- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، قَالَ: وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنَ الْخَنْدَقِ، لاَ تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، قَالَ: فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - قَالَ عَوْفٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَضَعَ ثَوْبَهُ - ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ ... ».
- // وكان شيخنا إبراهيم – رحمه الله رحمة واسعة – من أكثر من وضع بصمة له في الحياة؛ فكان خير من يشاركنا في فعاليات الغرف والمنتديات , ويستضيف الشيوخ والعلماء وأهل الشأن , ويكلف نفسه عناء ذلك كله , حتى إني لأحسب أنه ممن يصدق فيهم قول الله تعالى: {تحسبهم أغنياء من التعفف} , ورغم ذلك كان يكلف نفسه ما لا تطيقها غيرها , ونحسبه كان بذلك مقتديًا بالحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – حين شارك صحابته يوم الخندق في حفره , وكذلك يوم بناء المسجد النبوي بالمدينة.
وكان شيخنا يدعوني للمشاركة في مثل ذلك ولم تكن تلك الدعوة فيما أحسب إلا لأشعر أنني عضو فاعل في هذه الشبكة , وقد جاءني خبر ذلك يقينًا في ذات اليوم إذا قال لي شيخنا ذات ما حسبت.
· الفائدة الثالثة عشر: اجعلهم يحسون بأهميتهم وقيمتهم من خلال المشاركة بالفعاليات داخل وخارج الأسرة , واجعل بصماتهم بادية لهم وثمّن أعمالهم.
14 - بابُ (ضرب الأمثال):
- قَالَ تَعَالَى: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
- // وكان شيخنا – رحمة الله عليه – يضرب لنا الأمثال من حياته , فيعلمنا مما تعلم ويصب في أذهاننا ما خبره في أيام حياته , ويأتينا بمواقف مما حصل معه يربطها بواقعنا وما يحصل معنا , ليكون ذلك أكثر إقناعًا وأجدى نفعًا , وأقرب فهمًا وجذبًا للعقول والأذهان , وكذاك نحسن أنه التزام بسنة الله في كتابه بضرب الأمثال للناس؛ لتكون لهم ذكرى لعلهم يتذكرون.
· الفائدة الرابعة عشر: اضرب لهم الأمثال فيما يحصل معك؛ لتكون الصورة لديهم أوضح ويكون التعليم أسهل , ويحملون من خبرتك في الحياة فتفخر بهم حين نضجهم.
15 - بابُ (الخيرة للأهل والاطمئنان عليهم):
- قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»
- // عهدت شيخنا – رحمه الله – من خير الناس لأهل بيته دائمَ السؤال عنهم , فكان كثيرا ما يسألني عن رأيي في بناته وتقييمي لهن وما أتوقع لهن مستقبلًا , ويخص لي بعضهن ويدعوني لحثهن على الخير ومتابعة طريق القرآن والالتزام حتى نهايته , وكنت أمتدح بناته كلما سألني وأشكر صنيعهن وهن أهل لذلك كما أحسب – أتم الله عليهن خيره وبركته وهداه.
· الفائدة الخامسة عشر: داوم السؤال عنهم خارج حدود البيت لمراقبتهم والاطمئنان عليهم.
16 – بابُ (التحفيز):
- إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اِشْتَرَى نِصْفَ بِئْرِ رُومَةَ مِنْ الْيَهُودِيِّ وَسَبَّلَهَا لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ اِشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ فَيُوَسِّعَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَهُ الْجَنَّةُ» الحَدِيثُ
- وَمَكَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْر سِنِينَ يَتَّبِع النَّاس فِي مَنَازِلهمْ فِي الْمَوَاسِم بِمِنًى وَغَيْرهَا يَقُول: «مَنْ يُؤْوِينِي، مَنْ يَنْصُرنِي حَتَّى أُبَلِّغ رِسَالَة رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّة؟ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّه لَهُ مِنْ يَثْرِب فَصَدَّقْنَاهُ» (صَحِيحٌ).
¥