[رفع الملام عن الائمة الاعلام]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 03:34 م]ـ
الحمد لله وبعد:
يلاحظ الناظر في احوال المسلمين ان كثيرا من الناس ولاسيما الجهال يطعن في اهل العلم ولماذا يحصل بينهم الخلاف في مسائل الدين وقد بين العلماء رحمهم الله أعذار العلماء في الخطأ في الأحكام ومنهم الامام ابن تيمية في رسالته الموسومة برفع الملام عن الائمة الاعلام ولخصها فيما يلي:
السبب الأول ألا يكون الحديث قد بلغه
السبب الثاني أن يكون الحديث قد بلغه لكنه لم يثبت عنده
السبب الثالث اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره
السبب الرابع اشتراطه في خبر الواحد العدل الحافظ شروطا
السبب الخامس أن يكون الحديث قد بلغه وثبت عنده لكن نسيه
السبب السادس عدم معرفته بدلالة الحديث
السبب السابع اعتقاده أن لا دلالة في الحديث
السبب الثامن اعتقاده أن تلك الدلالة قد عارضها ما دل على أنها ليست مرادة
السبب التاسع اعتقاده أن الحديث معارض بما يدل على ضعفه
السبب العاشر معارضته بما يدل على ضعفه أو نسخه أو تأويله
ـ[السيد محمد الطنطاوي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 04:03 م]ـ
بارك الله فيكم
فصل فيه بيان سبب الاختلاف الواقع بين الائمة في صدر هذه الامة:فإن قيل: فعلى أي وجه ترك هو ومن قبله كثيرا من الاحاديث؟ قيل له وبالله التوفيق: وقد بينا هذا فيما خلا، ولكن نأتي بفصول تقتضي تكرار ما قد ذكر فلا بد من تكراره، وذلك أن مالكا وغيره بشر ينسى كما ينسى سائر الناس، وقد تجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه، وقد يعرض هذا في آي القرآن، وقد أمر عمر على المنبر بألا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره، فذكرته امرأة بقول الله تعالى: وآتيتم احداهن قنطارا فترك قوله وقال: كل أحد أفقه منك يا عمر، وقال: امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ، وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فذكره علي بقول الله تعالى وحمهله وقصاله ثلاثون شهرا مع قوله تعالى: * (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين فرجع عن الامر برجمها.
وهم أن يسطو بعيينة بن حصن، إذ قال له: يا عمر ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل.
فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى: واعرض عن الجاهلين وقال له: يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين فأمسك عمر.
وقال يوم مات رسول الله (ص): والله ما مات رسول الله (ص) ولا يموت حتى يكون آخرنا، أو كلاما هذا معناه، حتى قرئت عليه: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * فسقط السيف من يده وخر إلى الارض.
وقال: كأني والله لم أكن قرأتها قط.
فإذا أمكن هذا في القرآن، فهو في الحديث أمكن، وقد ينساه البتة، وقد لا ينساه بل يذكره، ولكن يتأول فيه تأويلا فيظن فيه خصوما أو نسخا أو معنى ما، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع، لانه رأي من رأى ذلك، ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه.
وقد علم كل أحد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا حوالي رسول الله (ص) بالمدينة مجتمعين، وكانوا ذوي معايش يطلبونها، وفي ضنك من القوت شديد - قد جاء ذلك منصوصا - وأن النبي (ص) وأبا بكر وعمر أخرجهم الجوع من بيوتهم، فكانوا من متحرف في الاسواق، ومن قائم على نخلة، ويحضر رسول الله (ص) في كل وقت منهم الطائفة إذا وجدوا أدنى فراغ مما هم بسبيله، هذما لا يستطيع أحد أن ينكره وقد ذكر ذلك أبو هريرة فقال: إن إخواني من المهاجر كان يشغلهم الصفق بالاسواق، وإن إخواني من الانصار كان يشغلهم القيام على نخلهم، وكنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله (ص) على مل ء بطني، وقد أقر بذلك عمر فقال: فاتني مثل هذا من حديث رسول الله (ص)، ألهاني الصفق في الاسواق، ذكر ذلك في حديث استئذان أبي موسى فكان رسول الله (ص) يسأل عن المسألة، ويحكم بالحكم، ويأمر بالشئ ويفعل الشئ، فيعيه من حضره ويغيب بمن غاب عنه.
فلما مات النبي (ص) وولي أبو بكر رضي الله عنه، فمن حينئذ تفرق الصحابة للجهاد، إلى مسيلمة وإلى أهل الردة، وإلى الشام والعراق، وبقي بعضهم بالمدينة مع أبي بكر رضي الله عنه.
فكان إذا جاءت القضية ليس عنده فيها عن النبي (ص) أمر، سأل من بحضرته من الصحابة عن ذلك فإن وجد عندهم رجع إليه وإلا اجتهد في الحكم، ليس عليه غير ذلك، فلما ولي عمر رضي الله عنه فتحت الامصار، وزاد تفرق الصحابة في الاقطار، فكانت الحكومة
¥