تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال (ص54 - 55): (شعر وأوصيه أن يلزم الطريقة المستقيمة التي سلكها أسلافنا الصالحون، الصحابة والتابعون، وجميع أهل الحديث المتمسكون، وقد بيّنها الإمام الكبير والأستاذ الشهير قدوة الأمة، وأسوة أهل السنة، أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني لما طلب منه الإمام الحافظ أبوالحسن مسدد بن مسرهد أن يبيّن ويسرد عقائد أهل السنّة، وكما بيّنها الإمام المفسر المحدث أبوغسان إسماعيل الصابوني في عقيدته، وغيرهما من أساطين القوم، وأن يجتنب عقائد أهل الرأي المحدثة من أهل التعطيل والتشبيه والتأويل.)

(شعر (مميز 8 - العلامة أبو الخير نعمان الألوسي))

صاحب شقائق النعمان، وجلاء العينين في محاكمة الأحمدين، وهذا طافح بالنقول الموافقة لشيخ الإسلام في الاعتقاد، بل كله في ذلك، ولا سيما في الصفات، فمن ذلك نقله لرسالة السنة للإمام أحمد (ص190)، ونقله لرجوع الأشعري إلى عقيدة أحمد (ص213 و218 و403) وكلامه في العلو (ص348 وبعده إلى 418)، وقرظ الجلاء جماعة ذكرهم محمود شكري في غاية الأماني (2/ 51 وبعده).

قال في [جلاء العينين] رداً على ابن حجر الهيتمي في رميه الإمامين ابن تيمية وابن القيم بالتجسيم وسوء الاعتقاد (ص 568 - 570) ما نصه: (شعر أجاب العلامة الشيخ علي القاري في شرحه عن ذلك، وسيتضح لك على وجه التفصيل ما هنالك، فنقول:

قال القاري ما نصه: [قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية إنه ذكر شيئاً بديعاً، وهو أنه صلى الله عليه وسلم لما رأى ربه واضعاً يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة، قال العراقي: لم نجد لذلك أصلاً. قال ابن حجر: بل هذا من قبيح رأيهما وضلالهما، إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الاستدلال له، والحط على أهل السنة في نفيهم له، وهو إثبات الجهة والجسمية لله سبحانه، ولهما في هذا المقام من القبائح وسوء الاعتقاد ما تصم عنه الآذان، ويقضي عليه بالزور والبهتان، قبحهما الله تعالى وقبح من يقول بقولهما. والإمام أحمد وأجلاء مذهبه مبرؤون من هذه الوصمة القبيحة، كيف وهي كفر عند كثيرين! أقول: قد صانهما الله تعالى من هذه السمة الشنيعة، والنسبة الفظيعة، ومن طالع شرح منازل السائرين تبين له أنهما كانا من أكابر أهل السنة والجماعة، ومن أولياء هذه الأمة، وهما بريئان مما رماهما أعداؤهما من التشبيه والتمثيل، غير أنهما ذهبا في باب الصفات إلى مذهب السلف الذي عليه الأئمة الكرام، فإذا انتفى عنهما التجسيم فالمعنى البديع الذي ذكره الشيخ في الحديث له وجه ظاهر، وتوجيه باهر، سواء رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام، أو تجلى الله سبحانه وتعالى عليه بالتجلي الصوري المعروف عند أرباب الحال.] اهـ باختصار.

وقال المناوي في [شرحه] أيضاً بعد سوقه لكلام ابن حجر ما نصه: [فقول ابن حجر غير مستقيم، أما أولاً فلأنهما قالا: إن الرؤية المذكورة كانت في المنام، وهذه كتبهما حاضرة، وأما ثانياً فلأنا نؤمن بأن له يداً لا كيد المخلوق، فلا مانع من وضعها وضعاً لا يشبه وضع الخلوق، بل وضع يليق بجلاله، وعجبت من الشيخ ابن حجر كيف أنكر هذا مع وجود خبر الترمذي: أتاني ربي في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا أدري! فوضع كفه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثندوتي –أي ثديي– وتجلى لي علم كل شيء] اهـ، المراد منه.

وتعقبه أيضاً الشيخ إبراهيم الكوراني في [إفاضة العلام] بقوله: [أما إثبات الجهة والجسمية المنسوب إليهما فقد تبين حاله، وأنهما لم يثبتا الجسمية أصلاً، بل صرحا بنفيها في غير ما موضع من تصانيفهما، ولم يثبتا الجهة على وجه يستلزم محذوراً، وإنما أقرا قوله تعالى: "استوى على العرش" على ظاهره الذي يليق بجلال ذات الله تعالى، لا الظاهر الذي هو من نعوت المخلوقين حتى يستلزم الجسمية، وأما قول العراقي لم نجد له أصلاً، ففيه أن ما ذكره ابن القيم ليس فيه أن ما عزاه لشيخه إبداء مناسبة منه بديعة لإرخاء العذبة فهمها مما هو منقول، وهو الحديث الذي أخرجه جماعة منهم أحمد والترمذي وغيرهما وصححوه: أن الله تجلى لي في أحسن صورة، وفي رواية: أتاني الليلة ربي في أحسن صورة –إلى أن قال– فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي .. الحديث. وإذا كان هذا فهمه منه، واستنباطاً لا نقلاً، لم يرد عليه قول العراقي: ولم نجد له أصلاً! فالمناسبة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير