وهناك مذاهب أخرى لأفراد الصحابة والتابعين، فمذهب ابن عباس - رضي الله عنهما - أن إذا نوى الإقامة تسعة عشر يوما قصر، وما زاد فإنه لا يقصر، وقد صرح - رضي الله عنه - بهذا في حديث رواه البخاري عنه أنه قال:" أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا " [خ 1080]، ومذهب الأوزاعي أنه إذا نوى الإقامة ثلاثة عشر يوما أتم وإن نوى أقل من ذلك قصر، وعن ربيعة: يوم وليلة، وعن الحسن البصري: أن المسافر يصير مقيما بدخول البلد، والأقوال في هذه المسألة تزيد على العشرين.
والقول الراجح هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو اختيار ابن القيم والشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ محمد رشيد رضا، وشيخنا، وهو أنهم مسافرون، ما لم ينووا الاستيطان أو الإقامة المطلقة، واستدلوا على لك بما يلي:
1 - إطلاق الأدلة كقوله تعالى {وإذا ضربتم في الأرض} وهذا عام يشمل جميع الضاربين من أطال من هم ومن قصر.
2 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام في تبوك عشرين يوما يقصر الصلاة [حم 13726، د 1235، حب 4/ 184، هق 3/ 152، قال أبو داود غير معمر لا يسنده، ورده النووي في الخلاصة كما نقله الزيلعي في نصب الراية 2/ 186:" هو حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، لا يقدح فيه تفرد معمر فإنه ثقة حافظ فزيادته مقبولة " وقال الحافظ في التلخيص 2/ 45:" ... ورواه ابن حبان والبيهقي من حديث معمر، وصححه ابن حزم والنووي ..... "، والحديث صححه الألباني] قال شيخ الإسلام في الفتاوى [24/ 136]:" ومعلوم بالعادة أن مما يفعل بمكة وتبوك لم يكن ينقضي في ثلاثة أيام ولا اربعة، حتى إنه كان يقول: اليوم أسافر، غدا أسافر "
3 - أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عام الفتح تسعة عشر يوما يقصر الصلاة [خ 1080، 4298]
4 - عن أبي جمرة نصر بن عمران قال: قلت لابن عباس: إنا نطيل المقام بخراسان فكيف ترى؟ قال:" صل ركعتين وإن أقمت عشر سنين " رواه ابن أبي شيبة.
5 - أقام ابن عمر بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة وقد حال الثلج بينه وبين الدخول [هق 3/ 152، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 533، والأثر صححه ابن الملقن، وقال ابن حجر في الدراية 1/ 212:" إسناده صحيح "، وقال النووي معلقا على سند البيهقي: وهذا سند على شرط الشيخين، انظر التلخيص الحبير 2/ 47، نصب الراية 2/ 185]
6 - وروى البيهقي [3/ 152] أن أنسا أقام بالشام يقصر سنتين.
7 - وروى البيهقي كذلك عن أنس أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقاموا برامهرمز تسعة أشهر يقصرون الصلاة.
ثم نقول: من نوى الإقامة ستا وتسعين ساعة فله أن يقصر على مذهب الحنابلة، ومن نوى الإقامة ستا وتسعين ساعة وعشر دقائق فليس له أن يقصر، لأن الأول مسافر والثاني مقيم، فأين هذا التقسيم في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
مجرد إنسان
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/238.htm (http://www.saaid.net/Doat/Zugail/238.htm)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 08 - 2010, 12:40 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: بنت خير الأديان
جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، جعله الله في موازين حسناتك يوم تلقينه، وكتب الله لكِ الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
لا بد لي من عودة ـ بإذن الله ـ لتكملة القراءة.
ودمت ِ نافعة ومحبة لنشر الخير.