تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جواب موقع الشيخ المنجد عن كيفية طلب علم الحديث]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:35 م]ـ

كيف أبدأ في طلب علم الحديث؟

السؤال: ما قولكم في الذي يريد طلب علوم الحديث، كيف أبدأ، مع العلم أني تبحرت في العقيدة ولله الحمد، وأجد نفسي تميل كثيراً لعلوم الحديث، وأريد أن أبدأ وأحتاج نصحكم؟

الجواب:

الحمد لله

يمكننا أن نجمل النصيحة في منهجية طلب علوم الحديث الشريف بالأمور الآتية:

أولاً:

العناية التامة بحفظ متون السنة النبوية، إذ هي الغاية والثمرة التي نصب العلماء لأجلها علوم الحديث جميعها، فلا يجوز لطالب العلم أن ينشغل بالوسيلة عن الغاية.

وحفظ متون السنة النبوية يبدأ بحفظ الأحاديث المتفق عليها بين الصحيحين، ثم حفظ ما انفرد به البخاري، ثم حفظ ما انفرد به مسلم، لتنتهي بذلك المرحلة الأولى الأهم في تكوين العقلية الحديثية لدى طالب علم الحديث.

وينتقل بعدها إلى حفظ زوائد الكتب الستة والمسانيد المشهورة على أحاديث الصحيحين، ويستعين عليها بالكتب الكثيرة التي اعتنت بجمع هذه الزوائد وترتيبها.

وأفضل طرق الحفظ تكرار المحفوظ على مدى أيام عدة بعد اليوم الذي حفظ فيه، وهي الطريقة التي نصح بها الزرنوجي رحمه الله حين قال:

" ينبغي لطالب العلم أن يعد ويقدر لنفسه تقديراً في التكرار، فإنه لا يستقر قلبه حتى يبلغ ذلك المبلغ، وينبغي أن يكرر سبق الأمس – يعني ما حفظه بالأمس - خمس مرات، وسبق اليوم الذي قبل الأمس أربع مرات، والسبق الذي قبله ثلاث، والذي قبله اثنين، والذي قبله واحد، فهذا أدعى إلى الحفظ والتكرار" انتهى.

"تعليم المتعلم" (ص/60)

فإن لم يتمكن الطالب من الحفظ التام فلا أقل من الاستكثار من قراءة هذه الأحاديث حتى يستحضرها الذهن، ويستوعبها القلب، ويسهل تذكرها على الذاكرة.

وقد سبق التفصيل في هذا الموضوع في جواب السؤال رقم: (113469)

ثانياً:

لا بد أن يهتم طالب علم الحديث بحفظ مدارات الأسانيد وما استطاع من أسماء الرواة وتراجمهم، فأسانيد السنة النبوية تنقسم – من حيث شهرتها – إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أسانيد أساسية، تروى بالإسناد الواحد منها مئات الأحاديث، وتعتبر ركيزة من الركائز التي نقلت إلينا السنة النبوية، بل ليس من كتب السنة كتاب إلا وهو معتمد عليها، ومكثر منها، وذلك:

كإسناد: الأعمش، عن ذكوان أبي صالح السمان، عن أبي هريرة.

وإسناد: الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

وإسناد: حماد بن سلمة، عن ثابت بن أسلم، عن أنس.

وإسناد: عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر.

ويمكن استخراج هذه السلاسل الإسنادية التي تروى بها مئات الروايات من خلال كتاب " تحفة الأشراف " للإمام المزي.

كما يمكن الاستعانة بحفظ رواتها ورجالها بكتاب: " طبقات المكثرين من رواية الحديث "، تأليف الشيخ: عادل الزرقي. وتقديم العلامة: عبد الله السعد. طبعته: دار طويق.

فإذا اعتنى طالب علم الحديث بهذه الأسانيد وحفظها، ثم بدأ بتنزيل هذه الأسانيد على المتون التي سبق له حفظها من كتب السنة: فقد استودع في قلبه بذلك مئات الأحاديث بأسانيدها، وبدأ بذلك مرحلة جديدة من التمكن الأصيل في هذا العلم الشريف.

القسم الثاني: أسانيد أقل شهرة، تروى بها عشرات الروايات، ولكنها تشتمل على بعض الإشكالات المشهورة، كالانقطاع، أو التدليس، أو الإرسال، ونحو ذلك، ويمكن الاطلاع على بعض هذه الأسانيد في كتاب: " تحفة التحصيل " للعلائي.

فإذا اعتنى طالب العلم بهذه الأسانيد أيضاً، واستظهر إشكالاتها الحديثية: فقد قطع شوطاً كبيراً في التمكن من هذا الفن.

وأما القسم الثالث: فهي أسانيد الأحاديث الموضوعة والضعيفة، التي رويت بها أحاديث كثيرة أيضاً، فهي أيضا مما لا بد من عناية طالب العلم بها، إذ يقبح بالمتخصص أن يخفى عليه ما اشتهر بين علماء الحديث بالضعف والنكارة أو الوضع، ولتحقيق ذلك لا بد من إدمان القراءة في كتاب: " ميزان الاعتدال " للإمام الذهبي، وكتاب: " الكامل في ضعفاء الرجال " لابن عدي، وكتاب: " الموضوعات " لابن الجوزي.

ثالثاً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير