تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم أن من عني بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن، ونظر في أقاويل الفقهاء فجعله عوناً له علي اجتهاده، ومفتاحاً لطرائق النظر وتفسيراً لجمل السنن المحتملة للمعاني، ولم يقلد أحداً نهم تقليد السنن التي يجب الإنقياد إليها علي كل حال دون نظر، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها واقتدي بهم في البحث والتفهم والنظر وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه وحمدهم علي صوابهم – الذي هو أكثر أقوالهم – ولم يبرأهم من الزلل، كما لم يبرئوا أنفسهم منه.

فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه والمعاين لرشده والمتبع لسنة نبيه ص وهدي صحابته – رضي الله عنهم ... إلخ. ا هـ

وقال ابن الجوزي:

وقد علم قصر العمر، وكثرة العلم، فيبدأ – أي الطالب – بالقرآن وحفظه، وينظر في تفسيره نظراً متوسطاً لا يخفي عليك بذلك منه شيء.

وإن صح له قراءة القراءات السبعة، وأشياء من النحو وكتب اللغة، وابتدأ بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن، ومن حيث علم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء، فلينظر في أصول ذلك. وقد رتبت العلماء من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعلب. ولينظر فيالتواريخ ليعرف ما لا يستغني عنه كنسب رسول الله ص، وأقاربه، وأزواجه، وما جرى له، ثم ليقبل علي الفقه فلينظر في المذاهب والخلاف وليكن اعتماده علي مسائل الخلاف، فلينظر في المسألة وما تحتوي عليه، فيطلبه من مظانه، كتفسير آية، وحديث، وكلمة لغة.

وتشاغل بأصول الفقه، وبالفرائض وليعلم أن الفقه عليه مدار العلوم.

هذه شذرات من توجيهاتالعلماء – رحمهم الله تعالي – لطالب العلم وهى خلاصة تجاربهم في طريق التعلم، أهدوها لنا حفاظاً علي وقتنا ورعاية لتأسيسنا علي النهج القويم، فلا نحد عن طريقهم لئلا يقع الخلل في معلوماتنا، فتخوننا ونحن أحوج ما نكون إليها.

من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون

ورحم الله ابن عبد البر إذ نعى طلاب العلم في زمانه فقال: واعلم – رحمك الله – أن طلب العلم في زماننا هذا، وفي بلدنا، قد حاد أهله عن طريق سلفهم، وسلكوا في ذلك ما لا يعرفه أئمتهم وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم.

منقول بتصرف من كتاب عوائق الطلب تأليف: الشيخ / عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم

ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 11:04 م]ـ

جزاك الله خيراً على هذه الددر، وكلامك في محله، فكما قيل من حرم الأصول حرم الوصول.

صدقت لا فض فوك ولا عاش شانئوك ما قلت إلا الحق وما خالفت الحقيقة ...

ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:16 م]ـ

جزاك الله كل خير

ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:59 ص]ـ

قال الزبيدي نقلاً عن ((الذريعة)) في وظائف المتعلم: (يجب أن لا يخوض في فن حتي يتناول الفن الذي قبله على الترتيب بلغته ويقضي منه حاجته فازدحام العلم في السمع مضلة الفهم).

وعلي هذا قال تعالي:

) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) (البقرة: من الآية121)

أي لا يتجاوزون فنا حتي يحكموه علماً وعملاً فيجب أن يقدم الأهم فالأهم من غير إخلال في الترتيب.

وكثير من الناس منعوا الوصول لتركهم الأصول. وحقه أن يكون قصده في كل علم يتحراه التبلغ به إلى ما فوقه، حتى يبلغ النهاية.

والتدرج يكون في أمرين:

الأول: تدرج بين الفنون.

الثاني: تدرج في الفن الواحد.

روى ابن المديني عن عبد الوهاب بن همام عن ابن جريح قال: (أتيت عطاء) وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير. فقال لي ابن عمير: قرأت القرآن؟ قلت لا. قال: فاذهب فاقرأه، ثم اطلب العلم. فذهبت فغبرت زماناً، حتى قرأت القرآن، ثم جئت عطاءً، وعنده عبد الله / فقال: قرأت الفريضة؟ قلت لا. قال فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم. قال فطلبت الفريضة ثم جئت. فقال الآن فاطلب العلم)

وقال أبو العيناء:أتيت عبد الله بن داود، فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث قال: أذهب فتحفظ القرآن. قلت قد حفظت القرآن – قال: أقرأ.

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ .... )

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير