وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في
جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك
والصلاة من الله: رحمته ورضوانه،
ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار،
ومن الأمة: الدعاء والتعظيم لأمره.
قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة،
وصلاة الملائكة: الدعاء، وقال ابن عباس: يصلون: يبركون.
هكذا علقه البخاري عنهما.
وقد أخبر أنه سبحانه وتعالى، يصلي على عباده
المؤمنين في قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة
وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من
الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) الأحزاب: 41 - 43.
وقال تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155}
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156}
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِك َهُمُ الْمُهْتَدُونَ {157}
وفي الحديث: " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ".
ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة،
وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن
المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه.
قال الزمخشري: فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة.
وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من أوجبها كلما
جرى ذكره وفي الحديث:
(من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله).
قال أبو عمر: روى شعبة والثوري عن الحكم ابن عبد
الرحمن بن ابن ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزل قوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟ فقال:
(قل:اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
فبين كيف الصلاة عليه وعلمهم في التحيات كيف السلام عليه.
ومعنى قولهم: " أما السلام عليك فقد عرفناه ":
هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه، كما كان
يعلمهم السورة من القرآن، وفيه: " السلام عليك أيها
النبي ورحمة الله وبركاته ... ".
في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا).
*وعن أبى طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال:
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس،
يرى في وجهه البشر، قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم
طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت
من ربى عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة
كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات
ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها".
رواه أحمد في مسنده والترمذي.
والملك هو جبريل كما في رواية النسائي والطبرانى.
*وعن أبى بردة بن نيار رضى الله عنه قال:
قال رسول الله: "من صلى على من أمتى صلاة
مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات
ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات
ومحا عنه بها عشر سيئات" رواه النسائى والطبرانى والبزار.
قال ابن كثير ورواتهم ثقات.
*قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد [قالا]:
حدثنا سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن الحسين،
عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" البخيل من ذكرت عنده، ثم لم يصل علي ".
وقال أبو سعيد: " فلم يصل علي ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه،
فإن صلاتكم معروضة عليّ) رواه أبو داود. وصححه الألباني.
وقال سهل بن عبدالله: الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم
أفضل العبادات، لأن الله تعالى تولاها هو وملائكه، ثم أمر بها
المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك.
قال أبو سليمان الداراني:
من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم يسأل الله حاجته، ثم يختم بالصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى يقبل الصلاتين
¥