تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصايا مهذبة مذهبة لطلبة العلم]

ـ[أبو مارية الشامي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 12:16 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بما أنك قد سلكت طريق طلب العلم فاعلم أنك على خير وإلى خير بإذن الله تعالى, فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( .. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة) [أخرجه مسلم].

وإني موصيك –ومن بطرفك من أصحابنا وأحبابنا- بوصايا مهذبة مذهبة, باختصار وإجمال, دون إخلال:

1 – ترك المعاصي والذنوب: قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29]. قال محمد بن إسحاق: " (فرقاناً) أي: فصلاً بين الحق والباطل".اهـ قال العماد ابن كثير رحمه الله: "فإن من اتقى الله بفعل أوامره, وترك زواجره وُفق لمعرفة الحق من الباطل".اهـ[تفسير القرآن العظيم 2/ 301 - 302].

عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه للخطيئة يعملها".اهـ[رواه وكيع في الزهد برقم: (329)].

وقال الإمام وكيع بن الجراح رحمه الله: "استعينوا على الحفظ بترك المعصية".اهـ[رواه ابن حبان في روضة العقلاء ص29].

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:

شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نورٌ ... ونور الله لا يُهدى لعاصي

[ديوان الشافعي ص41].

وقال أحد السلف: "نظرت إلى شاب مستحسن فنسيت القرآن بعد أربعين سنة".اهـ[انظر: صيد الخاطر ص113].

2 - الإخلاص لله في طلب العلم: قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [البينة: 5].

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى .. ) [الحديث؛ متفق عليه].

وعن حماد بن سلمة, قال: "من طلب الحديث لغير الله مُكر به".اهـ[سير أعلام النبلاء 7/ 448].

وعن الدارقطني رحمه الله, قال: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله".اهـ[تذكرة السامع ص47].

وقال الإمام الغزّالي في تذكير المتعلم بالإخلاص: "أن يكون قصد المتعلم في الحال: تحلية باطنه وتجميله بالفضيلة، وفي المآل: القرب من الله سبحانه والترقي إلى جوار الملأ الأعلى من الملائكة والمقربين، ولا يقصد به الرئاسة والمال والجاه ومماراة السفهاء ومباهاة الأقران".اهـ[إحياء علوم الدين 1/ 66].

3 – العمل بالعلم: قال الله تعالى: (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ) [البقرة: 63]. قال مجاهد: " (بقوة): بعمل بما فيه".اهـ[انظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 105].

وقال الله تعالى: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [آل عمران: 7]. قال الإمام مالك رحمه الله: "الراسخ: العالم العامل, فإذا لم يعمل بعلمه فهو الذي يقال فيه: نعوذ بالله من علم لا ينفع".اهـ[القبس شرح موطأ مالك بن أنس لابن العربي 3/ 1057].

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع .. ) وذكر منها: (وعن علمه ماذا عمل فيه) [أخرجه الترمذي والطبراني والبزار وغيرهم].

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, قال: "يا حملة العلم اعملوا به, فإن العالم من علم ثم عمل, ووافق علمه عمله".اهـ[الموافقات 1/ 41].

وقال وكيع بن الجراح رحمه الله: "كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به".اهـ[الباعث الحثيث ص158].

وقال سفيان بن عيينة: "من عمل بما يعلم, كفي ما لم يعلم".اهـ[سير أعلام النبلاء 8/ 467].

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تقصيرنا في العمل بما علمنا".اهـ[المحرر الوجيز 12/ 240].

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: "والعلم يُراد للعمل, كما العمل يراد للنجاة, فإذا كان العلم قاصراً عن العمل, كان العلم كلاً على العالم, ونعوذ بالله من علم عاد كلاً, وأورث ذلاً, وصار في رقبة صاحبه غلاً".اهـ[اقتضاء العلم العمل ص158].

ونصح الإمام ابن الجوزي ابنه فقال له: "إياك أن تقف مع صورة العلم دون العمل به, فإن الداخلين على الأمراء والمقبلين على أهل الدنيا قد اعرضوا عن العمل بالعلم فمنعوا البركة والنفع به".اهـ[لفتة الكبد في نصيحة الولد ص66].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير