تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أدلة القصر: حديث يعلى بن أمية في صحيح مسلم سأل عمر بن الخطاب عن قوله تعالى:"ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا" وقد أمن الناس؟ قال عمر:"عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" ووجه الاستدلال: أن صلاة المسافر مبناها على التخفيف والتيسير.

ومن أدلة الجمع: بين حديث عبد الله بن عباس وأبي هريرة عند مسلم، والترمذي وأبي داود والنسائي ومالك بن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر" وفي رواية (ولا سفر)، وقد عنون بعض الشراح لهذا الحديث: (جواز الجمع بين الصلاتين للحاجة). والحاجة تنزل منزلة الضرورة عند أهل العلم. قال الخطابي في معالم السنن، وحكي عن محمد بن سيرين (أنه لا يرى بأساً أن يجمع بين الصلاتين إذا كانت حاجة أو شيء ما لم يتخذ عادة). ووجه الاستدلال: أن السفر من أهم الحاجات للإنسان، وأيد هذا الرأي وجوّده الشيخ أحمد شاكر، وحامد الفقي: فالجمع بين الصلاتين للحاجة ولو لغير المعذور شرعاً -كما في نص الحديث- رفع الكثير من الحرج عن الناس.

ثانياً: إذا كانت الجمعة لا تلزم المسافر حيث السفر أحد الأعذار المسقطة لها عنه، وتصح منه إذا حضرها، فكيف يمنع من جمع صلاة العصر معها؟!

ثالثاً: صلاة الجمعة تسقط عن المقيم في حال المطر والوحل الشديد –كما عند أحمد ومالك- بخلاف الظهر؛ لأنها الأصل، فسقوط الفرع (الجمعة) عن المسافر المعذور أولى.

رابعاً: لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي أن يجمع المسافر العصر مع الجمعة، مع كثرة وقوع السفر يوم الجمعة، ولو كان لا يجوز لنقل ذلك، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ..

خامساً: إن الله أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما يحتاجون إليه في حياتهم وحلهم وإقامتهم، فقال تعالى:"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" وقال: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه .. " وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ما نزل إليه من ربه، وما لم ينزل عليه فهو عفو مسكوت عنه كما في حديث ابن عباس عند أبي داود والترمذي (فبعث الله نبيه وأنزل كتابه، وأحل حلاله وحرم حرامه، وما سكت عنه فهو عفو"ووجه الاستدلال: أن المسألة (جمع صلاة العصر مع الجمعة للمسافر) مما سكت عنه الشارع، فهي من العفو المباح شرعاً.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 12:44 ص]ـ

بارك الله فيك وفي الشيخ الدكتورسعود على هذ البحث المفيد

ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 02:15 م]ـ

أمين ,,,,,,,,,,,,

ـ[عبدالعزيز الفندي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:41 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

في الحقيقة مجهود يستحق الثناء

ولكن أود معرفة رأي فضيلتكم في هذا الرأي:

أن جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر جائز شرعاً لعموم الأدلة - ومنها ما ذكرتم -

وأنه لا يجوز جمع صلاة العصر - جمع تقديم - في حال أديت صلاة الجمعة في بداية وقتها - أي بعد شروق الشمس -، ولهذا نشأ الخلاف وكان هذا سبب الإختلاف.

أرجو من فضيلتكم الإيضاح

وتقبلوا مني التحية.

ـ[القبيسي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:51 م]ـ

وفقك الله وجزاك الله خيرا ... ولكن هل المسلم من باب الخروج من الخلاف يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيصليها بغير جمع مع العصر؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير