ـ[الشافعي]ــــــــ[23 - 01 - 03, 10:47 ص]ـ
(شعر (مميز 31 - العلامة عبد الباقي البعلي الحنبلي))
كان مشهوراً بلقب الأثري، وله كتاب قيم اسمه [العين والأثر في عقائد أهل الأثر] طبع بدار المأمون للتراث، وحقق أيضاً كرسالة جامعية في جامعة الإمام محمد بن سعود، قال فيه رحمه الله (ص35 - 36 من المطبوع): (شعر يحرم تأويل ما يتعلق به تعالى وتفسيره، كآية الاستواء وحديث النزول وغير ذلك من آيات الصفات إلا بصادر من النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض الصحابة وهذا مذهب السلف قاطبة، فلا نقول في التنزيه كقول المعطلة، بل نثبت ولا نحرّف، ونصف ولا نكيّف، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فمذهبنا حق بين باطلين وهدى بين ضلالتين، وهو: إثبات الأسماء والصفات، مع نفي التشبيه والأدوات) وقال رحمه الله (ص59 - 63): (شعر المقصد الثاني: في مسائل وقع فيها الخلاف بين الحنابلة والأشاعرة
منها: أننا نؤمن بأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه من غير تأويل، فعن أم سلمة رضي الله عنها. . .
ومنها نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبت الحنابلة ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله تعالى.
وكذلك ما أنزل الله عز وجل في كتابه من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله تعالى: "وجاء ربك والملك صفاً صفاً" الآية، وفي قوله: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" الآية، ونؤمن بذلك بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه. . . وسيأتي في التتمة الخامسة ذكر كلام الإمام الأشعري وأنه موافق للإمام أحمد في الاعتقاد وأنه يجري المتشابهات على ما قاله الله من غير تصرف ولا تأويل، كما هو عليه مذهب السلف، وعليه فلا خلاف ولا نزاع والحمد لله)
(شعر (مميز فصل: في اعتقاد الحنابلة جملة لمذهب السلف))
قال الإمام عبد الباقي البعلي الحنبلي في العين والأثر (ص59): (شعر وللكلام على المقصد الثاني تقدمة، وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية، بدليل عطف علماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية؛ وجميع كتب الحنابلة، والعطف يقتضي المغايرة! وكيف يصح إدخال الحنابلة في الأشاعرة؟ مع أنه قد ذكر ابن السبكي في طبقات الشافعية أن الشيخ أبا الحسن الأشعري ولد سنة ستين ومائتين بعد وفاة الإمام أحمد بعشرين سنة، فكيف يصح نسبة الإمام أحمد إلى اعتقادهم!؟ مع أنهم منذ زمن الإمام أحمد إلى زماننا هذا لم يزالوا على اعتقاد إمامهم الذي هو معتقد السلف - كبقية الأئمة الأربعة- من حيث تسليم آيات الصفات وعدم تأويلها، ألا ترى إلى جواب مالك لما سئل عن الاستواء؟)
قلت: كلمة الإمام عبد الباقي الذهبية أن الحنابلة ما زالوا على اعتقاد إمامهم مذ كانوا حتى وقته؛ بل وبعده أيضاً.
فأما قبله فهذا نموذج من علماء الحنابلة وهو مرعي بن يوسف الكرمي، له كتاب [أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات] سار فيه على مذهب السلف جملة، وله [الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية]، و [الكواكب الدرية في مناقب ابن تيمية].
وقبله: أحمد بن أسعد التنوخي، له كتاب [العقيدة] نظم في نحو سبعمائة بيت على طريقة السلف كما قال النجم الغزي، وقبل ذلك أتباع مدرسة ابن تيمية، فهم كثرة كاثرة.
ويناسب هنا إيراد كلام العلامة حمد بن ناصر بن معمر الحنبلي ضمن الدرر السنية، فبعد أن أسهب جداً في نقل أقوال العلماء في مسألة الصفات -وغالبه من اجتماع الجيوش الإسلامية، قال (12/ 156): (شعر وقد أضربنا عن كلام الحنابلة صفحاً، فلم ننقل منه إلا اليسير، لأنه قد اشتهر عنهم إثبات الصفات ونفي التكييفات، فمذهبهم بين الناس مشهور، وفي كتبهم مسطور، وكلامهم في هذا الباب أشهر من أن يُذكر، وأكثر من أن يسطّر، ولهذا كان أهل البدع يسمّونهم الحشوية، لأنهم قد أبطلوا التأويل، واتبعوا ظاهر التنزيل، وخالفوا أهل البدع والتأويل)
¥