تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال محمد أمين ابن عابدين في ((ثبته)): ((والتنزيه وهو ((تبارك وتعالى)) زاده كثيرون منهم صاحب ((المنتخب))، وهو المسموع من بعض الشيوخ، والموجود في أثبات بعضهم، وممن ذكره الكوراني في كتابيه ((المسالك)) و ((الإتحاف))، ومحمد بن سليمان المغربي في ((ثبته))، وابن عقيلة في ((مسلسلاته)).

وأسقطه آخرون منهم ابن الجزري في ((عقود اللآلي))، والسيوطي في ((جياد المُسلسلات))، وسقط من ثبت الشيخ عبدالباقي الحنبلي، ومن ثبت الشيخ إسماعيل العجلوني، وكذلك من ثبت شيخنا الشيخ أحمد العطار، لكن قال وفي أخرى زيادة ((تبارك وتعالى)) بين قوله ((الرحمن)) و ((ارحموا)) ... )) اهـ.

وقال محمود بن نسيب حمزة في ((ثبته)): ((والتنزيه وهو (تبارك وتعالى) زاده كثيرون، ومنهم صاحب ((المنتخب)) سمعته من بعض شيوخنا، وهو من مسلسلات شيوخنا وشيوخهم. وأسقطه آخرون منهم ابن الجزري في ((عقود اللآلي))، والإمام السيوطي في ((جياد المسلسلات)) وأبو مهدي عيسى الثعالبي في ((مقاليد الأسانيد)) …)).

قال الأيوبي في ((المناهل)): ((هكذا سمعناه من جميع مشايخنا بزيادة لفظ تبارك وتعالى، وأسقطه ابن الجزري، والسيوطي، ومحمد عابد السندي، وغيرهم.

والأصل أنه ليس من الرواية في شيء، وإنما الأدب كتابة الثناء على اللَّه (تعالى) عند ذكر اسمه نحو: عز وجل، تبارك وتعالى، وجل وعلا، سواءً كان ثابتًا في أصل سماعه أو لا ويتلفظ به القارئ؛ لأنه ثناء يثنيه لا كلام يرويه، وكذلك الصلاة والتسليم على النبي (صلى الله عليه وسلم) عند ذكره، وكذلك الترضي والترحم على الصحابة والعلماء وسائر الأخيار.

ومن العلماء من يرى التقيد في ذلك بالرواية فيكتفي بذكره لفظًا من غير أن يكتبه في الأصل إلا عند ثبوته روايةً)).

وهذه القضية لها تعلق بالنوع السادس والعشرين ((معرفة كيفية رواية الحديث وشرط أدائه)).

3 ـ الخلاف في عموم الرحمة وخصوصها:

وقع في رواية بشر بن موسى عن الحميدي في ((المسند)): ((ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء)).

لكن البخاري قال عن الحميدي: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).

وهذه الرواية المشهورة.

لكن لم يتفرد بشر بهذا فقد وقع كذلك في رواية أحمد بن حنبل، ومسدد، وعلي بن المديني.

فليست علة وأن ظنها البعض كذلك.

وفي لفظ الطبراني عن خالد بن نزار: ((ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)).

وفي رواية الخطيب لحديث الشاذكوني عن الحميدي مثله.

كذا بالإفراد.

وفي لفظ الرامهُرمزي عن عبد الله بن محمد الزهري: ((فارحموا من في الأرض)).

وهو كذلك في لفظ الخطيب: من حديث محمد بن الوليد القرشي.

4 ـ زاد أحمد في لفظه: ((والرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته)).

وهذا فيه أنه لفظ ألهي.

وهي عند الترمذي عن ابن أبي عمر بلفظ: ((الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله)).

فصرح بلفظ الجلالة بدلاً من الإضمار.

وقال ((قطعه اللَّه)) بدلاً من ((بتته)).

وهي عند الحاكم من حديث علي بن المديني بلفظ: ((الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه)).

فأضمر كذلك لكن فيه ما يدلُّ على أنه لفظ نبوي لا قدسي.

تم هذا المجلس وإلى لقاء في المجلس القادم بإذن الله (تعالى).

وكتب/ محبكم يحيى العدل.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[05 - 09 - 03, 02:42 ص]ـ

في يوم الخميس السابع من رجب لسنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة

المسألة التاسعة والثلاثون: درجته وأحكام الأئمة عليه.

الحديث يدخل في النوع الأول من أنواع علوم الحديث وهو ((معرفة الصحيح من الحديث)).

وفيه قول الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)).

وصححه (كذلك) الحاكم وهو عندهما غير مسلسل.

ورواه السيوطيُّ بشرطه في كتاب ((بُغية الوعاة) وقال: ((حديثٌ صحيح مُسلسلٌ بالأولية)).

قال ابن ناصرالدين: ((لكنه في آخر مراتب الصحيح التي هي أعلى مراتب الحسن، وإسناده كلهم ثقاتٌ وهم من رجال الصحيح غير أبي قابُوس، وقد قصُرت درجته عن ثقات الصحيح، وارتفعت عن مرتبة الضُّعفاء، لكونه وثِّق فحسُن حديثه لذلك، وبهذا يدخلُ أيضًا في نوع الحسن)).

وبهذا يدخل في النوع الثاني ((معرفة الحسن من الحديث)).

ومنه قول الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)).

وقال العراقي: ((هذا حديثٌ حسنٌ رجاله مُحتجٌّ بهم في الصحيح)).

وقال السخاوي في الجواهر المكللة)): هذا حديث حسن عال أخرجه البخاري في تصنيفيه ((الكنى)) و ((الأدب المفرد))، وأحمد، والحميدي في ((مسنديهما))، والبيهقي في ((الشعب))، وأبو داود في ((سننه) والترمذي وقال: حسن صحيح، وأورده الحاكم في ((مستدركه))

وصححه، وهو كذلك بحسب ماله من المُتابعات والشواهد. انتهى.

وممن حسنه (كذلك) الشيخ زكريا الأنصاري في ((ثبته)) فقال: ((هذا حديثٌ حسنٌ أخرجَهُ الإمام أَحْمَد… وقال التِّرمذيُّ. إنَّه حسنٌ صحيحٌ، وكذا صحَّحه الحَاكِمُ، وهو كذلك باعتِبار مالَهُ من المُتابعاتِ والشَّواهِدِ واللَّه الموفِّقُ)).

وصححه الذهبي في ((المعجم الكبير)).

وقال ابن ناصرالدين (كذلك): ((هذا حديثٌ حسنٌ لقصور درجة أبي قابوس عن ثقات الصحيح، وارتفاعه عن مستوى الضعفاء، لكونه وثِّق)).

وقال مرة: ((هذا حديثٌ حسن…)).

وقال الألباني في ((الصحيحة)): ((قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الخرقي أيضًا، وقواه الحافظ في الفتح (10/ 440) بسكوته عليه… ورواه العراقي في العشاريات (59/ 1) من هذا الوجه مسلسلاً بقول الروي: وهو أول حديث سمعته منه، ثم قال: وهذا حديث صحيح. وصححه أيضًا ابن ناصرالدين الدمشقي في بعض مجالسه … ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قابوس، فقال الذهبي: لا يُعرف. وقال الحافظ مقبول. يعني عند المتابعة. وقد توبع كما تقدم عن ابن ناصرالدين، مع الشواهد التي أشار إليها…)). اهـ.

تم هذا المجلس وإلى لقاء في مجلس قادم بإذن الله (تعالى).

وكتب محبكم/ يحيى العدل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير