تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إدارة الوقت عند السلف]

ـ[أبو عمر المسند]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:07 م]ـ

برنامج السلف اليومي

كم جال في خاطري سؤال عن برنامج سلفنا الصالح اليومي، وكيف كان الواحد منهم يدير وقته؟

ولا يخفا على أحد منا أهمية الجواب على هذا السؤال لأنه سيكون أكبر معينا لنا على الاقتداء بهم والسير على خطاهم في تنظيم الوقت نسال الله الكريم من فضله العظيم

ومن المؤسف أن البعض اتجهوا في كيفية إدارة الوقت إلى كتب الغرب أو ممن سار على خطاهم وهذا أمر ليس بصحيح لأن الكافر ينظم وقته من منظور مادي بحت أما المسلم فينظم وقته بحيث يعينه على العبادة لأن الحكمة من خلقه هي العبادة قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلى ليعبدون} ومع هذا لا ينسى نصيبه من الدنيا.

وقد وجدت الجواب على هذا السؤال في كتاب مختصر منهاج القاصدين للإمام أحمد بن قدامه حينما تكلم عن أوراد اليوم والليلة ويقصد رحمه بالأوراد الأوقات، فأحببت أن أنقله لكم مع بعض الاختصار لتعم الفائدة

قال الإمام بعد أن قسم اليوم إلى أوارد في النهار وأوراد في الليل:

بيان عدد أوراد الليل و النهار وترتيبها

أوراد النهار سبعة، وأوراد الليل ستة، فلنذكر فضيلة كل ورد ووظيفته وما يتعلق به.

الورد الاول من النهار: مابين طلوع الفجر الثاني الى طلوع الشمس،وهو وقت شريف، وقد أقسم الله به فقال: {والصبح إذا تنفس}

فينبغي للمريد إذا انتبه من النوم ان يذكر الله سبحانه وتعالى ويقول أذكار الصباح وهي معروفة.

وينبغي له قبل خروجه الى الصلاة أن يصلي السنة في منزله ثم يخرج متوجها للمسجد، فإذا دخل المسجد قال مارواه مسلم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليفل: الهم إني أسألك من فضلك)). ثم ليطلب الصف الأول منتظراً للجماعة داعياً بنحو ما تقدم من لأذكار والأدعية.

فإذا صلى استحب أن يمكث في مكانه إلى طلوع الشمس.

وليكن وظائف وقته-أي هذا الوقت-أربعاً: الدعاء، والذكر، والقراءة، والفكر.

الورد الثاني: ما بين طلوع الشمس إلى الضحى، وذلك بمضي ثلاث ساعات من النهار، إذا فرض النهار اثنتي عشرة ساعة، وهو الربع، وهذا وقت شريف، وفيه وظيفتان:

إحدهما: صلاة الضحى.

والثانية: ما يتعلق بالناس من عيادة مريض، أو تشيع جنازة، أو حضور مجلس علم، أو قضاء حاجة مسلم، وإن لم يفعل شيئا من ذلك تشاغل بالقراءة والذكر.

الورد الثالث: من وقت الضحى إلى الزوال، والوظيفة في هذا الوقت، الأقسام الأربعة، وزيادة أمرين:

أحدهما: الاشتغال بالكسب والمعاش، وحضور السوق، فإن كان تاجرا فليتجر بصد وأمانة، وإن كان صاحب صنعة، فليصنع بنصيحة وشفقة، ولا ينسى ذكر الله تعالى في جميع أشغاله، وليقنع بالقليل.

الثاني: القيلولة، فإنها مما يعين على قيام الليل، كما يعين السحور على صيام النهار، فإن نام فليجتهد في الانتباه قبل الزوال بقدر الاستعداد للصلاة قبل دخول الوقت.

الورد الرابع: ما بين الزوال إلى الفراغ من صلاة الظهر، وهو أقصر أوراد النهار وأفضلها، فينبغي له في هذا الوقت إذا أذن المؤذن أن يجيبه بمثل ما يقول، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات، ويستحب أن يطيلهن، فإن أبواب السماء تفتح حينئذ، ثم يصلي الظهر وسنتها، ثم بعدها أربع.

الورد الخامس: ما بعد ذلك إلى العصر، فيستحب له في هذا الوقت الاشتغال بالذكر والصلاة، وفنون الخير، ومن أفضل الأعمال انتظار الصلاة بعد الصلاة.

الورد السادس: إذا دخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس في هذا الوقت صلاة سوى أربع ركعات بين الأذانين، ثم فرض العصر، ثم يتشاغل بالأقسام الأربعة التي سبق ذكرها في الورد الأول، والأفضل فيه تلاوة القرأن بالتدبر والتفهم.

الورد السابع: من اصفرار الشمس إلى أن تغرب، وهو وقت شريف. قال الحسن البصري رحمه الله: كانوا أشد تعظيما للعشي من أول النهار، فيستحب في هذا الوقت التسبيح والاستغفار خاصة.

وبالمغرب تنتهي أوراد النهار فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله ويحاسب نفسه، فقد انقضت من طريقه مرحلة. وليعلم أن العمر أيام تنقضي جملتها بانقضاء آحادها.

ذكر أوراد الليل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير