تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1_ جمَعَ ما تفرق بين شيوخه العظام , لأن كل واحد ٍ من شيوخه كان عنده مجموعة من الطلاب إلى (500) إلى (600) طالب يأخذون عنه النحو , وهؤلاء القراءات , وهؤلاء الروايات , لكنه أخذ كل علم الفراهيدي ثم الثاني ثم الثالث , حتى جمع َ ما تفرق عندهم , لأن أبا زيد الأنصاري روى ما لم يروه غيره , وأبو عمرو روى ما لم يروه غيره.

واستنبط هذا ما لم يستنبطه الآخر.! فهذا جهد عظيم, لا تستحمله طاقةُ البشر ِ إلا بعدَ توفيقِ الله ِ جلَّ وعلا.

2_ نقل اللغة والنحو ثم جاء إلى المشافهة ثم إلى الكتابة وألف كتابا ً وسمّاه (كتاب سيبويه) وقد وصلَ إلينا ولله الحمد وطُبع.

وإن كان مات –رحمه الله- قبل أن ينظر فيه وينقحه ويقدم له ويجعل له خاتمة , ولم يسمِّه , إلا أن العلماء سمَّوْه (كتاب سيبويه) وهو أعظم كتاب في اللغة إلى يومنا , ولا يفوقه كتابٌ آخر , لكثر الشواهد والأمثلة حتى يمِلَّ. فالشواهد وصلت إلى أكثر من (1500) شاهدا ً.

والأمثلة (بالآلاف). والصعوبة من اختلاف اصطلاحاته. فلا يفهم القارئ اصطلاحاته. هذا سيبويه.

وبعد ذلك (حاول أهل العلم أن يسهلوا علم النحو, فمن أهمِّ الكتب التي ألفوها)

1_كتاب الجمل في النحو , لأبي القاسم الزجاجي (توفي في القرن الرابع) وعندما ألفه سيطر على النحو في زمانه.

2_ أبي علي الفارسي في كتابه (الإيضاح) في آخر القرن الرابع.

3_ أبو الفتح عثمان ابن جِنِّي (وجني بتخفيف الياء لأن أصلها فارسية وهي (كني)) , وهو كتاب (اللمع) في آخر القرن الرابع , وعباراته أوضح من كتاب شيخه الفارسي , فاستطاع أن يسحب البساط من تحت شيخه.وسيطر على علم النحو , في المشرق العربي , أما في المغرب العربي فـ (الجمل) للزجاجي.

ثم نَنْتقل إلى القرن ِ السَّادس:

1_ أبو القاسم المفسر الزمخشري المعتزلي ولكنه في العربية إمام جليل فألف كتابا ً (المفصَّل) وسماه بعضهم (سيبويه الصغير)

ثم القرن السّابع:

1_ ابن الحاجب الإمام الأصولي ليألف لنا (الكافية في النحو) , ثم في التصريف (الشافية في التصريف) وهو من أوائل من فرق بين العلمين.

2_ جاء إمامنا – ابن مالك – قاضي القضاة , رجلٌ أندلسي اسمه (محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك) وفي (محمد بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مالك).ولد ونشأ في الأندلس أعادها الله إلى المسلمين

وفي قرابة العشرين من عمره , عندما تسلط الصليبون على الأندلس , هاجر َ مع كثير من العلماء إلى المشرق العربي , مر بمصر وحج َّ. ثم أتى إلى الشام , بلاد العلم في ذلك الزمان , فدار بين مدنها في حلب , ونجم وعُرف ونظم (الكافية الشافية في النحو) ثمَّ دار فذهب إلى دمشق ثم في حماة , ثم استقر في دمشق عالما ً ملء سمع ِ الدنيا وبصرها.

مكانته:

ليس هناك َ طالبٌ يجهل مكانتَه , لكننا سنبينِّ شيئا عنهُ , فيقول تلميذه الإمام النووي (شيخنا وهو إمام أهل اللغة والأدب في هذه الأعصار بلا مدافعة) ويقول شهاب الدين محمود (من كبار تلاميذه)

كنا في مجلس من المجالس فأتت مناسبة, فذكر ابنُ مالك ما انفرد به صاحبُ المحكم عن الأزهري (وأبو منصور الأزهري صاحب تهذيب اللغة في 17 مجلدا) والمحكم لابن سيده (في 11مجلداً). .

فذكر المفردات التي ذكرها صاحب المحكم ولم يذكرها الأزهري, وهو أمر معجِز, وهو جبل في النحو والصرف وكذا في القراءات.

وقال الصفدي " كان إماما في القراءات وعللها وصنف فيها قصيدة مرموزة في قدر الشاطبية " وعده ابن الجزري من القرّاء وترجم له في " طبقات القراء " وتولى ابن مالك المشخية الكبرى في " العادلية ", وهي أكبر مدرسة في دمشق , وكان من شرطها أن لا يتولاها إلا إمام في القراءات والعربية.

قال ابن حجر " إن اليونيني " – من كبار رواة صحيح البخاري -إنه قرأ صحيح البخاري على ابن مالك تصحيحا ً , وسمع منه ابن مالك رواية فقال اليونيني عنه " إنه شيخ الإسلام "

وقال ابن مالك عن نفسه " إنه أعلم الناس بالعربية والحديث " وأما النحو والشرف فهو البحر الذي لا يشق لجُّه "

وسئل تاج الدين الفزراي أكان ابن مالك مثلك في النحو؟ فقال " والله ما أنصفتموه , كان في النحو مثل الشافعية فقط "

توفي (في دمشق 672) آه.

من تواليفه في الشعر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير