"وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ "
الآية رقم:44
سورة الأعراف
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 08 - 2010, 12:01 ص]ـ
آية الجزء الثامن
"وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ "الآية رقم:44سورة الأعراف
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
تفسير " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للسعدي.
يقول الله تعالى: لما ذكر استقرار كل من الفريقين في الدارين، ووجدوا ما اخبرت به الرسل ونطقت به الكتب، من الثواب والعقاب، أن أهل الجنة نادى أصحاب النار بأن قالوا: " أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا "، حين وعدنا على الإيمان والعمل الصالح الجنة، فأدخلناها، وأرانا ما وصفه لنا: " فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ "، على الكفر والمعاصي. " حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ ": قد وجدناه حقا، فتبين للخلق كلهم، بيانا لا شك فيه، صدق وعد الله، ومن أصدق من الله قيلا، وذهبت عنهم الشكوك والشبهه، وصار ال
أمر حق اليقين، وفرح المؤمنون بوعد الله واغتبطوا، وأيس الكفار من الخير، وأقروا على أنفسهم بأنهم مستحقون للعذاب.
فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ: " أي: بين أهل النار وأهل الجنة، بأن قال:أَن لَّعْنَةُ اللَّهِأي: بعده وإقصاؤه عن كل خير " عَلَى الظَّالِمِينَ " إذ فتح الله لهم أبواب رحمته، فصدفوا أنفسهم عنها ظلما، وصدوا عن سبيل الله بأنفسهم، وصدوا غيرهم، فظلوا وأضلوا.
والله الموفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 08 - 2010, 12:32 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
إضاءة حول الآية
كما يتحدث أهل الجنة إلى بعضهم، ويتحدث أهل النار إلى بعضهم، كذلك يتحدث أهل الجنة إلى أهل النار، وأهل النار إلى أهل الجنة؛ فيزداد أهل الجنة فرحا بنعمة الله عليهم بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار، ويزداد أهل النار ندامة وحسرة؛ لفوات الفضل وحصول العذاب.
قال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) الأعراف / 44
وقال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) الأعراف / 50
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " ينادي الرجلُ أخاه أو أباه، فيقول: قد احترقت، أفض عليَّ من الماء!، فيقال لهم: أجيبوهم! فيقولون: (إن الله حرمهما على الكافرين)
وقال سعيد بن جبير: " ينادي الرجل أخاه: يا أخي، قد احترقتُ فأغثني! فيقول: (إن الله حرمهما على الكافرين).
"تفسير الطبري" (12/ 473 - 474)
وقال القرطبي رحمه الله:
" قيل: إذا صار أهل الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار، فقالوا: يا ربنا إن لنا قرابات في الجنة، فأْذَن لنا حتى نراهم ونكلمهم. وأهل الجنة لا يعرفونهم لسواد وجوههم، فيقولون:
(أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) "
"الجامع لأحكام القرآن" (7/ 215)
¥