ـ[الاستاذ للغة العربية]ــــــــ[04 - 07 - 2010, 05:07 م]ـ
السلام عليكم
أتابعكم بكل شوق لمزيد من تلك القصص الشيقة
ـ[المراغي]ــــــــ[04 - 07 - 2010, 11:26 م]ـ
خلال عملي مدققًا لغويًا تعرفت إلى الكثير من الكتاب والقراء ومشرفي الصفحات، ومعهم واجهت الكثير من المواقف .. والجميل في تلك المرحلة أن الغالبية يتسمون بخفة الدم وسرعة البديهة والسعي للبروز بأفضل طلة ..
لكن بحكم أن مهنة الصحافة تتميز عن غيرها أن خطاها متسارعة في كل مراحلها، تحاول الأحداث فيها أن تسبق الزمن في محاولة للوصول إلى القارئ في وقت قياسي، فتجد بعض الصفحات تُجَهَّز قبل صدورها بأيام، وبعضها لابد من تحضيره يوما بيوم، كبعض التحقيقات الصحفية بناء على معطيات الواقع اليومي، وبعض الأعمدة التي يساهم في كتابتها كثير من الكتاب، والمحررون، وبعض المرتزقة الذين يتكسبون من ورائها ..
وكان أحد هؤلاء الذين كتب الله لهم الرزق والتعيش من وراء هذه المهنة، من لا يتقن حتى أساسيات الكتابة، بل كان يبدو وكأنه يعاني من مشاكل نفسية، ولكن كان ما يشفع له أنه أحد أعضاء مجلس الإدارة ..
الغريب أن أعمدته لم تكن ذات مستوى، وكان أغلب أغلبها باللهجة الدارجة .. لكنه ما أن يكتشف خطأ ما أو ينبه إليه حتى تقوم قيامته ويسعى للإدارة لتقديم شكوى ضد شخص مجهول، لتلصق التهمة في الأخير بقسم التصحيح عموما ..
وقد كانت كتاباته غير مرتبة، وفي أحيان تكون بعض الصفحات مقلوبة أو غير متسلسلة، ما يجعل المدقق في حيرة من ترابط العمود رغم صغر مساحته، كما أن الصفحة الواحدة لكثرة الشطب فيها لا تحوي أكثر من ثماني إلى عشر كلمات، ما يجعل غالبية المدققين يتهربون من تصحيح هذا العمود بالذات ..
بل إنه في أحيان كثيرة عند سؤاله عن بعض الكلمات المستعصية أو غير الواضحة فإنه يعجز عن قراءة خطه فيبادر المصحح بالقول: "حاول أن تضع أي كلمة مناسبة بدلا عنها"!
فقمت يومها بتدقيقه – العمود - ومحاولة التصحيح قدر الإمكان، ومن ثم سجلت كعادتي ملحوظة: " يا سيادة المحرر .. المشطوب أكثر من المكتوب! فما هو المطلوب؟
ومنذ ذلك اليوم قلت نسبة شكاواه ضد قسم التصحيح، وكان لا يمر بالقسم إلا وقد أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى، بينما من كان يستشيط غضبا من الإخوة المصححين منشرح الصدر وقد علت وجهه أبهى ابتسامة.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 06:43 م]ـ
كان لي صديق من محبي اللغة العربية، وكان يعشق تدريسها، وفي حياته العامة يستخدمها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وفي إحدى ليالي الصيف أثناء عودته إلى منزله، مر بدكان لبيع البطيخ، وكان صاحب الدكان على وشك إقفاله، فالساعة كانت متأخرة، وقف صديقي الذي جاوز الثانية والستين من عمره لينتقي بطيخة، وبادر البائع قائلا: بكم تلك البطيخة؟ (قالها باللغة الفصحى جريا على عادته في الحديث).
نظر إليه البائع (وكان شابا في أواسط العشرينيات) وقال له (باللهجة الأردنية): روح انصرف مش ناقصك.
صُدم صديقي من الجواب فقال له: ما بالك يا فتى؟ لم تكلمني بهذه الطريقة غيراللائقة؟ أنا سألتك عن ثمن البطيخ لا أكثر.
ازداد غضب البائع وقال له: انت شارب؟ واللا ماخد حبوب واللا مجنون؟ (يقصد هل أنت شارب خمرا أم تعاطيت حبوبا مخدرة) روح يا حج بلاش ابتلي فيك آخر الليل مش ناقصني غير محششين بحكوا فصحى.
رأى صديقي ذلك المنظر وولى هاربا قبل أن يقع المحظور ويجد نفسه مسجى على سرير في أحد المستشفيات، ومما لا شك فيه أنه لم يعد يتحدث بالفصحى بعد ذلك إلا مع المثقفين.
ملحوظة: أعتذر عن الكتابة بالعامية، فلم أجد مفرا من ذلك، وأرجو أن أكون قد وفقت في الترجمة:)
ـ[أنوار]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 08:23 م]ـ
جميلة هذه الزاوية
فشكرا لمن أمتعنا بفيض بيانه