تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سوف نعيش في السطور التالية مع الجوانب العلمية في قوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا) (الأنعام/59).

جاء في التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي: (ويعلم سقوط أي ورقة من أوراق الشجر في أي مكان وزمان في البر والبحر) انتهى. وجاء في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمن السعدي في قوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ) قال: من أشجار البر والبحر والبلدان والقفر والدنيا والآخرة إلا يعلمها) انتهى.

ونحن نقول وبالله التوفيق: الورقة النباتية من كبرى المعجزات الحيوية، والورقة النباتية زوائد (أو تراكيب) جانبية خضراء مفلطحة (عادة) تحملها السيقان النباتية عند العقد الساقية، وهي تتكون من ثلاثة أجزاء (عادة) هي القاعدة ( Base) والعنق ( Petiol or Stalk) والنصل ( Blad or Lamina) والقاعدة هي الجزء الأسفل من الورقة المتصل بالساق وهي عريضة منتفخة قليلا في معظم النباتات ووظيفتها تغطية البراعم الابطية وحمايتها من المؤثرات الخارجية، والعنق يصل ما بين القاعدة (أو الساق) والنصل وتمر بداخله العصارة المجهزة بالورقة بالبناء الضوئي والهابطة إلى الساق وبراعمه ثم الجذر، وتمر خلاله أيضا العصارة النيئة الصاعدة من الجذر إلى الساق ثم الورقة، والعنق يحمل النصل بعيدا عن الساق إلى موضع أمثل يصيب النصل فيه رزقه من الضوء والهواء، مما يجعله أقدر على تأدية وظائفه الحيوية مثل تبادل الغازات، والنتح والتمثيل الضوئي والتظليل بصورة مثلى مصادقا لقول الله تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى {50}) (طه/50) أي أعطاه صورته اللائقة بوظيفته ثم هداه لما يصلح عليه حياته وتأدية وظيفته الحيوية بطريقة مثلى.

ونصل الورقة هو الجزء الطرفي العريض (عادة) والمنبسط من الورقة، وهو أكبر أجزاء الورقة وأهمها، لأنه مختص بأهم عملية حيوية نباتية وهي عملية البناء الضوئي التي جعلها الله سبحانه وتعالى طريق الكائنات الحية الأرضية في تصنيع الغذاء العضوي والحصول عليه جاهزا، وتنتشر في أرجاء النصل شبكة معجزة من العروق الورقية تتكون من عرق ظاهر رئيس وكبير في وسط الورقة وكأنه امتداد لعنق الورقة المعنقة ويعرف هذا العرق الرئيس بالعرق الوسطي أو العير ( Midrib) يمتد بطول النصل على امتداد واستقامة العنق، ويبرز العرق الوسطي قليلا على السطح السفلي للورقة مع تقعر قليل على سطحها العلوي، وتخرج من هذا العرق الوسطي عروقا جانبية ( Lateral Veins) أدق منه وأقل بروزا ووضوحا، تتجه نحو حافة الورقة بميل قليلا إلى أعلى، وقد تتفرع العريقات مرة أخرى أو أكثر من مرة ثم تلتقي في النهاية وتتشابك مكونة جهازا توصيليا معجزا وظيفته نقل العصارة من مختلف أجزاء الورقة إليها، ويعرف نظام التعرق الشائع في أوراق ذوات الفلقتين بالتعرق الشبكي ( Reticulate Venation).

للورقة النباتية أشكالا مبدعة، وحواف معجزة فصلناها في موضوع الورقة النباتية من كبرى المعجزات الحيوية في كتابنا (معجزات حيوية علمية ميسرة)، كما أننا اعتمدنا على كتب النبات العام، أحمد مجاهد وآخرون في صياغة المعلومات السابقة عن الورقة. وجاء في معجم النبات من قاموس القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أن النبات على شاكلتين من حيث بقاء الأوراق على الشجر، فبعضها نباتات متساقطة الأوراق Deci، فالنباتات تنضو (أي تسقط) عنها أوراقها في موسم معين (عادة ما يكون الخريف) ولا تظهر إلا في موسم معين (عادة ما يكون الربيع)، أما البعض الآخر فنباتات مستديمة الخضرة ( Evergreen) لا تسقط أوراقها دفعة واحدة،

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1257286646200px-leaves-scan.jpg

هناك أشكال متنوعة للورقة النباتية

ولذلك تظل خضراء طوال العام) انتهى. والمعلوم علميا أن جميع الأشجار (ما عدا النخيل) تسقط أوراقها تلقائيا إما مرة واحدة أو بالتناوب وقد بين المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن النخلة لا يسقط ورقها تلقائيا دون تقطيع من الإنسان وهذا ما فصلناه في موضوع مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها (أي يسقط ورقها).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير