تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما قالت الأخت الكريمة: ابنة الإسلام، حفظها الله وسددها، لا تسبك "ما" الموصولة مع ما بعدها، لأنها اسم موصول، والاسم لا يسبك مع ما بعده، وإنما الحرف هو الذي يحتمل ذلك.

والعكس صحيح فـ "ما" المصدرية لا تحتمل الصلة، كما في:

قوله تعالى: (ودوا ما عنتم)، أي: ودوا عنتكم، ولا يقال بأنها نافية، لأنها عكس المعنى المراد، إذ هم يتمنون العنت للمؤمنين، ولا يقال، أيضا، بأنها موصولة، لأن المعنى يؤول إلى: ودوا الذي عنتموه، أي: العنت الذي عنتموه، ويرده قول ابن هشام، رحمه الله، في "شرح القطر": لم يسمع "أعجبني ما قمته وما قعدته". اهـ

لأن عائد الصلة هنا غير متصور أصلا، إذ الفعلان "قام" و "قعد" لازمان، لا يتعديان لمفعول، فكيف يتصل بهما ضمير عائد على الموصول في محل نصب؟!.

وكذا قول الشاعر:

يسر المرء ما ذهب الليالي ******* وكان ذهابهن له ذهابا

فتقدير الكلام:

يسر المرء ذهاب الليالي، ولا يقال: يسر المرء ما ذهبه الليالي، لأن الفعل: "ذهب"، أيضا، لازم، ولا يقال أيضا، بأن تقدير الكلام: يسر المرء ما ذهب به الليالي، فيكون عائد الصلة: هاء الغائب في "به"، لأن جر العائد يشترط له أن يكون الموصول نفسه مجرورا بنفس حرف الجر الذي جر به عائده، على أن يكون مذكورا قبل ذلك، كما في قوله تعالى: (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)، فتقدير الكلام: ويشرب مما يشربون منه، فحذف الجار والعائد المجرور، لسبق ذكره في: "يأكل مما تأكلون منه"، ولأن الموصول "ما" في "مما" مجرور بـ "من" أدغمت نونها في "ما"، وهو نفس الحرف الجار للعائد المحذوف.

بتصرف من حاشية "سبيل الهدى"، للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، ص57.

وقد ترد "ما" محتملة لأحد الوجهين، كما في:

قوله تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ)، فإما:

أن تكون "ما" موصولة فيكون تقدير الكلام: إن الذي صنعوه كيد ساحر، ومن ثم حذف عائد الصلة المنصوب: هاء الغائب في "صنعوه".

وإما أن تكون "ما" مصدرية، منسبكة مع ما يليها، فيكون تقدير الكلام: إن صنعهم كيد ساحر، فهي والفعل بعدها مؤولان بمصدر "صنع"، في محل نصب اسم إن.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير