تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتحمل النباتات الأرضية الحولية والشجيرية والشجرة بلايين البلايين من الأوراق يسقط الكم الهائل منها في الأرض والبحار ومجاري المياه، والله يعلم كل ورقة تسقط من كل نبات متى تسقط وكيف تسقط وأين تسقط. وسقوط الأوراق من أهم الظواهر النباتية يتحكم فيه العديد من العوامل الداخلية في الورقة والخارجية، والأوراق عادة لا تسقط عشوائيا بل لها نظام هرموني ونسيجي معجز يؤدي إلى سقوطها من مكان محدد يفصل بينها وبين الساق وقد فسرت البحوث النباتية ظاهرة تساقط الأوراق علميا والتي تأتي نتيجة لإفراز بعض المركبات الهرمونية المسئولة عن منع النمو أو تثبيطه وتم عزل وتعريف أهم هذه المركبات وهو حامض التسقيط ( Absscisic Acid) وأعلن الباحثون أن استخدام حامض التسقيط قد يتسبب في تساقط الجزء القاعدي لعنق الورقة (القاعدة) ويعزى ذلك إلى حدوث بعض التفاعلات والتحورات الحيوية للهرمونات الأخرى الموجودة داخل النبات. ومن الأسباب الرئيسية التي تعمل على سهولة التساقط وسرعة تنفيذها بواسطة حامض التسقيط ترجع إلى العوامل التالية:

1 - زيادة معدل الإنتاج للعديد من الإنزيمات المحللة لبعض المواد العضوية الهامة والموجودة في مناطق التساقط والانفصال مثل إنزيم البروتيز، والبكتينيز، والسليلوز (التي تقوم بتحليل البروتين والبكتين والسليلوز في منطقة الانفصال).

- إذابة الصفائح الوسطية ( Middle Lamella) لجدر الخلايا لمنطقة التساقط (كما قال الدكتور الشحات نصر أبوزيد في كتاب الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية). كما لوحظ أيضا أن فعالية التساقط لأوراق الأشجار مستديمة الاخضرار والمعاملة بحامض التسقيط تتوقف على درجة الحرارة الجوية، وشدة الفترة الضوئية خلال مواسم السنة، ومستوى النيتروجين في النبات، والتغير الكلي لمكونات النظام الهرموني، ونقص الماء والغذاء. وثبت علميا أن حامض التسقيط يعمل على سرعة تحلل وتحطيم مركب اليخضور (الكلوروفيل) المسئول عن اللون الأخضر في خلايا الأوراق ويؤدي إلى اصفرارها وتبكير دخولها في مرحلة شيخوختها خلال فترة قصيرة مصحوبة بالفقد السريع في كل من اليخضور والبروتينات والحامض النووي ( RNA) ويعزى ذلك إلى النقص في معدل تخليق البروتينات وارتفاع معدل تحللها (المرجع السابق (ص434) بتصرف قليل). ويصاحب هذا الفعل الهرموني والفعل الإنزيمي وتحلل مكان الانفصال والسقوط نمو بعض الأنسجة المحيطة بمكان القطع والسقوط مما يعجل بسقوط الأوراق وقطعها. وتطرأ على جدر خلايا طبقة الانفصال تغيرات كيميائية تحول الصفائح الوسطى بين الخلايا المتجاورة إلى طبقات مخاطية لا تلبث أن تذوب وتتفكك خلاياها وإذ ذاك يصبح اتصال الورقة بالساق مقصوراً على البشرة والحزم الوعائية , وتتكون تحت طبقة الانفصال طبقة فلينية , ولا تقوى الحزم الوعائية على مغالبة الرياح بل تسقطها بعد فترة (النبات العام , أحمد مجاهد وآخرون , مكتبة الأنجلو المصرية (ط 6) (ص623) 1986م).

أذا عملية سقوط الأوراق وانفصالها عملية معجزة علمية منظمة ومحكمة وليست عملية عشوائية أو تتم بالمصادفة دون حسيب أو رقيب كما يدعي الدارونيون أصحاب النظرية العشوائية في الخلق وفي سلوك الكائنات الحية. ولسقوط الأوراق العديد من الفوائد الحيوية للنبات حيث تتراكم في الأوراق بعض مخلفات عملية الهدم والبناء والتلوث وحتى يتخلص النبات من هذه الفضلات هيأ الله سبحانه وتعالى له سقوط الأوراق لتقوم مقام الكلية في الحيوان لتخليص النبات من المواد الزائدة والضارة. كما تسقط الأشجار متساقطة الأوراق أوراقها دفعة واحدة (نفضية) لكي تغلق فتحات النبات الورقية ليجابه النبات فترة الشتاء البارد وقد أغلق منافذه على البيئة الخارجية مما يحفظ على النبات حياة سيقانه وجذوره وبراعمه الشتوية، ويقوم النبات بتغطية مكان الانفصال بمواد شمعية وراتنجية وصمغية عازلة وتغطي بعض النباتات براعمها الشتوية بأوراق حرشفية وبمواد صمغية لتحفظ على أوراق البراعم حياتها. أما في البراعم الصيفية فلا حاجة لهذا الإغلاق المحكم فزود الله تعالى البراعم الصيفية بأوراق حرشفية غير محكمة الإغلاق مع عدم الحاجة للمواد الصمغية والشمعية والراتنجية.

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1257286766200px-palmate.jpg

صورة لورقة يابسة

- فمن فعل هذا؟ -

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير