نكاد الجزم أنه لا يمكن لشخص صحيح الجسم أن يدخل الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن يخرج منها معافاً سليماً بدون علة جسدية. هذه هي القاعدة العامة التي تنطبق على أسرى سجون الاحتلال، لذلك لا نستطيع معرفة عدد المرضى الحقيقيين في تلك السجون، بسبب أن غالبية الأسرى تعاني من أمراض.
ولكن حسب الإحصائيات الموجودة لدينا هناك أكثر من ألف حالة مرضية مزمنة في السجون، ومن بين الألف أسير هناك أربعون حالة مرضية تعيش في مستشفى السجن، في ظل ظروف غاية في الصعوبة. منهم من لا يستطيع الحركة ومن يتنقل على كرسي متحرك، ومن يعاني من الفشل الكلوي وغيرها العديد من الأمراض الفتاكة. ويوجد في سجون الاحتلال 18 أسيرا مصابين بمرض السرطان، آخر حالة تم اكتشافها هو الأسير أحمد النجار، المصاب بسرطان في فمه أفقده القدرة على الكلام.
أشكال الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى
• الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة بتقديم العلاج للمحتاجين له، أو عدم إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض باحتجاجات من أجل نقل زميلهم الذي يعاني معاناةً شديدةً إلى المستشفى.
• عدم تقديم العلاج الناجع للأسرى المرضى كل حسب معاناته، فالطبيب في السجون الإسرائيلية هو الطبيب الوحيد في العالم الذي يعالج جل الأمراض بحبة أكامول أو بكأس ماء.
• عدم وجود أطباء مختصين داخل السجن كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة.
• تفتقد عيادات السجون إلى وجود أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة.
• عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين حيث يوجد العديد من الحالات النفسية المضطربة والتي بحاجة إلى إشراف خاص.
• عدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الاصطناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.
• عدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كمرض السكري والضغط والقلب والكلى، وفي كثير من الأحيان قُدمت أطعمة فاسدة أدت إلى الإصابة بالتسمم.
• عدم وجود غرف عزل للمرضى المصابين بأمراض معدية كالتهابات الأمعاء الفيروسية الحادة وكذلك الجرب، مما يهدد بانتشار المرض بسرعة بين الأسرى نظراً للازدحام الشديد داخل المعتقلات.
• عدم وجود غرف خاصة للمعتقلين ذوي الأمراض النفسية الحادة مما يشكل تهديداً لحياة زملائهم.
• نقل المرضى المعتقلين لتلقي العلاج في المستشفيات وهم مكبلو الأيدي والأرجل في سيارات شحن عديمة التهوية بدلاً من نقلهم في سيارات إسعاف مجهزة ومريحة.
? خامساً: الأسرى من الوزراء والنواب
في سابقه كانت الأولى من نوعها في العالم أسره، اختطفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منتصف عام 2006، مجموعة كبيرة من النواب والوزراء الفلسطينيين، فاعتقلت 51 نائباً ووزيراً من بينهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك، وحكمت على غالبيتهم بأحكام قاسية، خرج قسم كبير منهم بعد أن أمضوا أكثر من أربعة أعوام في سجون الاحتلال، وبقى الآن في تلك السجون 20 نائباً ووزيراً مأسورين في عدة سجون وفي ظل ظروف غاية في الصعوبة.
? سادساً: الزي البرتقالي
ابتدعت سلطات الاحتلال عام 2009 بدعة جديدة بدون مبرر، أرادت من خلالها تضييق الخناق على الأسرى الفلسطينيين، وهي فرض زي بلون برتقالي على الأسرى بدل الزي البني الذي يرتدونه منذ عشرات السنين. فهذه السلطات تريد كسر معنويات الأسرى وإذلالهم وفرض عليهم ما تريد، وهي بذلك تريد أن تشابه بينهم وبين المحتجزين في سجون أمريكا في غوانتانامو؛ التي تفرض عليهم مثل هذا الزي وهذا اللون، فإذا ما شاهد الرأي العام الدولي الأسرى الفلسطينيين بمثل هذه الثياب يتبادر إلى الذهن الشبه المفترض بين الفئتين.
القرار قوبل بالرفض من قبل الأسرى وتحدوا إدارة السجن وصبروا على العقوبات وأدركت إدارة السجون أنها لن تكون قادرة على تمرير مثل هذا القرار فأجلت تطبيقه.
? سابعاً: التنقلات داخل السجون
¥