينفي التشبيه عنه باستخدام أمرين مجتمعين مرتبين هما: (ما) النافية، و (كأنه) جملة التشبيه، أي (ما كأنه كذا) بدلا من (كأنه كذا)، والذي سوغ للمتنبي الإتيان بهذا التركيب (بما وكأنه) هو أنه عامل (ما) و (كأنه) على أنهما لفظان محكيان بدليل إدخال الباء على حرف النفي (ما) حيث أقامها مقام الاسم، وعطف عليها (كأنه) محكية مقامة مقام الاسم أيضا.

واللفظان المحكيان إنما استعملهما الشاعرهنا رمزين، فرمز بـ (ما) إلى عموم النفي، ورمز بـ (كأنه) إلى أسلوب التشبيه عموما، وعلى ذلك يكون المعنى: أمط تشبيهي بنفي التشبيه عني، أي قل (ما يشبه أحدا) بدلا من قولك

كأنه كذا، لأنه لا أحد فوقي ولا أحد مثلي.

هذا والله أعلم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 08:43 ص]ـ

أشكرك أخي الكريم الأستاذ علي على حسن ظنك

لا إخال المتنبي متهكما ولكن أقرب الاحتمالات أن تتعدد التوجيهات بحسب مناقشة كل عالم له، فربما ناقشه ابن جني فخلص ابن جني إلى هذه النتيجة وكذلك الرأيان الآخران ..

أما توجيهك فقريب من اجتهادي لكن ليس من المألوف استعمال ما النافية مع كأن، ويؤول إلى/ أمط عني التشبيه بنفي التشبيه ففيه نوع من التكرار، لأن إماطة التشبيه هو نفي للتشبيه.

أهنئك على إعمال الفكر وإدامة النظر وعدم التسليم لكل ما ذكر.

مع التحية الطيبة.

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 08:32 م]ـ

أحسنت أخي علي وقد وافقت بقولك ما عرف عن المتنبي بالغطرسة والتلاعب في ألفاظ اللغة ......... ولكن لا اجتهاد مع النص فقد روى ابن جني أن المتنبي قصد بـ"ما" السؤال لا النفي إن صح عنه ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وتحياتي للأغر وأسأل الله أن يبارك فيه ويعافيه وأرجو أن يوصلني على ahmad-alfaqeeh*************

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير