ـ[الشافعي]ــــــــ[23 - 01 - 03, 10:42 ص]ـ
(شعر (مميز 21 - العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني))
نقل الأهدل في [النفس اليماني] (ص256 - 258) قصيدة رائعة في الإجازة للأمير الصنعاني -وهي في ديوانه- جعل بضعة أبيات منها نصيحة في الاعتقاد وتحذيراً من تأويل الصفات وتعطيلها، قال فيها: (شعر فقد ضل بالتأويل قوم جهالة + ويَعرف ذا النقادُ من غير تنبيه
فعطّل أقوامٌ وجسّم فرقةٌ + وفاز امرؤٌ ما حامَ حولَ مبانيه
أتى كلُّ ما فيه من الأمر تاركا + ومجتنباً إتيانه لنواهيه
وقد صيّر [الكشّاف] جُلّ كلامه + تعالى مجازا فاحذروا من دواهيه)
قلت: وللصنعاني كتاب [تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد] وهو متفق تماماً مع كتاب التوحيد لشيخ لمحمد بن عبد الوهاب، وقد مدحه بقصيدة طنانة، أيد فيها اعتقاده المشهور، ولم يثبت عنه أنه نقض قصيدته وتغيّر موقفه منه -وسأفرد لذلك موضوعاً بمشيئة الله أبين فيه أدلة ذلك القاطعة لكل قول مخالف- وعلى التنزل والقول بصحة النقض يلزم المخالف أن يذعن صاغراً لما نسب للصنعاني فيها من قول: (شعر ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي + تضمّنه نظمي القديم إلى [نجد]
بلى كل ما فيه هو الحق إنما + تجاريك من سفك الدما ليس من قصد
وتكفير أهل الأرض لست أقوله + كما قلته لا عن دليل به تهدي)
إذن، على فرض صحة هذا التراجع جدلاً، فالذي يستفاد منه تقييده بما افتري على الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تكفير أهل الأرض!! ويستفاد منه مزيد تأكيد من الصنعاني على تمسكه باعتقاد أهل السنة في سائر مسائله، وأنه هو الحق، والحمد لله تعالى.
هذا، وقد نص جمع على أن الصنعاني رحمه الله كان سلفي المذهب، منهم علي بن سليمان آل يوسف في [أربح البضاعة] (ص86) ونقل صديق حسن خان عن الأمير في رسالته عن الفرقة الناجية ما يبرؤه من الأشعرية، فلتنظر المطبوعة، ومثل ذلك قول الصنعاني في [رفع الأستار] (ص140): (شعر قلت: وقد سقنا أدلته النظرية والأثرية، ولم نترك منها إلا ما كان مكرراً، وتكلمنا على تفصيلها بما هدانا الله إليه وله الحمد، من غير عصبية مذهبية، ولا متابعة أشعرية، ولا معتزلية، بل بما أشهدتنا أنوار الأدلة.)
وقال الصنعاني في كتابه [الأنفاس الرحمانية] (ق27/أ من مقدمة محقق الإنصاف ص35): (شعر وإنما قدمت هذا لئلا يظن الناظر أني ذهبت إلى قول فريق من الفريقين: المعتزلة والأشعرية، فإن الكل قد ابتدعوا في هذا الفن الذي خاضوا فيه.)
وقال مجيباً رسالة شيخه محمد حياة السندي السلفي والذي تمثل بالبيت المشهور: (شعر وخير الأمور السالفات على الهدى + وشر الأمور المحدثات البدائع) بقوله -كما في [الديوان] (ص233): (شعر لقد خُلطت بالابتداع العقائدُ + ترى كل ذي علم عليها يدافع
يدافع عما أسس الناس قبله + ويبني على ما أسسوا ويشايع
لقد فاض بحر الابتداع وأصبحت + قلوب ذوي التقليد منه المصانع
خليليَّ ما لي لا أرى غير منصف + أقام على باب الهداية مانع
نعم إن أرباب المذاهب أصبحوا + وكلٌّ على ما يرتضيه يدافع
يرد الذي لا يرتضيه برأيه + ويحسب أن الحق للرأي تابع
إذا آية صكت مسامع قلبه + وجاءت بما لا يرتضي من يتابع
يقوم على ساقٍ لتأويل لفظها + وصرف معانيها إلى ما يشايع
وكم من حديث نحوه قد توجهت + وجوه من التأويل شوهٌ شنائع)
(شعر (مميز 22 - العلامة محمد بن علي الشوكاني))
له كتاب التحف ومما قال في أواخره ملخِّصاً جوابه (ص60 - 61 دار ابن الجوزي): (شعر والحق هو ما عرّفناك من مذهب السلف الصالح: فالاستواء على العرش، والكون في تلك الجهة، صرَّح به رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث، بل هذا مما يجده كل فرد من أفراد الناس في نفسه، ويحسه في فطرته وتجذبه إليه طبيعته، كما تراه في كل من استغاث بالله سبحانه وتعالى والتجأ إليه، ووجّه أدعيته إلى جنابه الرفيع وعِزّه المنيع، فإنه يشير عند ذلك بكفه، أو يرمي إلى السماء بطرفه، ويستوي في ذلك عند عروض أسباب الدعاء وحدوث بواعث الاستغاثة، ووجود مقتضيات الإزعاج، وظهور دواعي الالتجاء: عالمُ الناس وجاهلُهم، والماشي على طريقة السلف، والمقتدي بأهل التأويل القائلين بأن الاستواء هو الاستيلاء. .)
¥