أولاً: قال السَّخاويُّ في ((فتح المُغيث)): ((وبعضٌ من الرُّواة قد وصلهُ إلى آخره إمَّا غلطًا ... وإمَّا كذِبًا كأبي المُظفر مُحمَّد بن علي الطَّبريِّ الشَّيبانيِّ حيثُ وصلهُ وتواقحَ فأرَّخَ سماعَ ابن عُيينةَ لهُ من عَمرٍو في سنة ثلاثين ومئة وافتُضحَ، فإن عمرًا ماتَ قبل ذلِكَ إجماعًا (يعني سنة 126هـ)، وأرَّخَ سماعَ عَمرو (أيضًا) له من أبي قابُوس سنة ثمانين، ولم يُتابع على ذلك ... )).
ثانيًا: وقع في رواية أبي نصر مُحمَّد بن طاهر الوَزيريِّ الأديب (الآنفة) عن عبداللَّه بن عَمرو (رضي اللَّه عنهُما): هذا أوَّل حديثٍ سمعته من النَّبي … بعد خُطبة الوداع.
(وهو متَّهمٌ فيه كما سبق) في المسألة (الخامسة عشرة).
ثالثًا: وقع في بعض طُرقه الآنفة: روايةُ بشر بن الحكم له عن سُفيان بن عُيينة.
قال ابن ناصرالدِّين: ((ويُحتملُ سماعُ أبي حامدٍ من عبدالرَّحمن ووالدِهِ بشرِ بن الحكَمِ (معًا)؛ لأنَّ بشرًا مات في شهر رجب سنة سبعٍ، وقيل: سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين، ومات ابنُهُ عبدالرَّحمن في ربيع الآخر سنة ستين ومئتين، وكلاهُما سمع من سُفيانَ بن عُيينةَ: سمِعَ منهُ عبدالرَّحمن بإفادةِ أبيه بشْرِ بن الحكَمِ بن حبيب بن مِهْران العبْديِّ النَّيسابُوريِّ أحد الثِّقات من مشيخَةِ البُخاريِّ ومُسلمٍ والنَّسائِيِّ)).
المسألةُ السَّابعة والعِشرُون: ذكرُ ما في سند الحديث من ائتلافٍ واختلافٍ.
وهذه المسألةُ داخلةٌ في النَّوع الثَّالث والخمسين ((معرفةُ المُؤتلف والمُختلف من الأسماء والأنساب وما يلتحقُ بها)).
الحديثُ رواهُ ابن ناصرالدِّين من أربعةَ عشرَ طريقًا:
قال في الطَّريق الحادية عشرة: أخبرنا الشَّيخُ المُقرئُ المُحدِّث أبو المعالي عبداللَّه بن أبي إسحاقَ إبراهيم الزُّبيديُّ الفرضيُّ، بقراءتي عليه (وهو أوَّل حديثٍ سمعتُهُ منه، أخبرنا القاضي أبو العبَّاس أحمد بن الجمال مُحمَّد بن أحمد الدِّمشقِيُّ، (وهو أوَّل حديثٍ سمعتُهُ منه)، أخبرنا الكمال أبو العباس أحمد بن أبي الفتح بن محمُود بن أبي الوحش الشَّيبانيُّ، سماعًا بجامع الكرْك (وهو أوَّل حديثٍ سمعته منه)، أخبرنا الإمامُ أبو عَمرٍو عُثمان بن عبدالرَّحمن بن عُثمان النَّصريُّ (وهو أوَّل حديثٍ سمعته منه)، أخبرنا الشَّيخ أبو الفضل عبدالرَّحمن بن عبدالوهَّاب المعرُوف بابن المُعزِّم الهمَذَانيِّ بها (رحمه اللَّه) (وهو أوَّل حديثٍ سمعته منه) ... الحديث.
وبالإسناد إلى أبي عَمرو النصريِّ، قال: وحدَّثنا الشَّيخُ الأصيلُ أبو القاسم منصُور بن عبدالمُنعم الفُراويِّ (وهو أوَّل حديثٍ سمعته منه) ... الحديث.
قال ابن ناصرالدِّين: ((وفي إسنادِهِ الَّذي روينا الحديث به آنفًا: ما يدخُلُ في قسم المُؤتلفِ والمُختلِفِ أحد أنواع الحديث، فمن ذلك:
1 ـ الزُّبيديُّ (وهو بضمِّ الزاي، وفتح الموحدة، ويليها مُثنَّاةٌ فوقَ ساكنةٍ، ثمَّ دال مهملةٌ مكسُورةٌ، يليها ياء النَّسب) وهو نسبةٌ إلى زُبيد الصَّغير، وهو منبِّه بن ربيعة بن سلمَة بن مازن بن ربيعة بن منبِّه، هو زُبيد الكبير (وإليه جماعُ زُبيدِ) بن صعْب بن سعد العشيرة بن مَذحج وهو مالك بن أُدَد.
وهذه النِّسبة تأتلف مع ((الزَّبيديِّ)) خطًا وتختلفُ معهُ نُطقًا وضبطًا.
فهذه (بفتح الزَّاي، وكسر المُوحَّدة، والباقي سواء) نسبةً إلى زَبيد من أكبر بلاد اليمن.
2 ـ ومن هذا القسم في الإسناد: أبو عَمرو النصريُّ (بنونٍ مفتُوحة، وصادٍ مُهملةٍ ساكنةٍ، ثمَّ راءٍ مكسُورةٍ، ويليها ياءُ النَّسب) وهو نسبةٌ إلى جدٍّ له أعلى، فهو أبو عَمرٍو عثمانُ بن أبي مُحمَّد عبدالرَّحمن بن عثمانُ بن مُوسى بن أبي نصر النصريُّ.
وهو يأتلفُ مع ((البصْريُّ)) وضْعًا، ويختلِفُ مع النُّطق سمعًا.
فهذه النِّسبةُ (بالمُوحَّدة والباقي سواءٌ) نسبةٌ إلى البصرة البلدِ المشهورِ بأرضِ العراق ... .
¥