تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا قطع طالب علم السنة النبوية شوطا كبيرا في حفظ متون السنة واستظهارها: شرع بعد ذلك في استشراح تلك المتون، ومعرفة غريبها وأوجه تفسيرها، وقد قال الخطيب البغدادي رحمه الله: " العلم هو الفهم والدراية، وليس بالإكثار والتوسع في الرواية " انتهى. " الجامع لأخلاق الراوي " (ص/174)

ولكن يجب أن يتنبه طالب العلم إلى ضرورة الاقتصار – في بداية الطلب - على الشرح المختصر الذي يحل الغريب، ولا يطول في بيان المسائل الفقهية والعلمية، فذلك أمر يطول على الطالب، ويتشعب به إلى أودية قد لا يحسن الخروج منها، فحبذا لو قرأ شرحاً مختصراً، ككتاب " المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم " للإمام القرطبي، وكتاب " المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج " للإمام النووي، فيلخص معنى الحديث وشرح مفرداته من هذه الكتب على نسخته الخاصة التي حفظ منها الحديث نفسه، حتى إذا ما راجع محفوظه من السنة النبوية رافق ذلك الاطلاع على توضيحٍ مختصرٍ للحديث، فجمع بين فضيلتين.

أما العناية بالمسائل الفقهية المستنبطة من الحديث فذلك شأن آخر، لا ينبغي تأصيله من كتب شروح الحديث، وإنما من كتب الفقه التي ترتب مسائل الفقه على طريقة الأصول والفروع المبنية على واحد من المذاهب الأربعة.

رابعاً:

في علوم " مصطلح الحديث " ننصح طالب العلم أن يعتني بكتاب: " تحرير علوم الحديث " للشيخ عبد الله الجديع، قراءة، ومدارسة، وحفظاً لمسائله، فهو كتاب رائد في بابه، تميز بتأصيل علوم الحديث من خلال الواقع العملي لمسالك النقاد، ومن خلال استقراء جميع التأصيلات النظرية الواردة في كتب العلل والتراجم، فضلاً عن كتب مصطلح الحديث الأخرى.

فإن طال الكتاب على الطالب، أو كان مبتدئاً في الطلب: اقتصر على " نزهة النظر شرح نخبة الفكر " للحافظ ابن حجر، أو عمل تلخيصاً لكتاب الشيخ عبد الله الجديع، واعتنى بهذا الملخص، حتى إذا ما أتقنه انطلق يتوسع في قراءة الكتب الأخرى، وأهمها: " النكت على ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر، و" فتح المغيث " للحافظ السخاوي.

خامساً:

لا بد من حصص كافية من القراءة في نوعين آخرين من الكتب:

النوع الأول: كتب العلل والتخريج التي هي بمثابة التطبيق العملي لعلوم الحديث الشريف، فيطلع الطالب من خلالها على نماذج واسعة من الأحكام الحديثية والفوائد الإسنادية، فتنفتح له آفاق البحث والنظر.

النوع الثاني: الدراسات المعاصرة للمتخصصين في فنون الحديث الشريف، مثل كتب العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله، وكذلك الرسائل العلمية المتخصصة، ونحن نعيش اليوم – بحمد الله – نهضة علمية حديثية لا تكاد تجد لها نظيراً في العصور المتأخرة من تاريخ العلم الشرعي، وكثير من هذه الدراسات تشتمل على مناقشات علمية متمكنة، ومباحثات مهمة في مسائل ضرورية، لا ينبغي لطالب علم الحديث أن يقصر نظره عنها، أو يعزب فكره عن العناية بها، وسيجد أنه بقراءته في هذه الدراسات المعاصرة سيزيد من رصيد تمكنه، وتتوسع مداركه، وتنقدح في ذهنه الكثير من المباحث التي تحتاج إلى دراسة وتأمل، فلعله يساهم في تحقيق ذلك.

وقبل ذلك كله تذكير النفس بتقوى الله تعالى، فهي غاية كل العلوم، ومن اشتغل بالعلم عن العمل فقد ضل وهلك، بل الواجب أن يُرى أثر العلم في تخشع المتعلم وتواضعه واشتهار خلقه وأدبه بين الناس.

عن الحسن البصري رحمه الله قال:

" كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده " انتهى.

" الزهد " لعبد الله بن المبارك (رقم/79)

ويقول ابن الصلاح رحمه الله:

" من أراد التصدي لإسماع الحديث أو لإفادة شيء من علومه: فليقدم تصحيح النية وإخلاصها، وليطهر قلبه من الأغراض الدنيوية وأدناسها، وليحذر بلية حب الرئاسة ورعوناتها " انتهى.

" علوم الحديث " (ص/213)

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/153227

ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:29 م]ـ

جزاكم الله خيرا

كلام متين

نفعنا الله وإياكم به

ـ[أبو بكر آل عمار]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:03 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أما بعد

هذا التوجيه جميل ولكن قبل الإقدام على التخصص لابد من ضبط القاعدة العلمية للطالب فمثلا لابد من التيقن من إتقانه علوم التوحيد وما يلزمه من الفقه وتزكية النفس إلى جانب علوم العربية وسائر علوم الآلة , وأيضا ضبط المنهج على طريقة السلف لئلا تخطفه فرق الضلالة .. وفقكم الله وسدد خطاكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير