تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واستمر في الشام داعية إلى الله تعالى، والتقى بزعماء القيادات الإسلامية؛ كالإمام المصلح أبي الأعلى المودودي، ومفتي باكستان محمد شفيع الديوبندي العثماني، والعلامة عبد المحسن الأسطواني، والعلامة محمد إدريس القندهاري اللاهوري، والإمام المفسر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي، والعلامة العارف أبو القاسم الدباغ الحسني، وشيخ علماء الشام أبي الخير الميداني، والأصولي الكبير أحمد بن محمد الزرقا الحلبي، والعلامة الشيخ عبد القادر الحواري الحجازي، والعلامة المجاهد الكبير محمد البشير الإبراهيمي الجزائري الإدريسي الحسني، وكانت بينهما صحبة ومودة خالصة وتعاون.

ووضع يده في يد عمه شيخ الإسلام بسوريا، والإمام المصلح الداعية إلى الله تعالى أبي الفيض محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني مؤسس رابطة علماء سوريا، والذي لم تكن تعين وزارة بسوريا لعدة سنوات إلا بموافقته الشخصية، فعملا على إصلاح البلاد، ومساعدة الحركات التحررية في العالم الإسلامي، وتوجيهها الوجهة الإسلامية، كما كان عليه والده الشيخ محمد الزمزمي – رحمهم لله تعالى – وكذا وضع يده في يد الأستاذ الكبير مصطفى السباعي، ونشر مقالات عدة في مجلته "المسلمون" وغيرها.

وعمل مع عمه المذكور على توحيد سوريا ومصر عام 1381/ 1961 بالاتفاق مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، غير أن ذلك الاتحاد فشل نظرا لتعنت جمال عبد الناصر، ومحاولته استغلال ثروات وخيرات الشام دون مقابل، وبعيدا عن الشريعة الإسلامية.

ثم اضطرته الظروف إلى الهجرة من الشام إلى عمان بالأردن ثم منها إلى مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حيث اصطفاه الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود مستشارا له، لما وجد فيه من الروح الإسلامية الجياشة، والعلم العميق المتمكن.

وعمل في الحجاز في سلك التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي كان أحد مؤسسيها؛ أستاذا للتفسير والحديث والفقه، والمذاهب الإسلامية والاجتماعية المعاصرة في كلية الشريعة وكلية الدعوة، ودرس الحديث في كلية الشريعة وكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وعضوا ومستشارا برابطة العالم الإسلامي.

وكان مواظبا على التدريس بالحرمين الشريفين؛ فدرس بالحرم المكي والحرم النبوي الشريف تفسير القرآن الكريم إلى أن أتمه، والموطأ، ومسند الإمام أحمد ... وغير ذلك، متنقلا نصف الشهر في مكة المكرمة، والنصف الآخر بالمدينة المنورة.

وقد أشار على الملك فيصل – رحمهما الله تعالى – بعدة إشارات وجد منه فيها القبول التام؛ منها فكرة: ((منظمة المؤتمر الإسلامي))، التي كان ينوي عن طريقها جمع الدول الإسلامية في هيئة واحدة تكون مقدمة للخلافة الإسلامية الجامعة، وسافر سفرات طويلة إلى مختلف البلاد الإسلامية والتقى بقادتها من أجل إقناعهم بهذه الفكرة، ولتكون في مقابلة جامعة الدول العربية التي هي فكرة بريطانية في الأصل. وقد تمت هذه الفكرة؛ غير أنها لم تستمر كما أراد، نظرا لاستشهاد الملك فيصل – رحمه الله تعالى - بعد ذلك.

كما حاول الصلح بين المغرب والجزائر في أزمة الحدود الشهيرة التي كادت تندلع الحرب بينهما بسببها، حيث أرسله الملك فيصل للتوسط بين البلدين الشقيقين من أجل المصالحة.

وقد اقترح على الملك المذكور فكرة الدينار الإسلامي؛ عملة نقدية يتوحد عليها العالم الإسلامي في مقابلة الدولار الأمريكي، وأن لا تقبل الدول التعامل إلا بهذه العملة، غير أن هذا المشروع أقبر باستشهاد الملك المذكور.

وهو صاحب فكرة: ((موسوعة الفقه الإسلامي)) في مصر، بل أول من دندن حولها في العالم الإسلامي، وهي من اختراعه وابتكاره، وكان المقصود منها: تيسير الوصول إلى مظان الفقه الإسلامي؛ خاصة المذاهب الفقهية غير المتبوعة والمنقرضة، وذلك لتيسير إحياء الحكم بالشريعة الإسلامية كما كان الحال في أيام الخلافة الإسلامية المزدهرة. وبسبب توجيهاته أسست: "موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي"، التي سميت من بعد: "موسوعة الفقه الإسلامي".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير