تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[27 - 06 - 2010, 04:16 م]ـ

بارك الله فيكِ أختنا زهرة على الموضوع الجميل.

وهذا موضوع قرأته قريبا عن الاعتذار، أعجبني فأضعه لكم.

قام إلى إفطاره ليس على العادة ..

لقد ظلت غمامة في سماءه هو وزوجته

عكّرت صفو الود والمحبة بينهما ..

ليس غريباً أن يحدث هذا الجفاء وهذا الخلاف ..

هذا أمرٌ طبيعي .. بين كل زوجين ..

لقد كان من المفروض أن يقدم كلٌ منهما تنازلٌ للآخر ..

لكن هيهات .. هو ربما يرى أن ذلك لا يليق به كزوج ..

بينما هي في الجانب الآخر تقول

لا يمكن أن أسمح لنفسي أن أتنازل له

بينما هو المخطئ .. !!

جلس صاحبنا على طاولة الإفطار يقشر بيضة

بينما كوب الحليب قد خفّت حرارته ومال إلى البرودة مما أفقده مذاقه ..

أخذ يأكل البيضة بينما يرمق باب المطبخ ويتساءل في نفسه ..

لمَ لم تأت ِ مثل كل يوم؟

وماذا تأكل في المطبخ؟

في هذه الأثناء قدمت زوجته وبيدها رغيف خبز ..

كان يحاول أن ينظر لها ..

هو يتمنى أن تتفوه بالسلام عليه .. حتى يمكنه أن يعتذر لها

رغم أنه يُحسُّ أنه أخطأ ليلة أمس عليها ..

رغم هذا لايريد أن يبدأ هو في الكلام أنفةً منه .. !!

وضعت الرغيف أمامه وكادت أن تفعل مثل كل يوم أن تجلس أمامه

وتتناول الإفطار معه لكنها لم تستطع فعل ذلك فعادت من حيث أتت .. !!

إلى المطبخ .. هناك حيث أكملت تنظيف بعض الأواني ..

وماهي إلا دقائق وسمعت صوت غلق الباب ..

حتى تأكدت أن زوجها قد ذهب ..

عادت سريعاً فوجدت أنه لم يشرب الحليب مثل كل يوم

والبيضه لم يأكل سوى ربعها .. !!

فقالت في نفسها .. طبعاً تريد مثل كل يوم

أن أُقشِّر لك البيضة وأقطعها لك .. لاتستاهل ماأفعله لك ..

أنت زوجٌ لاتقدر الحياة الزوجية .. أنت أحمق ..

في هذه الأثناء جلست على الكنبة كالمنهك

وأخذت تسرح بخيالها

بينما لازالت ثائرة الغضب تجول وتصول في داخلها

وبدأت تتوعد الزوج سأفعل كذا وكذا ..

لن أستقبله مثل كل يوم ..

سأضع ملحاً زائداً عن كل يوم في طعامه ..

سأفعل وأفعل وأنك لا تستحق كل هذا الإهتمام منّي .. !!!!!

أسندت رأسها على الأريكة وكانت في حالة غضب لما حصل من زوجها ..

أخرجت من صدرها تنهيدة عظيمه كأنما هي من باقيات زلزال عاصف ..

ثم قامت إلى طاولة إفطار زوجها لتنظفها .. ثم فجأة!!!!

توقفت دقات قلبها لترى ورقة صغيرة قد وُضِعت تحت رغيف الخبز ..

تناولتها باضطراب شديد فإذا مكتوبٌ فيها ...

زوجتي الغالية ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حبيبتي كم كنت أتمنى أن لو لم أخرج إلا وأنا أرى تلك الابتسامة الرائعة

التي ترسميها على ثغرك الجميل صباح كل يوم ...

إنها تمدني بالعطاء وتبقي لي الحياة سعيدة

بل إني أرى بها دنياً جميلة وهانئة ..

كم كنت أتمنى أن لو جلسنا سوياً كصباح كل يوم

على طعام الإفطار ومعها يهنأُ بالي

وأسعد بحديثكِ العذب الجميل ..

حبيبتي .. كلٌ يخطئ أعترف لكِ لقد أخطأتُ بحقكِ ليلةَ أمس

فإن لم تغفري لي الخطأ وتمسحي لي الزلل

فمن يكون إذاً أيتها السيدة الغالية!!

لقد نالَ مني الشيطان مقصده

ولا أراه إلا وقد وسوس لكِ لأنه عدوٌ لنا ..

كنت أتمنى لو قبلتُ جبينك ومعها قدمتُ لكِ الاعتذار ..

لكن سامحيني لم أستطعْ ..

فلعل هذه الأحرف تعيد الأمل للحياة من جديد

ولعل هذه الورقه إيذاناً بفتح صفحةٍ جديدة معها عهود ومواثيق

لإبقاء الود والمحبة إلى مالا نهاية ..

حبيبتي الغالية ..

سأعود مبكراً هذا اليوم

أتمنى أن أجد الطعام الذي أشتهيه كما تعلمين.

التوقيع

حبيبكِ الدائم وزوجكِ المخلص

لم تتمالك الزوجة المسكينة إلا أن وقعت على الكرسي المجاور

وقد ملأت عيونها بالدموع .. إنها دموع الحب

وبصورة لا إرادية أخذت تُقَبِّل الورقة وتبكي وتقول

حبيبي سامحني

أرجوك سامحني لم أجهز لك طعام إفطارك مثل كل يوم ..

أرجوك سامحني ومعها انقلبت 180ْ عن حالها قبل الورقة ..

فانطلقت كالنحلة تزين في فضاءها الواسع الجميل في بيتها الصغير ..

وما إن دقت الساعة الواحدة والنصف

إذ بالزوج يفتح الباب ويدخل ومعه هدية،

لكنه يتفاجأ بأن البيت انقلب وكأنه حديقة غنّاء وروائحٌ جميلة

قد جهزتها الزوجةُ المخلصة ..

فأقبلت إلى الزوج ومعها طفلها الصغير وقد ألبسته أجمل ما عنده

وتزينت هي بأجمل صورة

مما جعل الزوج يشهق غير مصدق لما يرى

فارتسمت على الجميع ابتسامات الرضى والمحبة والصفاء والود ..

ولسان حال الزوج يقول سأغضبكِ كل يوم حتى أجد هذا الجمال ...

انطلقت الضحكات تملأُ العش الصغير ......

الحكمة:

هكذا هو الحال حين يعتذر المخطئ ..

وحين يقبل الاعتذار الطرف الثاني ..

لنحاول أن نجعل حياتنا أبسط من أي خلاف.

دامت أيامكم سعادةً وهناء:)

ـ[فصيح البادية]ــــــــ[27 - 06 - 2010, 08:10 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة/ زهرة متفائلة، بارك الله لك

موضوع رائع .. رائع، يمس قلب الحياة الاجتماعية التي نبهنا إليها الإسلام، ودعا إلى التسامح والصفح والاعتذار عند الخطأ، والعفو عند المقدرة.

الأخت الفاضلة / ينابيع الهدى

لقد ازداد الموضوع قوة بقصتك الجميلة.

أتذكر أنني منذ شهور قليلة، احتد النقاش بيني وبين أحد زملائي في العمل، لخطأه في العمل، وبعد عودتي للمنزل علمت أني أخطأت في حقه وكان لابد من استخدام اللين والرحمة معه فأخذت أبحث عن هاتفه، فلم أجده معي، وانتظرت اليوم التالي وفي الصباح عندما جاء بادرته بالاعتذار الذي أزال كل ما كان بنفوسنا وأحسست بالراحة والاطمئنان.

أما زوجتي - والحمد لله - إذا حدث شيء يعكر صفو حياتنا أبادرها بالاعتذار لينتهي كل شيء في أقل من ثوان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير