ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:22 ص]ـ
قلت لك:
التقليد جزء من عملية التمذهب وليس هو مرادفاً للتمذهب والمرادفة بينهما جهل ظاهر .. ولو كنت تقصد بعبارتك: التقليد من معاني التمذهب أنه مرادف له = تكون هذه مصيبة علمية جديدة من مصائبك ..
أما إن لم تُرد أنه مرادف= له فبين مرادك من كون التقليد من معاني التمذهب لنعلم ما الذي أوحى لك بإيراده هاهنا ..
والتقليد ركن من أركان التمذهب وغيابه عن الصورة التي كانت عند التابعين يكفي في هدم دعوى أنهم كانوا متمذهبة وهذا ظاهر بين جداً ولله الحمد ..
ويمكنك أن تقول غير مؤثر كيف تشاء فهذه خطابة ..
لكن بين للناس كيف يغيب التقليد ثم تبقى العلاقة تمذهباً لتكون عجيبة جديدة من عجائبك ..
ونعم أصحاب الأئمة جميعاً كانوا من جنس المجتهدين والذي ينفي هذا ويدعي أنهم مقلدون عجزة يكون كذاباً ..
والكلام عن أصحاب الأئمة ..
أما وجود عجزة مقلدة في أهل الكوفة فلا يثبت التمذهب إلا إن أثبت المدعي أن جميع أهل الكوفة العجزة لم يأخذوا سوى بأقوال ابن مسعود وهجروا غيره ابتداء وتقصدوا لتقليده وحده دون غيره وهذا يكون كذباً أيضاً ..
ونقلك عن حميد لا يفيد التقليد بل الكلام عن قبول الرأي وقبول الرأي يكون بالتقليد وغيره وليس في ذلك أن أن مقلدي أهل المدينة لم يأخذول إلا بقول زيد وتقصدوا تقليده دون غيره ولو لم يكن إلا ابن عمر فقط = لكفى في إبطال هذا الكذب ..
وبهذا تبطل الحيلتين جميعاً
حيلة جعل تقليد المقلدين في القرون المفضلة تمذهباً ..
وحيلة حمل العلاقة بين التابعين والصحابة على أنها تقليد وتمذهب ..
والله ولي التوفيق ..
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:31 ص]ـ
وهل تقول بأن جميع أهل الكوفة والمدينة في تلك الأعصار ليس فيهم مقلد؟
ربما يجيبك العبد الفقير عن هذا فيقول:
لا ينكر عارف أن يكون في ذلك الوقت من دهماء الناس من يفزع بالسؤال إلى أهل الذكر في كل مرة!
إنما ينكر العارف: أن يكون هناك في ذلك الوقت من التزم أقوال رجل من الناس لا يخرج عنها قط!
فهذه الصورة من التمذهب لم تكن مخلوقة في تلك الأوقات الفاضلة أصلا!
وهذا هو الذي أنكره غير واحد من السابقين واللاحقين، من السادة المجتهدين المحققين.
وفي هذا الموطن قال شيخ الإسلام أبو محمد الفارسي وهو بصدد التنديد بخصومه في هذا المعترك:
(فنحن نسألهم أن يعطونا في الاعصار الثلاثة المحمودة: عصر الصحابة، وعصر التابعين، وعصر تابعي التابعين، رجلا واحدا قلد عالما كان قبله، فأخذ بقوله كله ولم يخالفه في شئ!!
فإن وجدوه، - ولن يجدوه والله أبدا؛ لأنه لم يكن قط فيهم، - فلهم متعلق على سبيل المسامحة! ولم يجدوه فليوقنوا أنهم قد أحدثوا بدعة في دين الله تعالى لم يسبقهم إليها أحد!
وليعلموا: أن عصابة من أهل العصر الرابع ابتدعوا في الاسلام هذه البدعة الشنعاء إلا من عصم الله تعالى منهم، والبدع محرمة، وشر الامور محدثاتها.
وليعلموا: أن طلاب سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت، والعاملين بها والمتفقهين في القرآن الذين لا يقلدون أحدا، هم على منهاج الصحابة والتابعين والاعصار المحمودة، وأنهم أهل الحق في كل عصر، والاكثرون عند الله تعالى، بلا شك، وإن قل عددهم، وبالله تعالى التوفيق).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:34 ص]ـ
ومثله كلام أبي طالب المكي يا أبا المظفر وقد نقلته له وتعمدت عدم نقل كلام أبي محمد؛حتى لا تحضره فوبيا الظاهرية ثانية ..
ـ[أبو ليث الحميدي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:37 ص]ـ
مباحثة نافعة على ما فيها من الدخن
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:50 ص]ـ
حنانيك يا أبا فهر.
التمذهب المذموم ما اتخذه صاحبه دينا ... وما أظن أخانا أمجدا يذهب إليه ... والتمذهب المستساغ في بداية الطلب ما كان ترتيبا علميا ... ما أظن أبا فهر ينكره ... وهذا مآل صاحبه أن يجتهد ويرجح ويفقه ... و الأول يذهب مع مقلَّده حيثما ذهب ... وما أظنه يفلح إن جمع معه تعصبا.
ـ[أبو ليث الحميدي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:58 ص]ـ
نبه أبو فهر أنه لا يحرم التعليمي وإنما يخالف الأخ في كون الأخ يشنع على من حرمه وأبو فهر يرى أن قول المحرم سائغ ويخالف الأخ في نسبته التمذهب للسلف
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:07 ص]ـ
بل ذهب ابن رجب في رسالة له إلى تحريم الخروج عن هذه المذاهب فضلا عن إقرارها وجوازها ومعظم كلامه فيها يدور حول فقه الذرائع
وابن رجب من كبار المحققين المتأخرين الداعين للرجوع إلى المعين الأول وعصر الأئمة
...
هذه الرسالة المشار إليها: لو لم يسطرها أبو الفرج؛ لكان خيرًا له عند الله والناس!
وهي مثال حاضر على ما يفعل التمذهب بصاحبه إذا تغلغلتْ دمائه في شريان المفتون به!
وقد أتى في تلك الرسالة بكلمات مظلمة جدًا! يحار عقل اللبيب عن تقليب وجوه النظر في تطلُّب مخارج الاعتذار له من تلك الورطة الهادرة بصاحبها حيث نزل!
ولقد بلغ به الأمر في موضع آخر حتى ساقه إلى أن ينكت على البخاري وشيخه ابن المديني في فقههما! انتصارًا لمقام الإمام الذي فُتِنَ أبو الفرج بالتعصب له حتى أفقده اتزانه في مواطن لا عهد لنا بها في كلامه!
فتراه يرمي ابن المديني بكونه ليس فقيهًا!
ويقول عن البخاري: لو كان لزم أحمد لكان خيرًا له! بل وصفه بالميل ونوع هوىً وغلبة التعصب!
وقد قام الحافظ ابن حجر بإنصاف البخاري وشيخه من طغيان بطش تلك الأقلام! ونكت على أبي الفرج بما لا أحب ذكره في هذا المقام!
ولنا عودة إن شاء الله.
¥