تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوما قد جيفوا فقال " والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا ". وقوله تعالى " فأذن مؤذن بينهم " أي أعلم معلم ونادى مناد" أن لعنة الله على الظالمين " أي مستقرة عليهم.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[19 - 08 - 2010, 11:14 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

إضاءة حول الآية

كما يتحدث أهل الجنة إلى بعضهم، ويتحدث أهل النار إلى بعضهم، كذلك يتحدث أهل الجنة إلى أهل النار، وأهل النار إلى أهل الجنة؛ فيزداد أهل الجنة فرحا بنعمة الله عليهم بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار، ويزداد أهل النار ندامة وحسرة؛ لفوات الفضل وحصول العذاب.

قال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) الأعراف / 44

وقال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) الأعراف / 50

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " ينادي الرجلُ أخاه أو أباه، فيقول: قد احترقت، أفض عليَّ من الماء!، فيقال لهم: أجيبوهم! فيقولون: (إن الله حرمهما على الكافرين)

وقال سعيد بن جبير: " ينادي الرجل أخاه: يا أخي، قد احترقتُ فأغثني! فيقول: (إن الله حرمهما على الكافرين).

"تفسير الطبري" (12/ 473 - 474)

وقال القرطبي رحمه الله:

" قيل: إذا صار أهل الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار، فقالوا: يا ربنا إن لنا قرابات في الجنة، فأْذَن لنا حتى نراهم ونكلمهم. وأهل الجنة لا يعرفونهم لسواد وجوههم، فيقولون:

(أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) "

"الجامع لأحكام القرآن" (7/ 215)

وقال تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ. يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ) الصافات/ 50 – 61.

وروى أحمد في "الزهد" (ص 369) وابن المبارك في "الزهد" (64) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 312) بسند صحيح عن الشعبي قال: " يشرف أهل الجنة في الجنة على قوم في النار فيقولون: ما لكم في النار؟ وإنما كنا نعمل بما تعلمونا! فيقولون: إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به ".

وهذا من تمام نعمة الله على أهل الجنة، حيث يتعرفون على فضل الله العظيم عليهم، وكرامته لهم، بالفوز بالجنة وما فيها من النعيم المقيم، والنجاة من النار وما فيها من العذاب الأليم.

ومن تمام عذاب الكافرين وحسرتهم حيث يرون أهل الجنة يتنعمون، وهم في العذاب مشتركون.

فيقول أهل الجنة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)

الزمر / 74

(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) الطور / 25 - 27

ويقول أهل النار: (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنعام / 27]

وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " نادى أصحاب الجنة أصحابَ النار أنْ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟ قالوا: نعم. يقول: من الخزي والهوان والعذاب. قال أهل الجنة: فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا من النعيم والكرامة "

"تفسير الطبري" (12/ 446)

وقال ابن عباس أيضا: " السور بين أهل الجنة والنار، فيفتح لأهل الجنة أبواب، فينظرون وهم على السُّرر إلى أهل النار كيف يعذّبون، فيضحكون منهم، ويكون ذلك مما أقرّ الله به أعينهم، كيف ينتقم الله منهم ".

"تفسير الطبري" (24/ 304).

ولتعلم أن هذا لا يورث أهل الجنة حزنا على من كانوا أصدقاء وأقرباء لهم في الدنيا، فكل الوصلات والعلاقات والصداقات تنقطع يوم القيامة، ولا يبقى إلا وصلة التقوى والعمل الصالح. قال الله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) الزخرف/67.

موقع إسلام سؤال وجواب

الأستاذ الفاضل: معاذ بن إبراهيم / جزاك الله خيرا، فهذه نافذة قيمة ونافعة ومفيدة، رفع الله بها منزلتكم في الدنيا والآخرة / اللهم آمين

أضاء الله حياتك بنور القرآن , وجزاك الله خيرا , وتقبل الله منك دعائك وجزاك ماهو خيرٌمنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير