تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما يشير الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه " في فقه الأقليات المسلمة" إلى مصطلحي " فقه المغتربين " و " فقه المسلمين في غير المجتمعات الإسلامية " باعتبار واقع الهجرة والاغتراب و له تأصيل في تاريخ المسلمين، أوله هجرة المسلمين إلى الحبشة، وقد ذكر الدكتور عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه " تقسيم المعمورة في الفقه الإسلامي و أثره في الواقع " أن منهم من لم يلحق بالمسلمين إلا بعد السنة العاشرة للهجرة ..

كما يذكره الشيخ بن بية في كتابه " ضوابط الفتوى وفقه الأقليات " ويقول أن المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث، اختار في إحدى دوراته مصطلح " فقه الأقليات " معبرا عن هذا الفقه، وأنه لا مشاحة في الاصطلاح، إذا اتضحت أهدافه و أسسه ...

2ـ أهداف فقه المهجر وأسسه:

من المعلوم أن المسلمين بديار المهجر، أو ديار غير المسلمين، يعيشون في واقع خاص جدا، فالأحكام المطبقة، غير إسلامية، والواقع غير إسلامي، و لا سلطة لهذه الأقلية في تلك البلاد، يناديها عهد الإسلام وشريعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى إقامة شعائر العبادة و المعاملات حيث كانت، فينازعها الواقع في بعضها فتبحث في الفقه عن حلول، و يدعوها واجب الشهادة إلى الدعوة، فتبحث كيف تكون ممثلة لحضارة المسلمين وسط حضارة غيرها خصوصا و هي تنعت بالإرهاب، وتساكن من سكنهم "الإسلاموفوبيا" ... من هنا كان لفقه المهجر أهمية كبرى في توجيه حياة المسلمين بغير المجتمعات الإسلامية، فمن أهدافه كما ذكر الدكتور يوسف القرضاوي، في كتابه " في فقه الأقليات المسلمة" (بتصرف):

1ـ حياة المسلمين بالمهجر بلا حرج في الدين و لا إرهاق في الدنيا

2 ـ محافظة المسلمين هناك، على جوهر الشخصية الإسلامية، عقيدة وشعائر و قيما و أخلاق و آداب ..

3 ـ تمكين المسلمين بالمهجر من أداء واجب تبليغ رسالة الإسلام

4 ـ تحقيق المرونة والانفتاح المنضبط (لا انغلاق و لا ذوبان)

5 ـ توجيه المسلمين لممارسة حقوقهم بلا ضغط و لا تنازلات

6 ـ إعانتهم على أداء الواجبات المختلفة بلا تلكؤ ...

7 ـ الإجابة عن أسئلتهم المطروحة و معالجة مشاكلهم المتعددة ..

ويظهر جليا من هذه الأهداف، أن الفقه المطلوب ليس فقها ينظر إلى النوازل الفقهية فقط، دون اعتبار للظروف العامة المحيطة بالفرد و الجماعة هناك، فالمطلوب كما قال الدكتور عبد المجيد النجار ليس فقط " الإفتاء في الجزئيات" بل إلى جانبه، " الإفتاء الحضاري" ...

وختاما، ليس فقه المهجر فقها جديدا بمعنى أنه يبنى على أصول و مرجعيات جديدة، إنما هو فقه خاص في دائرة الفقه العام وشأنه في التفرد بلفظ فقه، شأن الفقه الطبي، أو الفقه الإقتصادي، أو الفقه السياسي ... وهو فقه يبحث في القواعد الأصولية و الفقهية التي أوجدتها عبقرية فقهائنا، ليبني عليها أحكاما تأخذ بعين الاعتبار تغير الزمان و المكان و العرف و الحال، يتبنى منهج التيسير و التدرج، ويراعي أهمية وجود مسلمين بدول غير إسلامية، يمارسون بحالهم و مقالهم و عملهم واجب الدعوة، شهداء على الناس، يهتف في الناس لرؤيتهم هاتف " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه"

ذ. لخضر حمادي

نقلا عن: http://www.oujdacity.net/nationale-article-31717-ar.html

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:54 م]ـ

جزاكم الله خيرا و وفق الله الجميع لما فيه الخير و الصواب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير