تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجفاء بالنسبة للقرآن، فتجده إذا تيسر له أن يحضر إلى المسجد قبل الإقامة، وصلى الركعتين إن بقي وقت أخذ مصحف، وقرأ ما تيسر ورقة أو ورقتين، ويكون القرآن عنده - على ما يقول الناس- على الفرغة، إن وجد وقت و إلا فلا!!!!!!!!!!

فهذه مشكلة يعايشها كثير من طلاب العلم حتى من الحفاظ، بعض الطلاب إذا ضمن حفظ القرآن انتهى، نقول له: لا يا أخي الآن جاء دورك، الآن جاء دور التلاوة التي رتب عليها أجر الحروف، وجاء دور الترتيل والتدبر والاستنباط والتذكر والتذكير بالقرآن، فأهل القرآن لهم هذه الخاصية، هم أهل الله، وهم خاصته، وينبغي أن يعرفوا بما لا يعرف به غيرهم، كما قال ابن مسعود: يعرف بصيامه، يعرف بصلاته، يعرف بقيامه، يعرف بتلاوته، يعرف بنفعه الخاص والعام، يعرف بإقباله على الله - جل وعلا - إذا غفل الناس، فصاحب القرآن له شأن عظيم.

أمر يحتاجه كثير من طلاب العلم!

** ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق))، تلقى أخاك بوجه سهل منبسط، وهذا مع الأسف كثير من طلاب العلم يحتاج إليه، بعض العامة قد يكشر في وجه من يعمل عمله من أمور الدنيا، أو ينافسه في شيء من أمور الدنيا؛ لكن ما عذر طالب العلم إذا كشر في وجه أخيه؟! والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق)) سهل، مبتسم، تبش في وجهه، تدخل السرور إلى قلبه؛ أما أن تلقاه بوجه مكشر، مقطب؛ هذا لا شك أنه ليس من المعروف، وإذا لم يكن من المعروف؛ فيكون حينئذ من المنكر نسأل الله السلامة والعافية، من المنكر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمور مهمة لا بد أن يحذرها طالب العلم

** العلم الشرعي من أمور الآخرة المحضة التي لا يجوز التشريك فيها، في طلبها فضلا عن أن تطلب بغير نية أو رياء أو سمعة أو ليقال ..... ، وقد جاء التحذير من ذلك أشد التحذير، وأبلغ التنفير، ففي حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار منهم من تعلم العلم وعلمه، قد يمضي عمره كله مئة سنة نصفها في التعلم والنصف الثاني في التعليم؛ ثم يكون بعد ذلك أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، ماذا صنعت يا فلان؟! تعلمت العلم وعلمته الناس - لا - إنما تعلمت ليقال وقد قيل!!! ومثله المجاهد الذي يبذل نفسه ومهجته فيما يبدو للناس ويظهر للناس أنه يقدمها لإعلاء كلمة الله - جل وعلا - والأمر خلاف ذلك، إنما ليقال شجاع، وثالثهم الذي يتصدق بالأموال الطائلة ليقال جواد، والله المستعان.

يقول الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله تعالى - في ميميته في الوصية بالعلم وطلبه، وهي منظومة جدير بطالب العلم أن يحفظها ويعنى بها، يقول - رحمه الله تعالى -:

ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم

فالإنسان عليه أن يتفقد هذه النية، فالنية شرود، يأتي ليطلب العلم، ثم يغفل عن هذه النية فتشرد

ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم

فليطلب العلم طالبه مخلصا لله - عز وجل -، مبتغيا به وجه الله - جل وعلا - والدار الآخرة، وليحذر من المراءاة، والمماراة،

يقول الشيخ حافظ أيضا - رحمه الله -:

إياك واحذر مماراة السفيه به ... كذا مباهاة أهل العلم لا ترم

ليحذر طالب العلم أيضا الكبر، يعني إذا كان ممن أوتي مزيد من حفظ أو فهم لا يترفع على الآخرين، لا يتكبر على غيره؛ لأن المتكبر يصرف عن الإفادة من العلم الشرعي لا سيما ما يتعلق بالقرآن الكريم الذي هو أصل العلوم كلها {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف/ 146]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير