[من أقوال السلف في اقتضاء العلم العمل]
ـ[أبوعلقمة]ــــــــ[12 - 12 - 10, 04:49 م]ـ
عن علي – رضي الله عنه - أنه ذكر فتناً في آخر الزمان. فقال له عمر: متى ذلك يا علي؟ قال: (إذا تفقه لغير الدين وتعلم العلم لغير العمل والتمست الدنيا بعمل الآخرة) رواه عبدالرزاق وصححه الألباني.
قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: "تعلموا فإذا علمتم فاعملوا"أخرجه الخطيب وحسنه الألباني موقوفاً.
وعن لقمان بن عامر قال: كان أبو الدرداء – رضي الله عنه – يقول: (إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي: يا عويمر. فأقول: لبيك ربّ. فيقول: ما عملت فيما علمت) أخرجه الدارمي وصححه الألباني.
وقال الخطيب البغدادي: (ثم إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه، وإجهاد النفس على العمل بموجبه، فإن العلم شجرة، والعمل ثمرة، وليس يعد عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً ... والعلم يراد للعمل كما يراد العمل للنجاة، فإن كان العمل قاصراً عن العلم كان العلم كلاّ على العالم، ونعوذ بالله من علم عاد كلاً، وأورث ذلاً، وصار في رقبة صاحبه غُلاّ.
وهل أدرك من أدرك من السلف الماضي الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصالح، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا. . وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها، كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها، وراعى واجباتها، فلينظر أمرؤ لنفسه وليغتنم وقته فإن الثواء قليل، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والناقد بصير. والله – تعالى – بالمرصاد، وإليه المرجع والمآب (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).
وقال ابن الجوزي – رحمه الله -: (من علم أن الدنيا دار سباق، وتحصيل للفضائل، وأنه كلما علت مرتبته في علم وعمل زادت المرتبة في دار الجزاء، انتهب الزمان ولم يضيع لحظة ولم يترك فضيلة تمكنه إلا حصلها، ومن وفق لهذا فليبكر زمانه بالعلم، وليصابر كل محنة وفقر، إلى أن يحصل له ما يريد، وليكن مخلصاً في طلب العلم عاملاً به حافظاً له فأما أن يفوته الإخلاص فذلك تضييع زمان وخسران الجزاء، وأما أن يفوته العمل به فذاك يقوي الحجة عليه والعقاب له وأما جمعه من غير حفظه فإن العلم ما كان في الصدر لا في القمطر، ومتى أخلص في طلبه دله على الله عزّ وجل).
وقال الراغب الأصبهاني في كتاب-تفصيل النشأتين-: (العبادة ضربان: علم وعمل. وحقهما أن يتلازما، لأن العلم كالأسِّ والعمل كالبناء، وكما لن يغنى أسّ ما لم يكن بناء ولا يثبت بناء ما لم يكن أسّ، كذلك لا يغني علم بغير عمل ولا عمل بغير علم. ولذلك قال – تعالى -: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر: 10]. والعلم أشرفهما ولكن لا يغني بغير عمل. . .).
وقال بعض العلماء: (العلم خادم العمل، والعمل غاية العلم، فلولا العمل لم يطلب علم، ولولا العلم لم يطلب عمل. ولأن أدع الحق جهلاً به أحب إلى من أن أدعه زهداً فيه).
وقال الزرنوجي – رحمه الله – في تعليم المتعلم: (وإنما شرف العلم بكونه وسيلة إلى البر والتقوى الذي يستحق بها المرء الكرامة عند الله، والسعادة الأبدية. . فينبغي للإنسان ألا يغفل عن نفسه، ما ينفعها وما يضرها في أولها وآخرها، ويستجلب ما ينفعها، ويجتنب ما يضرها، كي لا يكون عقله وعلمه حجة عليه، فيزداد عقوبة، نعوذ بالله من سخطه وعقابه).
وقال ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد، وجهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به. ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به، بعد علمه. وإلا مجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السموات).
وقال الراغب الأصفهاني المتقدم ذكره في كتابه (الذريعة): (ويجب أن لا يتعرى علمه عن مراعاة العمل فيه بتبلغ، ألا ترى أنه ما خلا ذكر الإيمان به في عامة القرآن من ذكر العمل الصالح كقوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات). وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقيل: كثرة العلم من غير العمل مادة للذنوب، وقيل: العلم أسُّ، والعمل بناء والأس بلا بناء باطل.
ـ[المحظري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 05:12 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الدرر
ـ[ربيع أحمد]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حبذا تكبير الخط إن أمكن