الاستقرار من أهم الأمور التي يسعى إليها الناس بما في ذلك الأسرى، فمع مرور الوقت يألف تحدث حالة من الألفة بين مختلف الأسرى في المعتقل الواحد، ومن باب التضييق والتنغيص على الأسير تقوم السلطات بين الفينة والأخرى بنقله من سجن إلى آخر، وما أن يصل الأسير إلى السجن حتى تقوم بنقله إلى سجن ثالث.
ومن أكثر المستهدفين من هذه السياسة هم القادة والأسرى القدامى وأصحاب التأثير، وذلك من أجل عدم تمكين الأسرى من الاستفادة من تجاربهم.
? ثامناً: البوسطة
البوسطة هو المصطلح الذي يطلق على عملية نقل الأسير من مكان إلى آخر، أي من سجن إلى سجن آخر في منطقة أخرى، أو إلى المحكمة او إلى المستشفى، وهذا الإجراء يعتبر من أكثر الأمور التي تؤرق الأسير وتزعجه، وذلك بسبب الإجراءات التي تتبعها إدارة السجون. موضوع الأمن يعتبر من المواضيع الهامة عند السلطات وهو الأمر الذي يتخذ ذريعة في موضوع البوسطة والإجراءات المحيطة بهذا الأمر.
يتم إبلاغ الأسير بوقت متأخر عن نقله ولا يخبر عن المكان الذي سيتم نقله إليه، هل إلى المحكمة، إلى سجن آخر أم إلى المستشفى، وقد يكون في اليوم التالي موعد زيارة الأسير لذويه الأمر الذي سيحرمة ذلك، ليس هذا وحسب بل إن عائلة الأسير ستتكلف عناء التنقل إلى السجن من دون أن يتاح لها فرصة للقائه.
يتم نقل الأسير وحاجياته في حافلة غير معدة لنقل البشر، ويتم تقييد الأسير طوال الرحلة التي قد تستمر أكثر من 10 ساعات، لا يقدم له الطعام طوال الرحلة. بعد ذلك يتم وضع الأسير في معبار، يفتش فيه بشكل دقيق هو وحاجياته، ويتم مصادرة بعضها خاصة تلك التي تعتبر ممنوعة في السجن الجديد الذي نقل إليه الأسير.
? تاسعاً: فرض الغرامات المالية على الأسرى
تسعى مصلحة السجون الإسرائيلية بطرق مختلفة من أجل إيذاء الأسرى. من بين الإجراءات التعسفية التي يتم فرضها هي الغرامات المالية بحق الأسرى، فلكل أسير رقم حساب تقوم بعض الجهات؛ مثل أهل الأسير ووزارة الأسرى ومن ثم التنظيم الذي ينتمي إليه الأسير، بتحويل مبالغ مالية من خلاله إلى الأسير، وذلك ليقوم الأسير بشراء بعض ما يتوفر داخل (كنتين) السجن بأسعار عالية جداً (يتم فرضها من قبل إدارة مصلحة السجون).
ومن باب التضييق على الأسير ومقابل أي مخالفة (من وجهة نظر السجان) يقوم بها الأسير، كأن يتأخر بالقيام للعدد اليومي، أو أن يقوم بعض الأسرى في غرفة معينة بإخراج صوت عال أو أي مخالفة من هذا القبيل، تفرض غرامة مالية باهظة على الأسير؛ يتم خصمها من حسابه، وفي بعض الأحيان تفرض غرامة مالية على الغرفة بأسرها أو القسم بأسره، وهو أسلوب من أساليب التضييق على الأسرى.
وقد كانت آخر غرامة مالية فرضت ضد أسير في العام الماضي 2009، بحق الأسيرة أحلام التميمي وكان مقدار الغرامة 1400 شيكل إسرائيلي وهو ما يعادل 350 دولارا أمريكيا، والسبب ذلك أن الأسيرة تحدثت مع أحد الأسرى القدامى وقت زيارة المحامي لهم، الأمر الذي سُجل بمثابة مخالفة ضدها.
? عاشراً: الحرمان من الزيارة
يوجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 1500 أسير فلسطيني محرومون من رؤية ذويهم منذ فترات طويلة، من بين هؤلاء الأسرى 775 أسير من أبناء قطاع غزة محرومون من الزيارة منذ فرض الحصار على القطاع عام 2006، وكذلك هو حال الباقين من أبناء الضفة الغربية، يمنعون من رؤية ذويهم دون إبداء الأسباب من قبل سلطات الاحتلال، سوى التذرع بالأمن.
وللحقيقة يعتبر موضوع الزيارة وتواصل الأسير مع ذويه من الأمور الهامة جداً، لأن من شأنها توفير الفرصة لاطمئنان الطرفين كل على ورفع الروح المعنوية لديهم.
? حادي عشر: صفة مقاتل "غير شرعي"
تم خلال العام الماضي تسجيل عدد 15 حالة من الإعتقالات بحق فلسطينيين جلهم من سكان قطاع غزة وفق صفة ما يسمى "مقاتل غير شرعي"، وتم اعتبارهم كذلك من قبل سلطات الاحتلال. من هؤلاء المعتقلين من تم اعتقاله خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنهم من صدرت بحقهم قرارات تعتبرهم "مقاتلين غير شرعيين" بعد انتهاء فترة محكومياتهم في السجون الإسرائيلية، وحسب تلك الإجراءات تم إبقائهم في المعتقلات.
¥