تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تبخر أشعة الشمس سنويا بتقدير من الله (تعالي) ما مجموعه (380.000) كيلو متر مكعب من الماء من أسطح كل من البحار والمحيطات (320.000 كيلو متر مكعب) , ومن اليابسة بما عليها من مسطحات مائية وجليد , وكائنات (60.000 كيلو متر مكعب) , وهذا القدر من بخار الماء يتكثف في نطاق التغيرات المناخية (نطاق الرجع) الذي يشكل الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض فيعود إليها مطرا أو ثلجا أو بردا (284.000 كم 3 منها تنزل علي البحار والمحيطات , و 96.000 كم 3 تنزل علي اليابسة) والفارق وقدره (36.000 كم 3) من الماء يفيض من اليابسة إلي البحار والمحيطات سنويا حاملا معه ملايين الأطنان من الأملاح وفتات الصخور , وبذلك تكون الأنهار من وسائط النقل الرئيسية التي تنقل نواتج كل من عمليات التجوية والتحات والتعرية من اليابسة إلي أحواض البحار والمحيطات حيث تترسب الرواسب بتتابعات سميكة تتجمع فوق كل من الرصيف القاري وقيعان المحيطات العميقة , كما قد تتجمع فوق قيعان البحيرات ..

وجزء من هذه الرواسب يترسب علي طول مجري النهر بفعل عدد من العمليات النهرية ..

تكون دالات الأنهار

تتكون دالات الأنهار , والرواسب الدلتاوية نتيجة التفاعل بين كل من العمليات النهرية والعمليات الساحلية ..

ولكل نهر حوض لتصريف مائه يعرف باسم حوض المصرف

( DrainageBasin)

أو منطقة اصطياد المطر

( CatchmentArea)

أو منطقة المجري ويمر النظام النهري بمراحل من الشباب , والنضج , والشيخوخة , ويرسب قدرا من حمولته في مجراه بما يعرف باسم مجموعة رواسب القناة

( ChannelDeposits)

ورواسب الشرف النهرية

( LeveeDeposits)

ورواسب سهل الفيضان أو الرقة

( FloodPlainDeposits)

ورواسب المستنقعات

( SwampDeposits)

وتجمع كلها تحت مسمي رواسب فوق الضفة

( OverbankDeposits)..

وعموما تتجمع رسوبيات الدلتا فوق الأرصفة القارية الضحلة الواسعة عند التقاء ماء النهر بماء البحر , وتنتج عن ذلك التجمع رواسب علي هيئة مخروطية تتكون أساسا مما يحمله النهر ويلقي به عند مصبه في البحر فيترسب جزء منه فوق اليابسة ويتجمع الباقي تحت سطح الماء ..

وتعتبر دلتا النهر وسطا انتقاليا بين ماء النهر العذب , وماء البحر المالح , وتحتوي عددا كبيرا من بيئات الترسيب المتباينة التي يتجاوز عددها الإثنتي عشرة بيئة ..

وكلما كانت كمية الرسوبيات التي يلقيها النهر عند مصبه أكبر من قدرة كل من تيارات المد والجزر , والأمواج والتيارات البحرية الموازية للشاطئ علي إزالته ; وتلعب التراكيب الجيولوجية الكبيرة (من مثل حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض) دورا بارزا في ذلك ..

عوامل تحكم نشاط النهر علي منطقة مصبه

عند مصبات الأنهار عادة ما يضعف أثر كل من ظاهرتي المد والجزر , وشدة الأمواج والتيارات البحرية فتسود قوي ثلاث أخري هي: القصور الذاتي (أو قوة واستمرارية تدفق تيار الماء في النهر) , وقدر الاحتكاك بالرسوبيات في قاع مجري النهر , وطفو الماء العذب فوق سطح الماء المالح ..

وتبقي عوامل أخري مساعدة من مثل معدلات تدفق الماء وسرعة تياره , وعمق الماء في مجري النهر , وكتلة الرسوبيات التي يحملها ماء النهر. ففي ظل زيادة سرعة تدفق تيار الماء في مجري النهر , وعمق الحوض البحري الذي يصب فيه , وتدني الفارق في كثافة الماءين الملتقيين يسود القصور الذاتي فيندفع ماء النهر إلي البحر بشدة علي هيئة نفاثات دوارة تعزل ماء النهر عن ماء البحر وتؤخر اختلاطهما وامتزاجهما حتي تضعف معدلات تدفق الماء فيبدأ الامتزاج علي حواف كتلة الماء العذب مكونا ماء قليل الملوحة يفصل ماء النهر عن ماء البحر باستمرار ..

وفي كثير من الأنهار يؤدي نقل كميات كبيرة من نواتج عمليات التعرية علي هيئة الرسوبيات المحمولة مع ماء النهر إلي ترسيبها في منطقة مصبه مما يرفع منسوب قاع منطقة المصب ويجعل سمك الماء فيها قليلا خاصة في المنطقة بعد المصب مباشرة مما يؤدي إلي جعلها أعلي من منسوب قاع مجري النهر , وتظل هذه المنطقة تنمو باستمرار نتيجة لاندفاع الماء من النهر علي هيئة تيار نفاث يحتك بالرسوبيات المتجمعة فوق قاعه. وفي منطقة مصبه حتي يبني برزخا من تلك الرسوبيات عموديا علي اتجاه تدفق النهر فيحول دون امتزاج مائه مع ماء البحر امتزاجا كاملا لوجود هذا البرزخ من الرسوبيات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير